fbpx
هل سيقف الرئيس وحيدا بمواجهة الجنوب؟

لايزال قرار إعلان لجنة الأقاليم تقسيم الجنوب إلى اقليمين، شرقي وغربي، وولاية عدن، محل جدل وردود فعل غاضبة في الجنوب، ولعل الدعوة لمهرجان مليوني، كما أعلنت قوى الحراك السلمي بأن يكون يوم الجمعة القادم رفضا لتقسيم الجنوب، سيجعل الأوضاع أكثر تفاقما، ولذلك نأمل أن لا يكون للقرار تداعيات، كما نتوقع، تجعل الأوضاع متوترة ويضيع الأمن والاستقرار، كما نسأل من شاركوا في الحوار ولم ينسحبوا: هل سيتركون الرئيس هادي وحيدا ومسئولا عن تقسيم الجنوب؟ فالرئيس قام بالتوقيع على قرار السته الأقاليم انطلاقا من تفويض مؤتمر الحوار، ونحن نحترم من قالوا إنهم رفضوا أي تفويض يقسم الجنوب بل طالبوا بإقليم موحد ولم يوقعوا على أي قرار، حسب قول العديد منهم، غير أن لجنة الأقاليم، كما عرفت من أحد قيادات هيئة رئاسة مؤتمر الحوار، لم تعلن قرار السته الأقاليم إلا بموجب تفويض ممن شاركوا في الحوار ولا حجة قانونية لمن يعترض منهم الآن بل قالوا لنا إنه حتى بعض من انسحبوا كانوا يعلمون أن الحل سيكون إقليمين في الجنوب منذ أربعة أشهر لذلك هل يستطيع القائلون ممن شاركوا في الحوار أنهم ليسوا مع تقسيم الجنوب أن يعلنوا ذلك ببيان أم أنه مجرد كسب لعواطفنا وتخلي من المسؤولية ليتحملها الرئيس وحده ويجد نفسه وحيدا في مواجهة الجنوب الرافض لمشروع الأقاليم؟ لكنني أرى أن من انسحبوا وضعهم أفضل وجعلهم يبعدون أنفسهم عن الإحراج ويحظون باحترام أبناء الجنوب وأما من استمروا في الحوار فإننا نحترم رؤاهم ولا نشكك في نزاهة أحد منهم أو تخوينهم ابدا، لكن الوضع القائم يجعلهم في موقف محرج للغاية ولا يمكن أن يقنعوا شعب الجنوب بموقفهم، وبالتالي الله يكون في عونهم فهم إما أن يقوموا بإعلان الرفض لتقسيم الجنوب والانسحاب من أية مشاركة في تنفيذ النتائج الصادرة عن الحوار، وهذا سيدخلهم بخلاف مع السلطة، اعتقد أن بعضهم لن يستطيعوا عليه، أو أن يعرقلوا التنفيذ وهم ملزمون بتنفيذ النتائج قانونيا بمجرد مشاركتهم في الحوار وبقائهم في الحوار حتى النهاية وسيتعرضون للمحاسبة وفق نظام الحوار، وأعتقد أن الأمور ليست سهلة كما يعتقد البعض وليس أمامهم إلا إعلان رسمي جماعي رافض لتقسيم الجنوب أو أن يعملوا بمرونة سياسية لمساندة الرئيس حتى لا يتحمل المسؤولية وحده، تبعات تقسيم الجنوب ويتم الحوار مع القوى الجنوبية التي قاطعت الحوار الوطني وصولا لاتفاق حول مشروع الحل فتطرح السلطة مشروع وثيقة صنعاء لحل قضية الجنوب للتفاهم حول نقاط الخلاف ويسمعون من ممثلي الحراك والجنوب عن مشروعهم للحل وفي حال التوافق، وهذا ما نرجوه. يكون الجميع تجنب الصراع وفي حال استمرار الخلاف يضع جمال بن عمر ومجلس الأمن والرئيس رؤيتهم للحل المحقق لتطلعات الجنوب بعيدا عن القوة أو الأخذ بالاستفتاء كمرجعية لمعرفة موقف شعب الجنوب هل هم مع الأقاليم أو إقليم موحد أم لا حل غير العودة للدولتين المستقلتين ومن ثم الاتفاق على المرحلة الانتقالية وأسس الشراكة والعلاقة بين الدولتين ومصالح الشعبين الأخوية. والمهم سيصل الجميع لحل ممكن بالحوار ثم الحوار ولكن على أسس تحقق ما فشل مؤتمر الحوار الوطني في تحقيقه، أما إن ذهبوا لتنفيذ الحل بالقوة فإننا نسأل الله العافية والسلامة لأن الأوضاع ستؤدي لمزيد من الصراع، وهذا ما نأمل من الرئيس أن يتنبه له حرصا على سلامة البلاد والعباد والله ولي التوفيق.
حكمة
يقول أحد الحكماء إن معرفة الحق يحتاج إلى علم وبصيرة، والانحياز للحق يحتاج إلى إرادة وعزيمة، ونصر ة الحق يحتاج إلى صبر وشكيمة، والثبات عليه يحتاج إلى تضحيات جسيمة، فطوبى لأهل الحق وأنصاره.

 

* نقلاً من الوسط