fbpx
الذات المريضة / العميد قاسم الداعري
شارك الخبر
الذات المريضة / العميد  قاسم الداعري

 

الذات المريضة في جنوب اليمن بلغت الحد الذي لم يعد يطاق أو يحتمل عند أبناء الجنوب بعد الآن .
في هذا الظرف الدقيق وهذه اللحظات التاريخية التي يمر بها الجنوب فإنه يتحتم على جميع ألوان الطيف الجنوبي في الداخل والخارج الرجوع إلى خط الأساس وتغليب مصلحة الجنوب فوق كل المصالح؛ لأن أموراً كثيرةً باتت تستدعي مراجعة ذاتية من قبل الجميع والنظر إلى المستقبل بالمعيار الوطني الجنوبي وليس بالمعيار الذاتي العصبوي الظلامي والمتخلف، ومغادرة عُقد الماضي وإزالة البقع الظلامية والرمادية المتبدية بشكل أو بآخر في سلوكيات البعض، واعتبار الوحدة الجنوبية الجنوبية بمثابة حجر الزاوية أو البوصلة التي توجهنا صوب الشواطئ الآمنة المؤملة وبها وحدها نرسي صروح الانجازات الضرورية الملبية لمتطلبات الحاضلر والمستقبل، على أن يتحول الجميع إلى جزءٍ من الحل وليس البحث عن المشكلة من خلال إيجاد حاضن جنوبي محكوم بقواسم مشتركة مشبعةٍ ومجيبة على كل الأسئلة بشفافية ومصداقية لاوجود فيها – البتة- للفيروسات والأمراض الآتية من منابعها وماركاتها المعروفة مثل ( الشرجبية والدحباشية والعفاشية) لإن هذه الفيروسات والأمراض الثلاثة هي وحدها ولا غيرها مطية ورهانات ووسيلة وطرق سالكة تنفذ وتتسرب منها ومن أبوابها ونوافذها المختلفة مكائد وتربصات أعداء الجنوب منذ بداية الحراك وماقبله . ومن مظاهر هذه الأمراض -على سبيل المثال لا الحصر- الشمولية والأنانية والعصبية المستظلة بترديد بعض الموّالات والشعارات والعبارات والمصطلحات التي يتم رفعها على طريقة (مصحف معاوية بن أبي سفيان). حاملو هذه الأمرا ض بوعي أو بغير وعي بالاستفادة من بعض الظروف والوقائع والأحداث يُحصدون ويُوظفون ويُستثمرون من قبل العدو المتربص بدون استثناء . المشكلة والكارثة المحدقتان بالجنوب حاضره ومستقبله . إن حاملي هذه الأمراض الثلاثة همهم وبلوتهم وبيت مقصدهم ومصدر ثرائهم ووسيلتهم هو الترويج لبضاعة الذات غير عابهين أو معتبرين لمعاناة وتضحيات  ومتاعب وآمال وتطلعات شعب الجنوب وهي وحدها هذه الأمراض لازمت واستثمرت كل مراحل تاريخ الجنوب منذ بداية منتصف القرن العشرين . 

الفرق هو أن من جُبلوا وتأصلت فيهم هذه الأمراض والفيروسات هو مواكبة المراحل والتحولات من خلال إعادة إنتاج أنفسهم بتجديدهم لرخص مزاولة المهنة وتغيير العباءات وفق الموضة . هؤلاء مخضرمون وذوو خبرات وأرصدة وتاريخ و إرث ومؤشرات أسهمهم مرتفعة ومتصاعدة شاء من شاء وأبى من أبى . وحان الوقت لأن يضع أبناء الجنوب بكل ألوان طيفه دون استثناء حداً بإيجاد مخارج وبدائل آهلة ترتقي إلى مصاف الحدث؛ بحيث تكون واضحة وضوح الشمس في كبد السماء .
الوقت يمضي بسرعة والأحداث تتسارع.. فكفانا ركوداً وتلكؤاً وتباطؤاً ومهازلاً سببها وأسُّها وأساسها الذات المريضة التي بلغت الحد الذي لم يعد يطاق أو يحتمل عند أبناء الجنوب قاطبة بعد الآن .

 

أخبار ذات صله