fbpx
ظلام نووية حضرموت

ظلام نووية حضرموت

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

في شهر ايلول من العام 2006 م وفي الحملة الانتخابية وفي اوج غليانها الاعلامي كان حاكم حضرموت حينها يجوب الجبال والوهاد والفيافي والهضاب والصحاري والمدن والقرى والأرياف ومعه عدد كبير من جوقته المميزة وعلى وجه الخصوص ممن اثروا من المال العام ونمت به ثرواتهم بعد ان جعلوا الحصان الأدهم مطيتهم ليستأثروا بعد ذلك بالمناقصات والمشاريع البراقة

ذات الارقام الفلكية التي لا يستطيع الغلابا امثالي حسبتها . لم تكن تلك الجولات إلا لحشد اكبر عدد ممكن من ابناء حضرموت ليقولوا نعم لطاغية اليمن ولا لابن جلدتهم وبلدهم ذلك الشهم المميز بخلقه النبيل وتاريخه النظيف واستقامته العالية . في اسواء انواع القذارة السياسية وياله من انحطاط فكري وخلقي وخلط للقيم والمفاهيم مارسه اولئك السماسرة الذين اخذوا الامر كمقاولة من مقاولات مشاريعهم الفاشلة لحشد تلك الحشود المهولة لإرضاء غرور سيدهم وغرور مندوبه .

وهنا كانت تلك الحشود تأمل ان يتم اعلانا منه عن مشروع عملاق كشفط المجاري بالليزر او بناء محطة لعلوم الفضاء توازي اعلان توليد الكهرباء بالطاقة النووية التي كانت احدى قفشاته بعد نكتة السكة الحديدية من المهرة الى ميدي او على الأقل يعلن بأن محطة الكهرباء النووية ستكون حتما في حضرموت تلك البلاد الشاسعة المساحة الغنية بحقولها النفطية التي تم توزيعها كقطاعات بين حمران العيون ولم يجد سماسرة حضرموت سوى الفتات ولا غير الفتات مقارنة بالقطاعات النفطية ومناجم الذهب

المجهولة المعلومات والتفاصيل وغيرها الكثير .

وبالتالي لم تخظى حضرموت بشرف الوعود الكاذبة من أمثال توليد الكهرباء بالطاقه النووية ولم تمر على اراضيها السكة الحديدية بل ولا حتى بتجديد مولدات محطتها الكهربائية المتهالكة . وحتى فتات المشاريع التي كانت افخاخا مميزة سقط في شراكها صغار المقاولين وأضاعوا فيها مدخرات السنين فلم يجنوا منها لا بلح الشام ولا عنب اليمن ولا حافظوا حتى على مدخراتهم وتاهت اوراقها ومستنداتها بين اروقه المحافظين الجدد وخزنة صخر الوجيه المحكمة الاغلاق تجاه حضرموت ومشاريعها .

ولو عدنا الى محطتي الكهرباء في الساحل والوادي اللواتي لاتفيا في الوقت الحاضر بجزء يسير من الاستهلاك اليومي للطاقة وهنا يحق لنا ان نبحث عن تلك المشاريع و((المنجزات التي ترقى الى مستوى المعجزات )) كما كانت تقول تلك اللوحة الكبيرة على أحد شوارع مدينة المكلا وتحديدا بجوار مجمع الكليات بفوه . ثم نبحث عن تلك المعجزات والمعجزات حقيقة لا تكون إلا للأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه . لكن نعدّيها لهم فالعلماء حينها كانوا مشغولون بتجديد البيعة والعبارة ان كتبت فقد تكون بشكل غير مقصود وطالما قائلها أو من أمر بكتابتها قد كان في تمهيدية المدرسة الاخوانية (فلا ضرعثمان ما فعل بعد ذلك) ولا نقف عند المعنى والمغزى طالما ان هناك لوحة على ابواب عدن بحجمها بل أشد منها وقعاً على رجال التوحيد والعقيدة ( ما قبلك عدم وما بعدك ندم ).

