يافع نيوز – موقع اذاعة الأمم المتحدة :
يسلط اليوم العالمي لحرية الصحافة الضوء على أهمية تنمية وسائل إعلام مستقلة وحرة وتعددية، لحماية هذه الحقوق وتعزيزها. فالصحافة توفر منبرا للنقاش المستنير بشأن مجموعة واسعة من المشكلات التي تواجهها التنمية، ابتداءً من التحديات البيئية والتقدم العلمي وانتهاءً بتحديات المساواة بين الجنسين ومشاركة الشباب وبناء السلام.
كل هذه المواضيع فضلا عن فوز التركي أحمد شيخ بجائزة اليونسكو ـ غيير مو كانو العالمية لحرية الصحافة، تستمعون إليها في الحوار الإذاعي التالي الذي أجرته الزميلة مي يعقوب مع السيد بسام منصور، المتحدث باسم اليونسكو….
مي يعقوب: سيد بسام يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار من كل عام. على ماذا يركز اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2014؟
يركز اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2014 على ثلاثة مواضيع مترابطة: أهمية وسائل الإعلام في التنمية، سلامة الصحافيين وسيادة القانون، استدامة ونزاهة الصحافة.
مي يعقوب: لقد ذكرت التنمية، كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تساعد على تنشيط التنمية خاصة وأننا نقترب من الموعد المحدد لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية المقرر في عام 2015 ؟
بسام منصور: في الحقيقة هناك الآن مجموعة جديدة من الأهداف والتي تجري مناقشتها دولياً تحت عنوان ” برنامج عمل التنمية لما بعد عام 2015″. لقد أسهم في هذا النقاش فريق الامم المتحدة المعني بمجتمع المعلومات، واقترح أن يتم الاعتراف بتكنولوجيا المعلومات والاتصال في برنامج عمل التنمية لما بعد عام 2015 لكونها عنصر مساعد أساسي في التنمية. وأشار الى أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل عام والانترنت بشكل خاص تلعبان دوراً هاماً في ضمان التنمية القائمة على الحقوق خصوصاً من خلال تمكين ممارسة أوسع لحرية التعبير وحرية الصحافة، والتي تعتبر بدورها مهمة لمكافحة الفساد، وضمان المساواة بين الجنسين، وتعميق المساءلة وتعزيز التنمية الاجتماعية الشاملة. إن ملاحظات الفريق الرفيع المستوى وفريق الأمم المتحدة المعني بمجتمع المعلومات تتوافق مع مواقف اليونسكو الطويلة الأمد. فقد كانت حرية التعبير وحرية الإعلام تشكل جزءاً أساسياً من رسالة اليونسكو منذ تأسيسها.
مي يعقوب: في ضوء رسالة اليونسكو، أريد أن أتحدث عن القرار الذي صدر في الدورة الـ37 الأخيرة للمؤتمر العام لليونسكو في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، والذي يسلط الضوء على أهمية الترويج لثلاث مسائل رئيسية في برنامج عمل التنمية لما بعد عام 2015 الذي تحدثت عنه الآن. هل يمكن أن تشرح لنا تلك المسائل الثلاث؟
بسام منصور: لقد تم التركيز على قضايا ثلاث وهي أولا، حرية التعبير، ثانيا، إمكانية الوصول الشامل للمعرفة والمحافظة عليها، ثالثا، استقلالية وحرية وتعددية وسائل الإعلام سواء على شبكة الانترنت أو خارجها. وقد وصف القرار هذه العناصر على أنها لا غنى عنها في ازدهار الديموقراطيات وتشجيع مشاركة المواطنين. فإن حرية التعبير وما يترتب عليها من حرية الصحافة وحرية المعلومات هما بالنسبة لليونسكو من الحقوق الأساسية بل ومن العوامل المساعدة في تحقيق العديد من الأهداف ذات الصلة ببرنامج عمل التنمية لما بعد العام 2015. وهذه تشمل الحكم الرشيد، الشفافية، الحصول على المعلومات، تمكين المرأة والشباب، القضاء على الفقر وضمان مجتمعات مستقرة وآمنة.
مي يعقوب: لا بد ان أسأل عن جائزة اليونسكو ـ غيير مو كانو العالمية لحرية الصحافة والتي حصدها هذا العام الصحفي التركي أحمد شيخ. لماذا اختير أحمد شيخ لينال هذه الجائزة؟ حدثنا أكثر عن هذا الصحفي؟
بسام منصور: إن لجنة التحكيم التي تختار الفائزين هي لجنة مستقلة مؤلفة من قادة الصحافة الحرة في العالم. وقد وقع اختيارها هذا العام على أحمد شيخ لأنه، حسبما قالت اللجنة، من أكثر المدافعين حماسة عن حرية التعبير، وقد كرس مسيرته المهنية لشجب ظواهر الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. وقد بدأت العقبات تقف في وجه بينه وبين السلطات التركية في عام 2007 عقب مقالة نقدية نُشرت في مجلة “نوكتا”.