مخاوف من انهيار هدنة الجيش اليمني و «الحوثيين»
شارك الخبر

يافع نيوز – الاتحاد – عقيل الحلالي

تزايدت مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش اليمني والمقاتلين الحوثيين في شمال البلاد مع استمرار الحوثيين في تعزيز تواجدهم المسلح في محيط مدينة عمران بعد يومين على قرار رئاسي بوقف المعارك التي اندلعت هناك أواخر مايو الماضي وخلفت 347 قتيلا على الأقل.

وذكرت مصادر محلية وعسكرية في عمران لـ (الاتحاد)، إن الحوثيين انسحبوا من السجن المركزي ومنطقة «سحب» العسكرية جنوب المدينة لكنهم رفضوا الانسحاب من بقية مناطق تواجدهم في محيط المدينة.

ولم ينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأربعاء برعاية دولية قادها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، على انسحاب الحوثيين من مناطق تواجدهم في محيط عمران، لكنه أشار إلى «وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات من قبل كل الأطراف». وأوضحت المصادر أن المقاتلين الحوثيين يعززون تواجدهم المسلح ببناء خنادق ومتارس في مناطق «بيت بادي»، «ضبر»، «بيت عامر»، و«المحشاش»، مشيرة إلى استمرار وصول تعزيزات مسلحة للحوثيين إلى منطقة «ريدة»، شمال عمران، قادمة من محافظة صعدة الشمالية المعقل الرئيس للجماعة .

بالمقابل لا تزال قوات الجيش المدعومة بمليشيات محلية موالية لحزب «الإصلاح» الإسلامي السني في حالة استنفار عالي تحسبا لتجدد المواجهات، بحسب مسؤول في اللواء 310 مدرع المرابط جنوب مدينة عمران. وقال المسؤول العسكري :«قرار وقف إطلاق النار بمثابة استراحة محارب. ستنهار التهدئة في أي لحظة.

الحوثيون يبنون خنادق في محيط عمران وفي بلدة ضروان»، التابعة إداريا لمحافظة صنعاء وتبعد نحو 20 كم عن العاصمة.وطالب سكان في منطقة «بني ميمون» ببلدة «عيال سريح»، جنوب عمران، بخروج المسلحين الحوثيين من منطقتهم، وعودة قوات الجيش إلى ثكناته. كما ناشدوا السلطات حماية أهالي المنطقة من الصراع المسلح بين الجيش والحوثيين الذي خلف ضحايا أبرياء وموجة نزوح سكاني كبيرة.

وقال مسؤول في السلطة المحلية بعمران إن «فرص نجاح اتفاق وقف إطلاق النار ضئيلة لأنه لم يعالج أسباب الصراع المسلح» الذي اندلع على خلفية ضغوط تقودها جماعة الحوثيين منذ مطلع مارس لإقالة حاكم عمران، محمد حسن دماج، ومسؤولين عسكريين وأمنيين لقربهم من حزب «الإصلاح»، الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى علاقة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

وذكر أن الحوثيين يواصلون استفزازاتهم ضد الدولة والجيش في عمران، متوقعا تجدد القتال بين الطرفين «في غضون أيام». وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد غراب، إن الدولة غلبت المسار السياسي على الحسم العسكري لإنهاء التوتر المسلح في عمران.

وأضاف لـ(الاتحاد): «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي حازم لإنهاء الصراع مع الحوثيين فإن الصراع سيضل مستمرا لأن هذه الجماعة أصبحت قوة على الأرض». وأشاد خطباء مساجد في اليمن خلال خطبتي صلاة الجمعة، أمس، بـ«التزام الجميع في محافظة عمران بوقف إطلاق النار»، وتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وحث الخطباء على أهلية السلم في تحقيق المصالحة الوطنية لإنهاء الصراعات في البلاد، ونددوا بالهجوم المسلح الذي استهدف، أمس الأول، نقطة تفتيش عسكرية في محافظة شبوة وخلف 15 قتيلا بينهم 14 جنديا. وحمل الهجوم بصمات «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب».

وقال رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء الركن أحمد الأشول، أمس إن «الحرب على الإرهاب مفتوحة وسيتم ملاحقة عناصره المأجورة أينما وجدت». وشدد اللواء الأشول، لدى زيارته اللواء 139 مشاه التابع للمنطقة العسكرية السابعة (وسط)، على ضرورة «التحلي باليقظة العالية والاستعداد القتالي الكامل للتصدي الصارم وإفشال أية محاولات عدائية محتملة».

من جهة ثانية، دان حزب «المؤتمر الشعبي العام»، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ما وصفه بـ«الاعتداء الإرهابي» الذي استهدف أمينه العام المساعد، أحمد عبيد بن دغر، الذي يتولى حقيبة الاتصالات وتقنية المعلومات في الحكومة الانتقالية.

وكان انفجار ناجم عن تفجير قنبلة يدوية وقع أثناء خروج الوزير بن دغر من اجتماع عام نظمته شركة «يمن موبايل» الحكومية في صنعاء أمس الأول، دون أن يسفر الانفجار عن إصابات تذكر.

وقال الحزب في بيان نشر على موقعه الالكتروني، إن هذا التفجير «يأتي في إطار محاولات الاستهداف الممنهج لقيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام»، محذرا من استمرار استهداف قيادات الحزب من قبل ما وصفها بـ«قوى الإرهاب والتطرف والعنف».

أخبار ذات صله