fbpx
على السلطة تأمين الحياة في شارع المعلا .. لا التهديد باستخدام القوة ‏!

على السلطة تأمين الحياة في شارع المعلا .. لا التهديد باستخدام القوة ‏!

بقلم : الدكتور عبيد البري

لا شك أن السلطة تعرف جيداً بأن المعارضة اليمنية في محافظة عدن ، ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك ، قد شاركت في الثورة الشبابية اليمنية ، مثلها مثل أي محافظة في الشمال ، مع فارق أن عدن وحدها وليس غيرها ، تعرضت لكثير من انواع التخريب منذ بداية تلك الثورة التي قامت ضد نظام الرئيس ، بما في ذلك إيقاف الدراسة والتدريس ! ، فكان الشارع الرئيسي بالمعلى أكثر الشوارع عرضة للتخريب والإغلاق ، وضل كذلك  تحت مرأى ومسمع السلطة التي أهملت فتحه نحو 15 شهراً ، زاد فيه العبث ، وغطت المجاري بعض أجزائه ، والقمامة أجزاءه الأخرى . وعندما وجد الحراك الجنوبي أن السلطة أهملت فتح الشارع أكثر من سنة ، قام نشطا الحراك وأنصاره من أهالي المعلى بأكثر من مبادرة لتنظيف الشارع كمهمة اخلاقية ، وأيضاً للفت الانتباه إلى ضرورة احياء الشارع والحفاظ على حيوية ونظافة المدينة ، ولكن مع حرص الحراك السلمي الجنوبي على ألا يقع في أي احتكاك مع أي أحد ممن يرون أن في سد الشارع نوع من الضغط على السلطة لما ارتكبته من عنف ضد شباب المعلى .

لقد أنقضت 5 سنوات منذ نزول الحراك السلمي الجنوبي إلى الشارع حاملاً قضية وطن يسعى إلى تحريره وإعادة بنائه وليس لتخريب ما تبقى منه ، فـلم نلاحظ أحداً من متظاهري الحراك السلمي طوال تلك السنوات يضع حجراً في شارع أو يتلف أي شيء في أي شارع ، أكان ملكية خاصة أو عامه . والكل قد لاحظ أن ما كانت تتعرض له محافظة عدن من تخريب للممتلكات وللشوارع  قد انتهى مع انتهاء ثورة الشباب التي تحولت من ثورة إلى أزمة يمنية  كما أُريد لها أن تكون .. لكن الثورة الجنوبية النظيفة البيضاء مستمرة بدون أي نوع من التخريب ، وهاهو الفرق واضح !. ولكن للأسف وجّه أعداء الثورة الجنوبية تهمة سد الشارع إلى الحراك الجنوبي .

إننا سكان شارع المعلى الرئيسي ، لا شك نعاني كثيراً من الوضع الذي آل إليه الوضع في مديرية المعلى خاصة ، وأخواتها مديريات محافظة عدن عامة ، نتيجة الأزمة اليمنية التي أصبحنا  ندفع ثمن  تداعياتها  دون ان  تكون لنا  أية صلة  بأطرافها .. فكل ما نعانيه اليوم ضمن شعب الجنوب هو تحصيل حاصل للوحدة اليمنية التي تلتها الحرب عام 1994م ، فقط لأننا كنا الطرف المهزوم فيها !. أليس غريباً أنهم كانوا يعيبون علينا – كأهل الجنوب – بأن  قياداتنا السابقة عرّضت الجنوب لصراعين مسلحين على السلطة عامي 78م و 86م ، وقد عرفنا أن سببهما كان نتيجة  لـ ” يمننة الجنوب ” ! .. لكننا  كنا نستعيد أمننا  وكل أشكال حياتنا الطبيعية خلال أيام فقط ! .. وها هي 15 شهراً من معاناة  سببها  الأزمة ، قد ازدوجت  مع معاناة  أطول سببها  الاحتلال . ونعتقد أن السلطة التي تخلت عن حق الجنوب في الأمن العام والأمن الغذائي والتمويني وغير ذلك من الحقوق الواجب على أي سلطة تأمينها للمواطن ، لا يهمها  فتح شارع المعلى  بقدر ما يهمها إيقاف  أي نشاط  للحراك السلمي  في شارع المعلى ، وخاصة إيقاف إقامة صلاة الجمعة .

وليس غائباً عن أحد أننا  لم نكن  نعرف في الجنوب ، خلال ما يقارب ربع قرن قبل إعلان الوحدة ، أي من المظاهر التي تفاجأنا بها  في اليمن  خلال 22 عاماً ، ونراها قد تفاقمت حالياً ، مثل الإختلالات الأمنية ، أو السرقة ، أو التقلبات في أسعار السلع والعملة ، أو ظلم طبقة لأخرى ، أو ظلم شيخ لمواطن .. وكذلك لا وجود للعبـيد في الجنوب . ولم تكن المدن الرئيسية في الجنوب وخاصة عدن ، تعرف انقطاع الكهرباء أو الماء .. والأهم من كل ذلك ، لا وجود  للخوف من المستقبل عند أي مواطن جنوبي ، رغم التوجه الأيديولوجي الذي اتخذته القيادة الجنوبية السابقة عن غباء ! .. بل  كان الأمل  في جيل قادم ، سيستطيع أن يختار الطريق الصحيح ، لاسيما  وقد تجاوز المجتمع الجنوبي الكثير من اشكال التخلف ، وبالتالي سيسهل التخلص من أي تبعية سياسية أو ايديولوجية .. ولذلك وغيره من الأسباب ، لا يمكننا الاستمرار في  كذبة الوحدة اليمنية التي يعتقد بها بعض من إخواننا الشماليين . ولكننا  نستطيع أن نجزم بأننا  لقادرين على إعادة بناء دولتنا الجنوبية المستقرة مع احترام حق إخواننا في الشمال في الأمن والاستقرار ، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي بين الجانبين ، وكل ما يكفل  التواصل بين الإخوة اليمنيين ، ولا بد أن ننسى كل مآسي الماضي مع نظام صنعاء السابق .