fbpx
بــركــة ثــورة ربـيـع الجـنـوب الـعـربـي .

بــركــة ثــورة ربـيـع الجـنـوب الـعـربـي .

ناصر الناصر

انطلقت ثورة ربيع الجنوب العربي في 2007م لتهب نسائمها على الشعب الجنوبي ، وتمتد بركتها إلى جميع أرجاء الوطن العربي ، لتكون هي الدفى والقبس للطامحين بالحرية ونيل الاستقلال في آن واحد .

كما قال شاعر ثورة ربيع الجنوب العربي :

نحن الذي أهدى العرب هذا الربيع .

كنا القبس والدفى والعالم صقيع .

في الوقت نفسه كان المراقبون يصفون الشعوب العربية بالميتة لعدم مطالبتها بالحقوق المشروعة ، فما بال المطالبة بإسقاط أنظمة ، أو القيام بثورات للتخلص من الدكتاتوريات المستبدة التي حكمت البلاد والعباد لعقود كثيرة .

لم تكن مطالبة شعب الجنوب العربي بنيل الحرية والاستقلال والسيادة الكاملة على أرضه خروجاً عن العروبة ، أو الكفر بالإسلام ، وانتحال دين آخر ، كما يحلو لبعض الحاقدين أن يصوروه ، وإنما استمدت ثورة ربيع الجنوب العربي مشروعيتها في التحرر من الإسلام الحنيف الذي جاء ليحرر المسلم من العبودية ، ويرفع من قيمته وقدره ، ويحافظ على حقوقه وممتلكاته ، ومن اجل هذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قولته المشهورة :

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .

لقد تعلمنا من التاريخ والتجربة أن ثورة الأحرار تكفلها الشعوب الثائرة ، فما دام شعب الجنوب العربي هو الثائر فانه صاحب الإرادة الحقيقية التي تعبر عن مطلبه الواضح والوحيد ، عندها تكون كل الخيارات تخضع لرأي هذا الشعب لا سواه ، حتى قادته يستمدون قوتهم ومواقفهم من مواقف الشعب نفسه .

ان من أجمل ثمرات ربيع ثورة الجنوب العربي التي حملها خلال ثورته المستمرة حتى نيل الاستقلال والتحرر الكامل الغير منقوص ، ونيل السيادة الكاملة وبناء دولة العدل والحق ، والتي يسودها النظام والقانون ، مبدأ التصالح والتسامح ، ولم الشمل ، ونسيان الماضي والتركيز على المستقبل الذي فيه الأمل والنور والخير والصلاح لجميع أفراد الشعب في سبيل الهدف المنشود والمطلب الواحد ، وهذا المبدأ قلما وجدناه في ربيع الثورات العربية .

ان الجنوب العربي هو قلب الشرق الأوسط ، أو قلب العالم بأسره لموقعه الحيوي الهام ، وتميزه بخيراته وشعبه .

وسيظل كذلك مهما تغيرت الأحوال والظروف ، وتأمر المتآمرون الحاقدون ، وإنها لثورة حتى النصر ، وعاش الشعب الجنوبي الحر الأبي .