fbpx
من ثورة الفرصة الأخيرة إلى عبور المضيق ..ملاحظات في رؤية ياسين سعيد نعمان

((من هذه الحقيقة يتجلى دور هذا القرار ومدى قوته في مساعدة اليمن على توفير الراحلة القادرة على حمله قدماً في مساره نحو النور.)) ياسين سعيد نعمان

في البدء نسأل الله الرحمن الرحيم الشفاء العاجل للأخ العزيز دكتور ياسين مما آلم به والعودة بالصحة والسلامة إلى أهل وذويه وجميع محبيه ، فقد كان لغيابه المفاجئ عن المجال العام في صنعاء قبل أربعة أشهر من الآن وقبيل أيام من مهرجان إعلان اكتمال (مؤتمر الحوار) الذي كان ياسين سعيد نعمان روحه النابضة وضابط إيقاعه منذ اليوم الأول لانعقاده ، وهذا ما اثأر جملة من ردود الأفعال والتساؤلات والتكهنات المختلفة عند مختلف المهتمين ومن مختلف الشرائح والاتجاهات ، وتحضرني الذاكرة هنا أنني كتب منشور في ذات اليوم أعربت فيه عن موقفي من الأمر هاكم  ما كتبته :

(( لو صح خبر اعتزال الدكتور ياسين سعيد نعمان العمل السياسي في هذه اللحظة الحرجة جدا ، فهذا سوف يكون اختبارا حقيقيا للقوى التي أفنى الرجل والحزب حياته من اجل انتصار مشروعها الوطني اليمني الوحدوي الحداثوي المدني الفيدرالي ، ( القوى اليمنية الوطنية المدنية الحداثوية  او كما يحب نعتها ب( القوى الناعمة ) كما وصفها  في رؤيته لحل القضية الجنوبية  المقدمة  إلى ((مؤتمر الحوار الوطني الشامل)) إذ قال في مستهل الرؤية ما يأتي :”إن الحزب الاشتراكي اليمني وعند قبوله بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبالنظر إلى طبيعة موازين القوى السياسية والاجتماعية في البلاد، كان يدرك تماماً الاختلال في التوازن الحواري، خاصة عندما يقوم الحوار بين طرفين، احدهما يمتلك كل مقومات القوة، بدءاً من السلاح والمال، وانتهاءً بالنفوذ السلطوي العميق، وآخر لا يمتلكها تماماً بل يعوّل على حوار عقلاني تحضر عنده أفكار المصلحة العامة غير المدعومة بالقوة وشتى صنوفها،  معولاً على الكثير من القوى الناعمة والمؤثرة في الفعل السياسي اليوم، وهي من معطى التطور التاريخي للبلاد، وتحديداً من بعد إعلان الوحدة السلمية المغدور بها ودعم المجتمع الدولي في سياق تفاعله  مع القضايا الإنسانية المشتركة.حيث يستحيل اليوم النظر إلى تواريخ الشعوب منفردة، بعيداً عن سياقات نظام عالمي جديد بدأ يتطور، آخذاً كل البلدان في مجراه، وله تأثيره عليها محلياً وإقليميا”. ينظر الرؤية  ص ا

اما وقد اقر صديقنا  الحزب الاشتراكي اليمني بان القوى التي كان يضع عليها  رهاناته وما يزال هي تلك  (( القوى الناعمة والمؤثرة في الفعل السياسي اليوم ، والتي هي من معطى التطور التاريخ وتحديدا  بعد اعلأن الوحدة السلمية المغدور بها…  ))  فهذا يدفعنا إلى التساؤل البريء هنا  : وماهي ياترى تلك القوى التي كان الاشتراكي يراهن عليها  بكل نضالات وتضحيات وثورة ودولة وسيادة شعب الجنوب الذي احتكر  لذاته أمر  حكمه وقوته وسيادته وقراره ومصيره ، منذ بعد الاستقلال في 1967م ؟؟؟ ماهي القوى التي رهن الاشتراكي كل الجنوب : شعب ودولة وارض وسيادة وتاريخ وهوية وثروة وخبرة وقيم واقتصاد وكل شيء إلى ذمته رقبتها ومنحها كل ثقته  ، حينما أصر على جعل (( تحقيق الوحدة اليمنية )) هدفه المقدس جنبا إلى جنب الدفاع عن الثورة والخطة الخمسية ،)) شعار الحزب والدولة المقدس  _  اقصد  تلك القوى الفاعلة والضامنة (الوطنية المدنية ) في الشمال قبل اعلأن الوحدة المغدور بها ؟! ، وهل من السياسة والحكمة السياسية ان يرهن حزبا سياسيا او نخبة حاكمة حياة ومصير شعب ودولة كاملة السيادة ، بتسليمها إلى أيدي قوى لا يعرفها وليس لديه خبرة وتجربة كافية بسلوكها ومواقفها ؟ من المؤكد ان الذين كانوا يتصدرون المشهد في دولة الجنوب ((المغدور بها ))  كما قالت رؤية الحزب أقول من المؤكد  أنهم لم يفكروا بهذا السؤال الحارق  واللات ساعة ندم ، وكل ما يمكنهم قوله اليوم كما هو حال الأخ ياسين هو ترديد عبارة (( لقد حلمنا بعكس ما جرى !)) أليس كذلك ؟ دون ان يعني ذلك بأي حال من الأحوال إنني هنا احملهم نتيجة ما كان وما وصار وما نحن فيه الآن من مصير ومآل لم يكن يخطر على بال أحد ممن كانوا يتغنون بهذا الشعار الواقعون تحت تأثير السحر الإيديولوجي المؤذي ، وقد تأثر

