fbpx
قرأه في كلمة الرئيس البيض الأخيرة

بقلم عيدروس المدوري

سأبدأ حديثي اليوم بقول المولى عز وجل في محكم التنزيل

 (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ))

من منطق كتاب الله ومن الحرص على الحقيقة والحرص على ثورة الجنوب المباركة سأكتب هذه الأسطر تحليلا سياسيا وقانونيا لبعض الامور التي لم يدركها شعب الجنوب لأن هذه أمانة في عنق كل ذي علم امام الله ثم امام شعب الجنوب الذي يعاني من ويلات الاحتلال اليمني الغاشم خصوصاً بعد ان صمت أهل العلم بالقانون تحت تأثير الولاء أو عدم المبالاة  .

رغم كل ما سأقابله  من التجريح والتخوين والاتهامات لكنني لن أهتم لها لأنها لن تأتي ممن كان ولاءه خالصاً للجنوب وقضيته ولن تأتي من شعب يبحث عن الخلاص من براثن المحتل حتى يحيا حياة كريمة ويريد ان يعرف حقيقة ما يدور من حوله، لهذا لا نعير كلام المطبلين أي اهتمام لأنه لا يستند إلا للتهم فقط دون ان يجاري الحجة بالحجة وأننا كأحرار لا نهتم لمثل هذه التهم ولن تقف عائق في طريقنا والاستمرار الصادق مع الله ثم مع الوطن في النضال حتى تحقيق الاستقلال التام والناجز للجنوب  .

بعد هذه المقدمة المتواضعة سأدخل في صلب الموضوع ألا وهو تحليل لكلمة الأخ علي سالم البيض التي القاها في يوم 21 مايو 2014 م على جموع الحضور بالفعالية في شارع الشهيد مدرم في المعلا عدن .

فل نبدأ من المقدمة وهي الاية الكريمة قال تعالى : ” قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”  صدق الله العظيم.

والتي تعني ان كل أمر نُصاب به هو مقدر ومكتوب وأمر واقع علينا الرضاء به لأنه أمر الله ولا يوجد امر يقف امام امر الله سبحانه هذه الاية وضعة هنا لأمر مهم وهو كـ باب لبعض المصطلحات الجديدة التي اتت بالكلمة كالحامل السياسي .

مقتطفات من كلمة الاخ علي سالم البيض

اليوم بحشدكم هذا بعد مضي عشرين عاماً , تعطون لهذه الذكرى معاني متجددة ,وتؤكدون تمسكم بالإرادة السياسية الجنوبية التي تم إعلانها يوم الحادي والعشرين من مايو من عام ألفٍ وتسعمائةٍ وأربعةٍ وتسعين للميلاد ، يوم إعلان فك الإرتباط تجسيداً لإرادتكم في رفضكم الضم والإلحاق وطمس الهوية ومؤامرة إزالة وجودكم كشعب وهوية من جغرافيا المنطقة والعالم.

إن الإرادة السياسية الجنوبية التي تجلت و عبّرنا عنها يوم الحادي والعشرين من مايو عام ألفٍ وتسعمائةٍ وأربعةٍ وتسعين ، تؤكدونها اليوم من جديد من خلال حشدكم العظيم الذي أعطى هذه الإرادة التفويض و الشرعية منذ ذلك التاريخ و لازال يضفيها عليها اليوم و سيظل حاضناً لأي إرادة سياسية متسقة مع اهدافكم و يمنحها التفويض بالعمل و التعبير عن أهداف هذا الشعب .

 

إننا على ثقة بإن إرادتكم ستنتصر، وستفرضونها بإذن الله بنفس التصميم و بنفس العزم في هذا الزمن الجديد, زمن التحولات الكبيرة ، والمتغيرات المعقدة ، كما نجحتم في فرضها في الماضي في زمن الإستعمار والإمبراطوريات، حين فرضتم شرعيتكم وأعترف بها العالم في يوم إستقلالكم المجيد في الثلاثين من نوفمبر من عام ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعة وستين للميلاد .

