fbpx
وقفة أمام بعض الأحداث في الجنوب واليمن

 

في الأسابيع الأخيرة شهد الجنوب واليمن الشقيق عدة أحداث وتطورات تستدعي الوقوف أمامها والتعليق عليها بعجالة

1- تبادل الأسرى بين الجيش اليمني والحراك الجنوبي .

للمرة الأولى حسب علمي يتم تبادل الأسرى بين مؤسسة الجيش اليمني والحراك الجنوبي في الضالع والاتفاق بينهما علي هدنة

تكمن أهمية هذا الخبر في توقيته وطابعه الرسمي لكون احدي هيئات الدولة تتفاوض وتبرم اتفاقا مع مكون رئيسي للحراك الجنوبي يتميز في مشروعيته وتمثيله للثورة الجنوبية عن الأفراد والمكونات الصغيرة التي شاركت في حوار صنعاء وقد يكون توقيت هذا الحدث مرتبط بالاعتراف غير المسبوق للأمم المتحدة في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير برقم 2140 لعام 2014 الذي ذكر بالاسم للمرة الأولى بحركة الحراك الجنوبي الذي أهاب بالحراك وحركة الحوثيين إلى المشاركة البناءة في عملية الانتقال السياسي ونبذ اللجوء إلى العنف لتحقيق أهداف سياسية وربما الجانب الرسمي للدولة جسد الاعتراف الدولي بحركة الحراك الجنوبي علي المستوي المحلي اليمني .

وفي سجل تاريخ الثورات كالثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية أعداد الأسرى .

في مرحلة التبادل من جانب الثوار يفوق أعداد الثوار اضعاف اضعاف عدد جنود السلطة وفي حالة الضالع بلغ عدد أفراد الجيش 30 شخصا مقابل إفراج السلطات عن 37 من أفراد الحراك إي بفارق بسيط .

وأتمنى في المستقبل لو جرت عملية مشابهة ان يصدر الحراك بيانا صحفيا يشير ان الصفقة تمت وفق اتفاقيات جنيف لعام 1949 أحداهما متعلقة بتبادل الأسرى والتي سبق ان صادقت عليها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

2-حلف قبائل حضرموت أطلق من جانبه سراح 12 ضابط وجندي

بعد تسلمه عدال التحكيم في قضية مقتل الشيخ الشهيد سعد بن حبرش ومرافقيه وذلك بناء علي توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ولكن هذه التهدئة صاحبها في الوقت نفسه تواجد عسكري مكثف في الأراضي الحضرمية ومخاوف ان يكون ذلك تمهيدا لعمليات قادمة لإخماد والقضاء علي الهبة الشعبية

3-عرقلة زيارة بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان للضالع

بحجة عدم قدرة السلطة ضمان أمنهم في زيارتهم للضالع والسؤال لماذا سمحت السلطات بقدوم أفراد البعثة الأممية إلى اليمن وهل الحراك الجنوبي هو من سيعرض امن وسلامة أفراد البعثة الذين قدموا للتحقيق حول الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت ضد المدنيين المسالمين من قبل الجيش اليمني

ألا يعني عدم السماح للبعثة بزيارة الضالع يعني عدم إحكام السلطة المركزية في صنعاء السيطرة علي بعض وحدات الجيش مما سيكون ذلك مبررا بضرورة توفير حماية دولية لشعب الجنوب من الانفلات العسكري والأمني في الأراضي الجنوبية

وقد صادف هذا الرفض للبعثة الأممية لزيارة الضالع صدور بيان من قبل هيومن رايتس ووتش يندد باستخدام قوات الأمن اليمنية القوة المفروضة ضد متظاهرين سلميين في عدن يومي 20-21 فبراير 2014 الذي أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة 5 مطالبة الحكومة ان تسارع إلى إجراء تحقيق محايد ومحاسبة المسئولين عن الانتهاكات

وهنا نتساءل ألا يجدر بالأمم المتحدة مع تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في الجنوب ضد الشعب الأعزل ان توفر الأمم المتحدة له الحماية الدولية وان تقرر فرض عقوبات وفق مانص عليه قرار مجلس الأمن برقم2140 لمعرقلي العملية الانتقالية ومخرجات الحوار بان تطبق عقوبات أيضا علي معرقلي قيام منظمات حقوق الإنسان كبعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان من زيارة الضالع ؟؟؟

4- التأكيد علي النضال السلمي بشكل مطلق

لتحقيق الحراك الجنوبي أهداف الثورة الجنوبية وهو ما تسعي أطراف في السلطة علي إلصاق بعض الأعمال الإرهابية والعنف المسلح علي الحراك الجنوبي ليفقد طابعه الحضاري والمدني

ان إقرار النضال السلمي لتحقيق أهداف التحرير والاستقلال لا ينتفي مع حق الدفاع عن النفس المشروع دوليا وعلينا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة للقضية الجنوبية إلا نتباه لمسميات بعض العمليات النضالية فعلي سبيل المثال أطلقت مؤخرا اسم كتائب شهداء الجنوب لماذا إذا كان ذلك لابد منه بان تسمي بكتائب شهداء الجنوب (للدفاع عن النفس ) وعبارة الدفاع عن النفس يجب إلصاقها بأي مكون مستقبلا الهدف منه إظهار التمسك بالنضال السلمي وفي الوقت نفسه أمام ظروف وحالات معينة إعطاء رسالة استعداد الثورة الجنوبية عدم وقوف ها مكتوفة الأيدي دون الدفاع عن نفسها عند الضرورة 5-تقدم الحوثيين ووصولهم علي مشارف صنعاء وضرورة تحديد موقف الثورة الجنوبية منهم هل انتصارهم سيكون داعما في التعجيل باستقلال الجنوب واستعادة دولته أم هم لا يختلفون عن بقايا القوي اليمنية تجاه الجنوب وهذا يستدعي التفكير والتأمل دون إصدار إحكام مسبقة ومستعجلة ؟؟

6-الخلاصة

القضية الجنوبية تحقق تقدما في تفهم الإقليم والعالم حول عدالة ومشروعية مطالبهم المسالة لا تقتصر علي المبادئ فحسب بل هي مرتبطة بالمصالح للقوي الإقليمية والدولية انظروا إلى اختلاف مواقف الدول الكبرى باختلاف مصالحهم بالأمس وقفت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية إلى جانب حق كوسوفو في تقرير المصير واستقلالها ووقفت روسيا وصربيا وبعض حلفائهم ضد استقلال كوسوفو واليوم في الأزمة الأوكرانية تدعم روسيا الاستفتاء علي الانفصال لمواطني شبه جزيرة القرم للانضمام إلى روسيا بينما الولايات المتحدة والغرب يدعم بقائها جزءا من أوكرانيا في الوقت الذي سابقا دعمت انفصال كوسوفو عن صربيا واعترفت بها كدولة مستقلة الشيء الأكيد ان استقلال الجنوب قريبا لا محالة لأنه في الأصل كان دولة مستقلة عضوا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وبموقعه الاستراتيجي الهام للعالم يجعل المجتمع الدولي يجمع علي أهمية استقرار هذه المنطقة بوجود دولة مدنية دولة سيادة القانون ولن يتأتى ذلك إلا في إطار الجنوب لحاجة اليمن مريدا من الزمن حتى تسود فيها دولة سيادة القانون .