لن نغرق في تلك التفاصيل فلنعد لحضرموت وكهربائها التي على وشك أن تكون خارج الجاهزية بعد ان مرّت الطفرة بكل مآسيها على الجميع وأفراحها لقلة و وفيئة محدودة .

هل كان مشروع تجديد محطة الكهرباء وتوسعة طاقتها من تلك المشاريع الكبيرة بالطبع لا ؟ ام لم يكن في الحسبان لأسباب مجهولة معلومة ؟

بل رأينا حريقا يلتهم احد مولداتها ورأينا بعد ذلك الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الحاكم المطلق في ذلك الوقت وبرفقة مساعده تحل بركاتهم على حضرموت فيفتتحون مشاريع استثمارية ومنها محطات كهرباء خاصة بقيادات مؤتمرية (طبعا ليست نووية) وقيل انها ستزود المحطة الرئيسية بالطاقة وقد كان ذلك الأمر. ربنا يبارك لهم ويزيدهم من فضله . بهذا ضمنا استمرارية التيار الكهربائي في المنازل وعدم انقطاعه لكن لم نضمن بقاء الأمل في تخفيض اسعار القيمة الاستهلاكية للمواطن الغلبان وقطعنا الأمل ايضا في اقامة محطة كهرباء جديدة كمشروع حيوي قوي يوازي قوة الخيول الجامحة كمشروع حيوي للأجيال القادمة .

وهنا اثبت الحصان انه وفيا لراكبيه وكذلك كان الوفاء منهم . فقد حمدنا ربنا ان فترة الأزمة السياسية وصراع الفرقاء المتشاكسون على السلطة في صنعاء لم نشهد خلالها ازمة خانقة في الكهرباء كما شهدتها صنعاء وتعز وغيرهما . لأنهم صبروا على مستحقاتهم في اروع مبادلة الوفاء بالوفاء حسب عبارات المخلوع. وتسلمت حكومة الوفاق في صنعاء مهامها وتنفس اهلها الصعداء هناك وأقبل الصيف في حضرموت واربعينيته الشديدة على الأبواب قادمة بكل ضراوتها المعهودة وامتحانات نهاية العام الدراسي تؤرق الاسرة قبل الطلاب وبدأ المواطن في حضرموت يتجرع انطفآءات الكهرباء المستمرة وغرقت بل وتغرق المكلا حاضرة حضرموت وغيرها من المدن الأخرى في ظلام دامس وازدادت همة اللصوص في ظلمة الليالي الحالكة ولم تسلم من جرائمهم حتى اسلاك الكهرباء المعلقة على البيوت لأن رجال الأمن الأشاوس مشغولون في نقاط التفتيش بالشوارع الرئيسية عن ملكيات السيارات وأدوات السلامة فيها ورخصة القيادة والزجاج المخدوش والتاير الأملس.

ماذا جرى لكهرباء حضرموت ؟ قيل ان المستثمرين لم يصبروا على مستحقاتهم كما صبروا سابقا وبالتالي لن يمدوا المحطة الرئيسية بالطاقة مالم يتم دفع ما سبق لهم من مستحقات ولهذا يتضح ان المبادئ الحزبية وخدمة الوطن والمواطن اكبر اكذوبة عرّاها الواقع المعاش ولنا في فلول الحزب الوطني المصري اكبر دليل .

بل والأدهى والأمر ما قيل عن التمايز في دفع المستحقات من قبل وزارة الوجيه صخر بأن احد المستثمرين دفعت له مستحقاته لأنه من انصار قبائل الثورة .

وما هو أدهى وأشد مرارة ما قيل ان احدى الشركات النفطية العاملة في حضرموت ارادت ان تزود المحطة الرئيسية ببعض المولدات فحيل بينها وبين ذلك بحجة تأثيره على الاستثمار !! والله اعلم بالسرائر .

وبالأسباب والمسببات والموانع .

ولذا نتمنى تصريحا ناريا من الجنرال سميع يوجهه للمستثمرين ( ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر فلتعيدوا امداد الطاقة الكهربائية للمحطات الرئيسية ولا تقطعوها فكما صبرتم على غيرنا اصبروا علينا) .

والصبر عند العرب طاعة وعقبى الصبر مضمونة