إن الثورة الجنوبية ببرنامجها الصريح والمُعلن وتحديد نهجها السلمي كوسيلة لبلوغ هدف التحرير والإستقلال وطرد المحتل اليمني بعد سنوات من إعلان فك الإرتباط , قد سارت على نفس النهج , وأعطت التفسير الحقيقي الذي لا لبس فيه للهدف من إعلان فك الإرتباط , ومثل برنامجها استكمالاً لمعاني إعلان فك الإرتباط كما عناها الجنوبيون يوم الإعلان في الحادي والعشرين من مايو عام ألفٍ وتسعمائةٍ وأربعةٍ وتسعين ”

انتهى كلام البيض

الفقرة الاولى مما اوردناه من كلمة البيض تؤكد على ان ذالك الحضور هو تمسك بالإرادة السياسية والشرعية لإعلان 21 مايو 94 م وان التمسك بذالك الاعلان هو لفظ الضم والإلحاق وطمس الهوية ومؤامرة ازالة شعب الجنوب من المواطنة .

الفقرة الثانية تؤكد على الارادة السياسية وان الحضور اعطا لها الشرعية التي هي فقط حاضن لأي ارادة سياسية اخرى .

في الفقرة الثالثة تؤكد على فرض الشرعية كما تم في 30 نوفمبر وهي شرعية الجبهة القومية التي أتت لنا باليمننة .

الفقرة الرابعة يحصر الثورة الجنوبية وهدفها  استكمال لمعاني إعلان فك الارتباط .

سنبدأ تحليلنا هنا بتفسير كلمة فك ارتباط فك الارتباط يعني ان نفك شيئين او اكثر تم ربطهما ببعض وما تم اعلانه في 21 مايو 94 لم يكن فك ارتباط لأنه لم يعلن عن فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عن الجمهورية اليمنية بل تم اعلان قيام دولة جديدة باسم جديد وبنظام جديد ودستور جديد وعلم جديد ومبادئ جديدة و اعتماد اعلان 21 مايو 94 م ارادة سياسية وشرعية جنوبية والتمسك بها يعني أننا نتمسك بكل ما شرعنته تلك الوثيقة المعلنة في ذالك اليوم وهي كالأتي

1 شرعية دستور الدولة المعلنة في 21 مايو 94 م والذي  هو دستور الجمهورية اليمنية

2 شرعية وثيقة العهد والاتفاق والتي جاءت الوثيقة المعلنة في 21 مايو 94 م مستمده منها

3 شرعية الحوار اليمني من خلال شرعية بن دغر ومحمد علي احمد وغيرهم ممن شملتهم شرعية ذالك الاعلان

4 شرعية المطالبة بالفيدرالية من خلال شرعية العطاس التي تعترف به وبشرعيته تلك الوثيقة كرئيس حكومة

5 شرعية الوحدة من خلال شرعية العاملين فيها والمنادين بها امثال المجيدي وبن دغر التي اعطتهم تلك الوثيقة الشرعية ومن خلال شرعية دستور تلك الدولة الذي ينص على الوحدة .

في الاخير إستبدال مصطلح شعب الجنوب بمصطلح اخر سكان الجنوب في النقطة الموجهة للأمم المتحدة تعطي انطباع سيئ جدا فسكان الجنوب بعيدة كل البعد عن معنى شعب الجنوب .

لسنا ضد الرئيس البيض وكلنا نهتف له ولكننا ضد الاخطاء الكارثية التي قد تؤدي بنا الى باب اليمن مرة اخرى تحت شعار الاستقلال فلذا وجب الشرح والتبيان عل الرئيس البيض يدرك حجم خطر شرعية ذالك الاعلان ويعود لمن اشار عليه بهذا وينتقي الطاقم الاستشاري الحقيقي الذي يعرف كل تفاصيل الامور ويعرف الضار من النافع .

الخلاصة شرعية الشعوب لا يمكن ان يتملكها اعلان ولكن الشعوب هي من تملك الشرعية فتختار من ينوب عنها في ايصال رسائلها ومطالبها وتطلعاتها فالجنوب دولة محتلة لن تتحرر بإعلان انما تحتاج لتضحية وعمل وثورة عارمة تقتلع المحتل .