معظم الناس هنا كرهنا او اختيار او بدون شعور بهذه العقيدة الأرمولية الساحرة التي لا جدوى من إدانة ضحاياها حتى ممن كانوا ومازالوا مؤمنون بها الذين لأنهم يستحقون الشفقة والرعاية والفهم والتفهيم بالنقاش والحوار والإقناع بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة لا بالإدانة والتشهير والتخوين والتكفير كما فعلت قوى التكفير والغزو والظلم والظلام في الشمال التقليدي المهيمن منذ عام 1990م  مع الجنوبيين ومازالوا  يفعلون حتى اليوم كما يعلم أمين الحزب الاشتراكي العام بالخبرة والتجربة والمعاناة المستمرة ، ورغم كل ذلك مازال يعيد يعاود التجربة من جديد بعد كل إخفاق وفشل مكررا الرهان  على ذات القوى المفترضة التي لم يحتسبها ضمن رهاناته  حينما وقع (اتفاقية الحصانة الخليجية في الرياض ) ،وهي تلك القوى التي طالما تغنت نخبها المثقفة ( برجل بحجم وطن ) و (( رجل استثنائي جاد به القدر في زمن استثنائي )) و السياسي المحنك الذي لا مثيل له ، (والشخصية الكاريزمية التي تحظى باحترام  الجميع ) و(المفكر الجهبذ الذي يعصر الأفكار عصرا ) وغير ذلك من الأوصاف والصفات والنعوت الكثيرة التي كتبوها وقالوها  في شخص ودور الدكتور ياسين وهو يستحقها ويستحق أكثر منها في الواقع . وكم كانت صدمتنا حارقة حينما مر خبر مغادرة العزيز ياسين صنعاء مرور الكرام  دون ان يتحرك ساكن من أجله لا سيما من تلك القوى التي منحها كل ثقته ووضع فيها رهاناته_ اعني القوى المدنية الناعمة !!

بينما كنا نحن في ومن منطلق معرفتنا بقيمته ومكانته ورمزيته وأهمية  السياسية أمينا عاما للحزب الذي قاد دولة الجنوب إلى صنعاء والثقافية بوصفه نموذج متميز للشخصية التي تمكنت من الجمع بين السياسة والثقافة والمعرفة والخبرة العلمية التخصصية في الاقتصاد فضلا عن  القيم الأخلاقية الايجابية التي جعلته موضوع تقدير واحترام حتى من خصومه .  من هذه الاعتبارات وربما غيرها كان يحدونا الأمل بان الدكتور ياسين ربما يكون الشخص الوحيد الذي يفهمنا ويفهم مقاصدنا إذا ما تحاورنا معه في قضايا الشأن العام والأحداث المضطربة  لاسيما  بعد نشره مقالته الطويلة الشهيرة ب ( إشكاليات من واقع ثورة الفرصة الأخيرة ) في صحيفة المصدر ” يوم الثلاثاء الموافق 7 فبراير 2012م العدد 192،.

