fbpx
الجنوب قضية وطن وإرادة شعب / مقبل عبدالله محمد
شارك الخبر
الجنوب قضية وطن وإرادة شعب / مقبل عبدالله محمد

 

في نظام لم يضع القيم في خارطة عيشه , فأنه من البديهي أن تكوين شخصية الإنسان فيه أبعد ما تكون محور للفضيلة وأقرب ما تكون إلى الناهب واللص , وفي إطار سعي هذا النظام الدءوب للإبقاء على قبضة الهيمنة والضم والنهب والإلحاق للجنوب والذي جاء اجتياحه له على حين غفلة من الواقع ولأن الأمور سارت على هذا السياق ,ولما كان الانتهازيين مزيج من الغرائز الحيوانية والمكر الشيطاني , فأن صور الهيمنة السادية لهذا النظام قد تجلت بأدق تفاصيلها وعلى مدى عقدين من الزمن , يرقص فيها الفاتحين على وقع أنين شعب وأرض الجنوب المحتل . وبإزاء ذلك فأن المشاريع التنظيرية التي يتم التذكير بها بين الحين والآخر عبر وسائل إعلامية موجهة والمشاريع الممولة والمشاريع الممنهجة المبتعثة عبر مكاتب الاعلام ومكاتب الوكالات .. والمكونات الدراكولية والمكونات الوصولية والمدفوعة الأجر التي تحاول أن تدس نفسها في الأفق الجنوبي وكل ما قد تلقي به الهوامل في المستقبل القريب والتي لم تولد من رحم الخضم الثوري الشعبي الجنوبي ولا تعبر عن إرادته ولا ترتقي إلى طموحاته أو تماهي تطلعاته , والتي يرفضها شعب الجنوب المتطلع إلى الحرية واستعادة الدولة بشكل صريح يعبر عن ذلك علانية في كل ساحات وميادين نضاله السلمي وعبر مختلف مراحل تأريخه النضالي , لا تعدو عن كونها مشاريع مشوهة ومكونات خاوية لا تعبر إلا عن رأي أصحابها في أحسن الأحوال , ودرك من دنس الضمير في أسوأها .

ومن منطلق أن الحراك السلمي الشعبي الجنوبي قد قام كنتيجة لرفض شعبي لكل أشكال الهيمنة والضم والإلحاق والتي تقوم بها قوى الاحتلال وقواته وأن الجنوب قد استنهض نفسه انتصاراً لمعاناته وذوداً عن حياض وطنه المغدور به فقد انبرى الشعب ثائراً في وجه أعتى أشكال الهمجية والبطش حتى تسامى قبساً يشار إليه بالبنان , ويتناوله المتشربون للحق والعدالة كأنموذج للنضال السلمي والحضاري في سبيل الحرية واستعادة الدولة , ذلك أنه يتكئ على إرث حضاري وثقافي مكنه من تنظيم نفسه في إطاره الشعبي الثوري خلال منعطفات وعبر سنوات حراكه السلمي والذي كان لزعمائه الأفذاذ ومثقفيه وإعلامه المؤمن بعدالة قضيته والمخلصين للجنوب أرضاً وإنسان النصيب الأوفر في تحمل أعباء تنظيمه وإفشال كل المحاولات المستميتة لوأد حراكه السلمي  حتى غدا على درجة عالية من التناغم في الأهداف والنبل في المقاصد .

ولم تدفع به إلى النهوض محاضر تحالفات الساسة ورؤاهم  ولا الاتفاقيات والصفقات المبرمة عبر الأبواب الخلفية والتي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمثل هذه المشاريع المشبوهة . وبخصوص فأن كل ما قد يلقي به  نظام صنعاء ومعه قوى الهيمنة والاستبداد في الأفق الجنوبي بنية خلط الأوراق ليس إلا بضاعة كاسدة لا يستسيغها شعب الجنوب . ومن ثم فأن ليس كل من حمل صفة جنوبي على درجة من طهر النفس ونقاء الضمير , وليس كل من حمل صفة جنوبي يأبى أن يساوم في إرادة الشعب في استعادة دولته  , وبالتالي فأن شعب الجنوب غير معني بالالتفات أو استهجان مثل هكذا مشاريع أو مكونات لأنها ستبقى دون نعال الشعب .. ووحده التأريخ كفيل بأن يبصق في وجوه حاملي مباخرها لتبقى وصمة عار على وجوههم تتحدث عنها الأجيال المتعاقبة بشيء من التهكم كجزء من تأريخ الاحتلال .. وفي التأريخ شواهد ..

 

أخبار ذات صله