fbpx
حتى لا نخطئ  في التقدير و نسيئ الفهم – بقلم : محمد الجنيدي
شارك الخبر

 ازدادت في الآونة الأخيرة  حدة التباينات  والتجاذبات  بين كثير من أبناء الجنوب و حتى لا نخطئ  في التقدير و نسئ الفهم في تفسير مواقف البعض فيما يتعلق بالحملة العسكرية التي يشنها الجيش على تنظيم القاعدة فعلينا تقدير الأمور بقدرها وبدون  تجيير هذه المواقف ضد بعضنا  البعض ,   فمثلا عندما ترى الكثير من أبناء الجنوب  يؤيدون الحملة العسكرية و يباركونها فان ذلك لا يعني أنهم مع الجيش بل قد يكون  ما دفعهم إلى ذلك هو ما لحق بهم من قتل و تدمير و تهجير و تشريد بسبب وجود تنظيم القاعدة بينهم  ولذلك  يروا ان  ما يقوم به الجيش خصوصا تلك  الوحدات العسكرية  التي يمسك بزمام أمورها قيادات عسكرية جنوبية  مشهود لها بالشجاعة و الحنكة   وقريبة من نبض الشارع الجنوبي  هو الحل المتاح حاليا  للتخلص من هذا التنظيم وهذا الفكر المتطرف و الدخيل على الجنوب الذي عانى الكثير منه  و خسروا الكثير الأرواح بسببه  ولذلك يميلون إلى دعم الحملة علها تجتث هذه النبتة الخبيثة التي غرستها القوى الظلامية للاحتلال .

 و من جانب آخر فمثلا عندما نرى الكثير من أبناء الجنوب  يشككون في هذه الحملة العسكرية  و يعتبرونها  مسرحية من مسرحيات المحتل التي يراد من خلالها التآمر على الجنوب و على قضيته و ثورته  وتحويل الجنوب إلى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى المهيمنة و المتصارعة  في الجمهورية العربية اليمنية  والتي سيكون فيها  شعب الجنوب  هو الخاسر الأكبر والضحية الكبرى في هذه اللعبة و على ذلك تجدهم يشككون بمصداقية هذه الحملة و مستندين على ذلك بالتجربة المريرة التي خاضوها مع وحدات الجيش وعلى سبيل المثال تلك الوحدات العسكرية   التي يقودها مجرم الحرب و قاتل الطفولة المدعو ضبعان الذي فتك بالعباد وارتكب أبشع المجازر و الجرائم بحق المواطنين الآمنين و  الأبرياء و العزل  وشرد العديد من  الأهالي  و الأسر و دمر المدن و القرى فكانت   أحداث دموية خالية من الإنسانية و الضمير ولم يقدم  هذا الجيش حسنة وحيدة تجعل الناس هناك يحتفظون له بذكرى طيبة  تشفع له اليوم في حربه على الجماعات الإرهابية ولم تأتي القيادات الجنوبية  المنخرطة ضمن هذا الجيش بمواقف توقف هذا العدوان و توقف نزيف الدم الذي كان يراق ببرودة دم فلا نتوقع من هولا اليوم ان يهللوا أو يرحبوا أو يساندوا هذا الجيش  وكيف يكون ذلك و دماء الأبرياء من النساء و الأطفال و الرضع لم تجف بعد وما زال الألم و الأسى و الخزن مخيما  على بيوتهم  .

لب و خلاصة الكلام علينا ان لا نخلط الأمور ببعضها البعض   كأن نفسر ان من هو ضد الجماعات الإرهابية ان يكون بالضرورة مع الجيش و العكس صحيح كأن نفسر من هو ضد الجيش  ان يكون بالضرورة مع القاعدة و الجماعات الإرهابية  وان نفهم ان ما يتم طرحه و تناوله  ما هو إلا وجهات نظر و مواقف آنية جاءت من وجهة نظر كل طرف من قراءة و تحليل و تجربة عاصرها كل طرف  وعلى ذلك كل طرف أو فرد  يروج لفكرته وفق ما يراه و ما يعتبره هو الأنسب و الأصلح  .

ختاما ننوه الكل  إلى ان هذه المرحلة الحساسة  تتطلب منا الكثير من المرونة و الليونة و وإبداء حسن النوايا و حسن الظن فيما بيننا كجنوبيين كما و علينا ان ندرك وان نكون على يقين ان هذا الشعب العظيم  لن يتخلى أو يتزحزح قيد أنملة عن هدفه في تحرير بلاده من جيوش هذا المحتل و من جماعاته الإرهابية المتطرفة  والعمل على بناء دولة مدنية حديثة .

بقلم / محمد الجنيدي

أخبار ذات صله