مساحة شاسعة وزرقة ظاهرة وسحب راقصة كلهم في قمة واحدة فالطير ينثر كلمة الوداع بموج الأجنحة والليل يهلل للكواكب بأنوار ضاحكة

فالطريق طويل والأراضي مذهبة بغروب الشمس المتوارية عن الجبال الشامخة لتطل على أبحر بعيدة المدى فتلقي عليهم تحية الصبح المشرقة

هما عالمان ..عالم كاحل وآخر نائر كأنهما دنيا وقبر…حياة وموت …أخضر ويابس  هما حدث واحد لكن جناحهما مغاير فأحدها أعظم والآخر أهون

فذات مرة سئل حكيم: ما الموت وما الحياة ؟

فأجابهم بعد صمت ساكن إلى أن حُرِّك لسانه برياح الخشوع الباطن قائلا: إن الموت هو عودة المخلوق لأصله حتى يحاسب على أفعاله و أما الحياة فهي نفس عميق يستنشق فيها التوبة ويستنثر فيها الذنب والمعصية ، والفرق بينهما أن للحياة مجازفة و أن بعد الموت مغفرة أي:إن كنت من العابدين الحامدين والشاكرين للمولى عزّوجلّ بعد كدّ وجهد وتعب فإن ما بعد الموت مجازاة بالخير ومغفرة للذنب

فهكذا هي الحياة يوم لنا ويوم علينا فوجب على الإنسان حينها أن يتذكر ويتفكر ويتدبر في خلق الرحمان لعلها تخرجه من الظلمات إلى النور فترسم له طريق التوبة والهداية وتخيطه وتمسكه من العروة حتى لا يسقط   ويقع في نفس المعصية