 حاورناه حوار الحريصين وعتاب المحبين فيما كتبه وذلك من  وجهة نظر ما كنا نراه ونتصوره صوابا ممكنا  في تفسير وفهم  تلك المشكلة شديدة التعقيد وعسيرة الفهم  أقصد إشكالية ياسين التي حاول معالجتها من زاوية نظر المفكر السياسي لا المشتغل في السياسة  وهذا هو ما حفزني إلى قراءتها قراءة نقدية محايدة بدافع الفضول التخصصي و البحث عن الحقيقة المحتملة على الدوام  فكانت قراءتنا  بعنوان: (مقاربة نقدية في مقال : (إشكاليات من واقع ثورة الفرصة الأخيرة) للدكتور ياسين نعمان )نشرته في صحيفة 14 أكتوبر العدنية في خمس حلقات ابتدأ من 7 فبراير 2012 .

 وأتذكر الان كم كانت ردود أفعال بعض الزملاء الأعزاء غاضبة مني بل لقد انهالت علي الاتصالات من كل حدب وصوب عتابا وتأليبا  ممن اعرفهم ولا اعرفهم  بحجة ان الأخ ياسين سعيد نعمان الطيب الوحيد بين الساسة الحاليين الشريرين الفاسدين الذي يستحقون النقد والتشهير ! او بحجة ان الوقت غير مناسب للكتابة النقدية في الحزب الاشتراكي وأمينه العام ! وغير ذلك من الحجج والمبررات التي سمعتها من الكثيرين الذين طلب مني بعضهم إيقاف نشر الحلقات والاكتفاء بالحلقتين الأولى والثانية !  بل ان بعض الأصدقاء الأعزاء خاصموني من حينها  وعبروا عن موقفهم بالكتابة بلغة لم أكن أتوقعها منهم أبدا . كل هذا بسبب ذلك المقال  الذي ازعم إنني لم أسيء فيه لشخص الدكتور ياسين الذي أكن  له التقدير والاحترام ، رغم اختلافي معه بالموقف والرأي.

وربما كان السر الذي لا يعرفه الدكتور ياسين وربما قد غاب عن الكثيرين غيره هو أنني لا أهتم ولا اقرأ قراءة نقدية متبصرة إلا بالكتابات والنصوص والخطابات التي اشعر أنها جديرة بالقيمة والاعتبار ، من هنا جاء اهتمامي ومازال بالأخ العزيز ياسين سعيد نعمان وكتاباته النظرية التي لأجيب ان نجعلها تمر بصمت مثلها مثل غيراها من كتابات سقط المتاع التي لا احد يعيرها أي اهتمام .وهذا هو الشعور القلق الذي انتابني حينما بلغني خبر اعتذار الأمين العام عن مواصلة المشوار ومغادرته صنعاء ، إذ توقعت ليلتها بان صنعاء وتعز وكل الشمال ستخرج  عن بكرة أبيها في تظاهرة مدنية سلمية ناعمة للتعبير عن رفضها للقرار وستحاول ان تثني الزعيم السياسي الكبير ياسين عن قراره وتعرب عن شجبها واستنكارها للمحاولات المتكررة في اغتياله . لكن للأسف الشديد لم يحدث شيء ذات بال ممن كان يضع عليهم الرهان . أقول هذا بعد انقضى أربعة أشهر على غيابه واختفى دور حزبه من ميدان صراع القوى السياسية الفاعلة في صنعاء . اما تلك الليلة التي غادر فيها الدكتور ياسين صنعاء فاسمحوا لي ان أطلعكم على ما كتبته بدون تعديل إذ كتبت قائلا :

 الآن وقد اكتشف الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ما كنا قد استشرفتاه وحذرنا منه فيما كتبناها  سنرى ماذا ستفعل تلك القوى التي وضع ياسين رهانه عليها من اجله وهل ستكون وفية معه ؟ ، ومن اجل مصالحها التي نذر نفسه للدفاع عنها وهو السياسي المثقف  الذي نعتقد جازمين انه أخر العنقود من سلسلة زعماء اليسار الجديرين بالقيمة والأهمية والاعتبار الذين كان لهم دور وحضور فعال  في مرحلة ما بعد حرب 94م الغاشمة أمثال علي صالح عباد مقبل الذي أخفاها المرض والإهمال والشهيد جار الله عمر مهندس اللقاء المشترك الذي كان للدكتور ياسين الدور الفعال في الحفاظ عليه حتى الان ونعتقد انه ليس هناك شخصا أخر يمكنه ان يشغل مكانة  الدكتور ياسين  او يسد الفراغ الكبير الذي سيتركه ، فإذا مر هذا الحدث في صنعاء وكأنما شيئا لم يكن بدون ردة فعل توازي تضحيته بمصادر قوته الحقيقية الأصلية التي جاء منها وعرف بها وكان بفضلها وهو يعرفها جيدا اقصد جماهيره في دولة الجنوب المحتلة الوفية التي كان ممكن ان تحمله على الهامات إذا  ما عاد إليها ومعها في محنتها ، اما القوى التي راهن عليها صديقنا ياسين في صنعاء بشقيها الخشنة التي كانت راهنه الخادع  قبل الحوار وهي التي دافع عنها في مقال  (ثورة الفرصة الأخيرة ) بالاسم والصورة _ بينما أخذ يدينها في مقال عبور المضيق ، كما نبين ذلك في مناسبة قادمة _ والقوى الناعمة والمدنية الحداثية  التي ذكرها في نهاية الحوار في رؤية الحزب  لحل القضية الجنوبية ،بعد ان اعترف اعترافا صريحا بأنه  أي الحزب دخل الحوار  وهو يعلم بان ميزان القوى مختل بين قوى تمتلك كل شيء وقوى ليس لديها شيء هذا الأخيرة هي التي راهن عليها الحزب وأمينه العام كما قال  لكن هل من الساسة والرشد والحكمة ان يعول القائد السياسي ويعتمد ويثق ويراهن  على قوى هو يعرف بأنها لا تمتلك شيء من مقومات ومقدرات القوة والفعل والفاعلية ؟؟؟

