fbpx
كيف تحولت جامعة عدن إلى ثكنة عسكرية ..؟

اليوم تحولت اقدم واعرق جامعة في شبه الجزيرة العربية ؛ جامعة عدن الى ثكنة عسكرية وساحة معركة حامية الوطيس بين الهيئة التدرسية وهيئة التدريس المساعدة والطالبات والطلاب وجحافل كبيرة من جند وعتاد عصابات الغزو والتكفير والاحتلال ، عشرات الاطقم والعربات المدرعة داخل حرم الجامعة وخارجها .
ذهبنا صباحا كالعادة الى ديوان الجامعة لمتابعة بعض اغراضنا فاذا بنا نرتطم بهذا البنتاجون اليمني الرهيب ، لم اصدق ما رأيت ، سألت بعض العسكر المدججين بكل انواع الاسلحة في البوابة … اليست هذي جامعة عدن ؟ اجابوني بنبرة غاضبة ولهجة شمالية ما تشتي ؟! قلت لهم انا عضو هيئة تدريس في جامعة عدن.. اليست هذه هي الجامعة ام خانتني الذاكرة ؟قالوا بصوت مرتفع اقتلع …! اليوم معنا تدشين مخرجات الحوار والاقاليم ، ادخل او رح لك .
دخلت لكي اتأكد من الأمر ، فكانت صدمتي اقوى مما رأيت في الداخل ، لم اجد علامة واحدة تدل على ان هذه هي جامعة او مؤسسسة اكاديمية ، عشرات العسكر وعشرات المدرعات من مختلف القطاعات كانوا منتشرون في الساحات والزوايا والممرات وفي وضعية قتالية عالية ، تقدمت بخطى حذرة بين صفوف المسلحين صوب قاعة مخرجات الحوار المسلح ، اخضعوني للتفتيش ثلاث مرات قبل الوصول الى قاعة لقمان ، لم استطع التعرف على احد من المقتحمين حرم جامعتنا العزيزة ، كنت الغريب الوحيد وسط هذا الحشد الرهيب ، تلفت يسار يمين لعلني اعثر على احد ممن اعرفهم ، فاذا بي المح وجه احد طالباتي كانت على عجلة من أمرها فتحوا لها بوابة قاعة المخرجات فاغتنمت الفرصة لاختلس نظرة سريعة عما يجري في الداخل .
كانت القاعة شبه فارغة من الاكاديميين ، فقفلت راجعا الى خارج معسكر التدشين ، منظما الى الوقفة الاحتجاجية المدنية السلمية امام بوابة جامعة عدن التي كانت ! مع جموع المتظاهرين من الزملاء الاكاديميين /ميات / والطلبة والطالبات ، والاخوة والاخوات من مختلف الفعاليات والفئات الاجتماعية المدنية وهم يتصدون لهجمات متواصلة من جحافل القوات المعتدية على حرم جامعتنا الحبيبة ولم يهنوا ، مرددين شعارات مناوءة لمخرجات الحوار العقيم معلنيين رفضهم القاطع لاقلمة الجنوب ومشروع الفيدرالية المقيتة ، مطالبيين تحييد الجامعة عن السياسة والشهوات الضيقة .
لقد خضنا ساعات من الكر والفر وامطرونا بوابل من القنابل السامة المسيلة للدموع وخراطيم المياة القذرة واطلاق الرصاص الحي على جموع المتظاهرين العزل والضرب بالهروات بدون تمييز بين النساء والرجال ، واختطاف وأسر العشرات من المتظاهرين المسالمين المدنيين العزل .
كان يوم تدشين حافل بمخرجات الحوار اللعين ، ويبقى السؤال الحارق هو لماذا العبث بالجامعة ، الم تجدوا مكانا غيرها لتدشين حوار الموفنبيك المهين ؟! لماذا جامعة عدن بذات تستباح حرمتها بينما كل الجامعات اليمنية معززة مصونة ؟! بيد ان ما يثير الأسف الشديد ان يكون رئيس نقابة جامعة عدن في مقدمة المدشنيين ! واذا كان رب البيت للطبل قارع فشيمة اهل الدار كلهم الرقص، ولا ملامة على الاغراب والمدعويين ، ولله في خلقة شؤون ، اللهم قني من شرور زملائي المتمصلحين واصدقائي اللامبالين ، اما اعدائي فانا اعرفهم والله المعين .