fbpx
العمل المؤسسي ووحدة القيادة السياسية

لا يمكن أن تنجح أي ثورة سلمية إلا بالعمل المؤسسي المنظم من خلال تنفيذ الخطط والبرامج على أرض الواقع للوصول الى السيطرة على البلد من جميع النواحي السياسية والإجتماعية والإقتصادية لأن عشوائية الثورة تقود الى الصراع والتمزق, وأي ثورة ناجحة يجب أن يواكب فيها العمل السياسي للفعل الثوري لكي تحقق الثورة هدفها في أسرع وقت ممكن أما إذا لم يتم إستغلال العمل الثوري وتحويله الى عمل سياسي فلا فائدة منه وسوف تتأخر الثورة بسبب عدم وجود قيادة سياسية موحدة تدير الثورة وتنظمها في إطارعمل مؤسسي.

إن الإنقسامات الموجودة في ثورة الجنوب وتعدد المكونات هو نتيجة طبيعية لعشوائية الثورة التي تسير عليها منذ عام 2007 فلو كان هناك عمل تنظيمي منذ البداية لما وصل الوضع الى ما هو عليه بثورة الجنوب التحررية, فلا توجد ثورة ناجحة إلا بوحدة القيادة والتنظيم وخاصة في الثورات التي تنهج النضال السلمي التحرري للتخلص من الإحتلال العسكري, وقد ناضل شعب الجنوب على مر 8 سنوات وقدم الالاف من الشهداء من أجل الحرية والعزة والكرامة ولكي يحقق هدفه عليه أن يستفيد من الأخطاء التي وقع فيها خلال مسيرته النضالية ويصحح الثورة من الداخل ويقوم بتنظيمها ليصل الى بر الأمان ويحقق هدفه المنشود. لقد نجحت ثورة الهند بالنضال السلمي المنظم بقيادة الزعيم مهاتما غاندي والذي أعتمد على العمل المؤسسي خطوة بخطوة وفق برامج وخطط عملية حتى فرضوا أنفسهم سلمياً على بلادهم وسيطروا عليها سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً وكان الشعب الهندي يتبع قائد واحد ويسيرون خلفه لأنه لا يمكن أن تنجح ثورة في ظل تعدد القيادات وبالرغم أن فترة نضالهم السلمي أخذ فترة طويلة من الزمن إلا أنهم في الأخير وصلوا الى هدفهم و أرغموا الأمبراطورية البريطانية العظمى على الرحيل ومنحهم وثيقة الإستقلال.

مهما واجهت ثورة الجنوب التحديات والصعوبات فإنها بالأخير سوف تتغلب عليها بعزيمة الشعب القوية وهي الان في مرحلة فرز وسوف يجرف البحر كل ما هو جيفة الى الشاطئ لأن البحر لا يقبل الأوساخ والمخلوقات الميتة ويريد أن يكون صافياً ونقياً,ولا ينقص ثورة الجنوب إلا العمل المؤسسي المنظم في ظل قيادة سياسية واحدة وهو الحل الوحيد لنجاحها وهي مستمرة ولن تتوقف إلا بنيل الإستقلال الناجز.