 وهذا هو بالضبط هو ما حصده السيد ياسين من رهانه على تلك القوى الناعمة التي لم تحرك ساكن و لم تظهر موقف يليق بالرجل وتضحياته من اجله ومشروعها ، إذ لم تحتشد قواه الناعمة في أي مكان  للتعبير عن بعض الوفاء ورد الجميل لما قدمه لها  الدكتور ياسين  وهذا هو الخطب الجليل الذي أصابه  وأصاب كل من يحبه ويعزه وهو موقف يصعب  تحمله لكل ذي حس سليم  وكرامة وضمير ، انه بمثابة الجحيم عينه الذي أرعب سارتر  انه  قمة الخيبة والخذلان المرير ،  الذي يريق ماء وجه الرجل الكريم  اما وقد مر  خبر غياب ورحيل  د.ياسين نعمان هناك مرور الكرام  هربا من التهديد بالقتل في ظل عدم وجود حماية من هو ذالك الأبله الذي يجرؤ على تكرار هذا الموقف المهين من الجنوبيين طبعا ، بل أقول لم يعد لدى الجنوب شخص أفضل  وأكثر إخلاص من ياسين سعيد نعمان يمكنه ان يراهن على (شعب أراد له النظام والعدالة  فتركه يمضي بصمت ولا مبالة وكأنما شيئا لم يكن ،كتبت ليلتها مايلي ((كم سيكون حزني وإحساسي المرير على الأخ العزيز ياسين الذي أكن لشخصه الطيب بالغ الاحترام والتقدير من موقف متخاذل كهذا _الوشيك الحدوث في بضع الساعات القليلة القادمة_ فإذا مرة 72 ساعة على إعلان الاعتزال او المغادرة  ولم يتحرك في اليمن من اجل اخلص مخلصيه _ وهي مدة الأزمة في نظرية الأزمة الاجتماعية _ إذ لم يحدث شيء ذا بال فاقرأ على الدنيا السلام . هنا ولأن محك الاختبار العسير للمواقف والقيم الأفعال والأقوال بين الصدق والكذب بين الأقوال والأفعال بين ما يثمر وما لا ينبت الثمار ، بين ما يستحق وما يستحق  ومع ذلك يظل  الأمر المهم هو في كيف يقرأ الدكتور ياسين هذا الأمر وكيف وعلى أي نحو يتم تأويل ؟!

فيما يشبه الخاتمة 

حينما دخل (الحزب الاشتراكي اليمني) في تحقيق حلمه ومشروعه اليمني الوطني الوحدوي الكبير عام 90م بدولة كاملة السيادة بمساحة ثلاثين الجمهورية اليمنية لم يكن هناك شيء اسمه الحوثي في اليمن الجمهوري , بل ان هذا المولود الطائفي السياسي الفتي جدا لم يظهر الأبعد سنوات من وجود (لحزب الاشتراكي اليمني) ودولته ج ي د ش بكامل عددها وعتادها وقياداتها السياسية ومؤسساتها القوية الحديثة في صنعاء العاصمة , بل وبعد سنوات من غزو وتكفير واحتلال الجنوب في 94م . ظهر الحوثي بعد اجتياح الجنوب بسنوات أول ما ظهر  في صعدة الجبلية ورغم هزيمة دولة  شعب الجنوب  التي كان يحكمها الحزب الاشتراكي إلا انه أي  الحزب ظل يفتخر ويفاخر بأنه باقي ولم يهزم ، وهذه من اغرب الظواهر السياسية في تاريخ الأفكار والنظم  السياسية  ، ان يفاخر حزبا سياسيا كان يسوس شعب ودولة ذات سيادة ودخل باسمها وبمشروعيتها في اتفاقية توحيد مع كيان أخر ، ثم يقوم هذا  الكيان الأخر بشن حرب عسكرية شاملة ضد شعبه ودولته_ اقصد الحزب _ ومع ذلك يعود ليشارك في تسويس الأمور والعملية السياسية مع من هزمه  وانتصر على شعبه ودولته واحتل أرضه وكأن شيئا لم يكن !!

