ما قال أن أتجاهي حيثما ذهبوا
أو غره الجاه والأموال والذهب
تجشم الصعب والأحزان ينكرها
فلا أشتكى والليالي كلها تعب
ولا تردد.. يمضي نحو وجهته
ما كان عند أحتدام الضيق يضطرب
يعظم الصدق في أزهى ملامحه
والغير أذهبه التلفيق والكذب
وكم توجع للأنسان وهو يرى
أخاه في لجة الأحزان ينتحب
وراعه صمتنا والأرض باكيهة
وما بحقها والانسان يرتكب
ما أصعب العيش والحر الكريم يرى
الخير ينأى وذاك الشر يقترب
ما أصعب العيش في أرض تئن فلا
تذود عنها .. ويعلو لأجلها الغضب
لقد طغى اللغو والبهتان في وطني
والكل في ليله المحموم يحتطب
وما نراه بضاعات الرياء هنا
مزاده رائجا في سوقنا الخرب
ما كان من يشتري من كل فاسدة
أو باعك حشفا تظنه الرطب
كان النقاء وطهر الخيرين له
أمانة ثبتت والكل قد نصبوا
كم ردد الأمس للأوطان أغنية
وقلت… أمنية قد خانها السبب
لكنه كان يجلو كل بارقة
عين على الدرب والأفاق تلتهب
يا قابضا جمرات الصبر في شمم
والغير لو مسها يبكي ويرتعب
يا ثابتا في دروب العسر في شمم
ومن ترجلت حين القوم قد ركبوا
وثق خطاك على درب العناء لنا
في أرضنا موعدا.. واليوم يرتقب
طال المسير وما لانت عزائمنا
قاماتنا شجر كالنخل تنتصب
وأننا وعلى العهد القديم لها
نسابق الوعد أبن واثق وأب
فاروق قاسم المفلحي
برانتفورد/كندا
في تاريخ 16 مايو 2012م