fbpx
اصرار في عدن وأمل في لبنان

بقلم  | عبدالرحمن الطــحـطــــوح

لا أبالغ إذا  قلت إن مليونية الحسم قد أتت أكلها وذقنا ثمارها أكثر من أي مليونية سابقة ,ولا أبالغ أيضا اذا  قلت الهدف من المليونية قد تحقق وان صوتها قد سمعه حتى  الأصم  في الداخل و الخارج وفي الشرق والغرب  ..  48 ساعة كانت حافلة بالعطاء حبلى بالنضال والانتماء والعشق للوطن والهوية .. لقد تخبط المحتل وأصابه الوهن فلم يستطيع ان يستوعب هذه الإرادة الفولاذية , فلم يجد امامه الا ان يعبّر عن حنقه  وحقده بلغته الرخيصة الساقطة , ويفتح فوهات بنادقه على صدور تلك الحشود ليقتل ويصيب العديد من الا بطال والذين لم يزيدهم ذلك الإجرام الا إصرارا على المضي قدما .. فالهدف اكبر من ان تؤثّر في النفوس رصاصات المنهزمين أخلاقيا وقيمياً .

لقد نجحت مليونية الحسم وحققت أهدافها وعبّر الجميع عن رضاه رغم قنابل المحتل وعوازل مدرعاته , وصادف ذلك النجاح اجتماع القيادات الجنوبية في بيروت في بادرة يعول عليها أبناء الجنوب كثيرا ويؤملون عليها في لملمة الجراح وتسوية الصف وتوحيد الكلمة لاسيما في مثل هذه الأوقات العصيبة والتي تكشفت خلالها عورات المحتل واتضح جليا حقده الدفين على ابناء الجنوب , من خلال ما يقوم به في الضالع وحضرموت وعدن وما تجلى عن مخرجات حواره الخبيث الهادف الى تقسيم الجنوب , ومحاولته العابثة وبوسائل شتى بث روح الفرقاء واثارة النعرات بين ابناء الشعب الجنوبي والذي لم يعد بالإمكان ان تمرر عليه مثل هذه المشاريع البالية .

اجتماع بيروت أعطاء دفعة قوية للشارع الجنوبي وضاعف من إصراره على نجاح فعالية الحسم , فالعمل الثوري لابد ان يكون متكامل , وتلاحم القيادات وتوافقها مع متطلبات الشارع الجنوبي التواق للحرية والاستقلال سيضاعف الجهود وسيذلل الكثير من العقبات ويمهد لفعاليات قادمة ستكون فيها مواقف حسم لكثير من الأمور المستعصية والتي لن تحُل الا بالتوافق التام بين الداخل والخارج .

لقد خرج ابناء الجنوب للمطالبة بحقوقهم المشروعة وهم يعلمون ان هذا الطريق لن يكون معبّدا وان مطالبهم ستٌقابل بالقمع وان أرواحهم قد تزهق دون تلك المطالب .. ولكنهم مع هذا كله قد أحبوا هذا الطريق وتحّدوا مصاعبه ,, كيف لا وهم عبره ينشدون فجر  التحرير والخلاص من براثن أعتا احتلال عرفته الجنوب من قديم وحديث . فقدموا قوافل من الشهداء والذين لا تزال إعدادهم تتضاعف حتى الساعة .

خلاصة القول ان الاحتلال اليمني وعبر جحافله المدججين في الشوارع وفوق الأرصفة وفي الطرقات وداخل الأزقة لن يستطيع ان يغير من الواقع الحقيقي الذي فرضه ولا يزال يفرضه ابناء الجنوب ,والمتمثل بحق تقرير المصير , مهما زاد من وحشيته وقمعه , فكل قطرة دم جنوبية تسيل تفتح افق جديد وتولد عزيمة اكبر نحو المضي قدما لتحقيق الأهداف , وخير شاهد على ما نقول ما جرى في مليونية الحسم فقد حاول وائدها فازدادت انتشارا وتوسعت إعلاميا وكسبت تعاطف الجميع وحققت مكاسب  لو علم المحتل بحدوثها لفتح الساحات وابقى على جحافله في ثكناتهم .