 بل ويفاخر بأنه موجود ومنتصر وباقي ورقم سياسي وفاعل  و لن يتخلى عن مشروعه الوطني الوحدوي الكبير , معتبرا ذلك حنكة سياسية ودهاء حزبي وبعد نظر استراتيجي ورهان لا يعلمه إلا الراسخون بالعلم والإسرار السياسة الكبيرة !! والآن وبعد كل هذا الانتصار السياسي الكبير للحزب الذي دخل صنعاء بدولة كاملة السيادة ! قارنوا بينه وبين عبدالملك الحوثي الذي لم يكن شيء مذكور في بداية الأمور فما الذي بقى من الاشتراكي في صنعاء بعد ان غادر الدكتور ياسين نعمان المشهد بصمت مهين خوفا من الاغتيال كما يقال ؟ وهذا معناه انه عاجز عن حماية أمينه العام وزعيمه السياسي اما أعضاءها فلا احد يذكرهم في مثل هذا الحال ، وهل ممكن ان يفكر عبد الملك الحوثي بمغادرة صعدة خوف من التهديد ؟  ما الذي بقى للحزب من قوة سياسية او مدنية او اجتماعية في صنعاء اليمانية بالقياس إلى ما تمتلكه كل القوى السياسية والتقليدية الثورية وغير الثورية الأخرى من أوزان وقدرات وأهمية واعتبار تمكنها من البقاء والدفاع عن نفسها وقياداتها  تتحرك وتفعل وتقود مثلما كانت على الدوام حتى بعد ما يسمى ثورة الحصانة الحوار بل حتى عبد الملك الحوثي الشاب الذي هو بعمر احد أولاد القيادات الاشتراكية المخضرمة مثل ياسين  وأنيس وباذيب وغالب وغيرهم , هذا الشاب استطاع ان يجد له _ موطئ قدم قوي وامن وفاعل وظاهر في ملعب القوى السياسية المحتدم في صنعاء العاصمة الجمهورية الثورية المحصنة ،

بينما كل ما بقي لصديقنا الاشتراكي الذي كان دولة كاملة السيادة في الجنوب ودخل صنعاء بدولة كاملة السيادة , كل ما بقي له في صنعاء العاصمة اليمنية هو الإعلان عن مغادرة زعيمه الوطني بسبب العجز عن حمايته  واستبداله بأخر غير مستهدف من القوى إياها  شخص ضعيف بلا وزن وبلا أهمية وبلا رمزية مثل الطيب ابوبكر باذيب الذي لم يعد قادر على التركيز حينما يطلب منه التوقيع على الأوراق المطلوب التوقيع عليها برسم الحزب مع احترامنا وتقديرنا لشخصه الكريم ! وأما تجميد  عضوية شخص  وتبديله بأخر يستطيع قراءة الورقة المطلوب توقيع حزبه عليها !!! كل دور وأهمية وقوة الاشتراكي اليوم في صنعاء تتمحور حول هذه القدرات الافتراضية الرمزية الخفيفة جدا وغير المكلفة بل هي رخيصة رخص التراب بما يجعل إي شخص قادر على أداءها باسمه _اقصد الحزب الاشتراكي الشريك في العملية السياسية بصنعاء !!! هذي هي السياسة والحنكة السياسية وإلا بلاش. مع تكرار التأكيد للمرة الألف  إننا نميز بين الحزب

ككيان سياسي وإيديولوجي  وبين أعضاءه فرادا الذين نكن لأشخاصهم التقدير والاحترام بعدهم ونحن ضحايا السياسات الخاطئة للحزب وشركاءه وحلفاءه والله وراء القصد .اما حكاية عبور المضيق فهي تحتاج منا قراءة قادمة بعد ان تكتمل حلقاتها والسلام .