fbpx
قبل أن يغادر البيض والعطاس وناصر للجهاد في دماج

(1)
الحامد عوض الحامد
من لا يعرف هذا الاسم؟ سهل الحفظ.
شاب مناضل وقارئ جيد
يحمل نفسه وأوجاعه دخل حقيبة لا تفارقه ابداً.
يطلع على جميع الصحف اليومية ويهتم لكل ما يكتب عن الجنوب
في المسيرات تجده بلباسه القبلية -معوز، قميص، وشال يضعه غالباً على رأسه –
يحلَم الحامد والكثير مثله من الشباب في نيل الاستقلال بطريقة رومنسية وأحيان يصل بهم الحال إلى التحدث عن خيارات أخرى.

يستطيع الحامد عمل الكثير، لديه طاقة وهناك المئات ممن يشبهونه يحتاجون للتشجيع، لمساعدة صغيرة ليتمكنوا من خلالها تقديم أنفسهم للعالم.

(2)
بعد توقف الحامد عن وضع التساؤلات في كثير من كتاباته السابقة، عاد متقناً ممارسة الصمت، تجاه الكثير من الكلام المحبط الذي يسمعه من شباب في سنة يلتقي معهم في مقر الحركة الشبابية.

رسالته نجل عوض الحامد الأخيرة التي يدونها بعد كل مقالة له “باحث عن وطن ” ..ومن يتوقع لعله يجده.

(3)
أراهن على أن قياداتنا التي تبلغ من العمر عتيا لا تؤمن أن الموت قد أصبح قريباً، وأن الحاجة ماسة للدفع بالشباب وتأهيلهم في مختلف الجوانب، كوننا نراهن عليهم كعمود لبناء هذا الوطن.
كما لو أن الرئيس البيض لن توافيه المنية –بعد عمر طويلاً طبعاً – وأن غيره من قيادات الحراك ذوي الشعر الابيض سيستمرون رؤساء ونواب للثورة ولن يخلف ربنا بعدهم خلف.
تتخيلون معي أن حبهم للمنصات وإلقاء الخطب يجعلهم لا يفكرون بمستقبلنا.
(4)
الحلم الذي أتمنى تخيله الآن ..مشاهدات قيادات الحراك وهي تقدم على الإشراف على مراكز صيفه، ودورات شهرية، لتأهيل الشباب والصغار في اللغة الإنجليزية مثلاً وباقي المواد العلمية ، طالما ونحن ندرك جيداً أن ما يتلقاه جيلنا بالمدارس لا يرقى إلى المستوى المطلوب وأنهم ينجحون بالغش..

ميزانية مافيش .. احنا مش دولة .. أكيد هذا رد أي قيادي عاجبه الوضع الحالي وما يستخدم عقله لأنه اصلاً مليان بحل الخلافات الي أنتجها الفراغ، طيب الملايين الي تجي يومياً وتذهب سدى في فعاليات لا تغني ولا تسمن من جوع ،كيف تحصلون عليها، وكيف تصرفونها .

بمبالغ صغيرة ومساهمات من الجميع نستطيع إنقاذ جيل يوشك على الضياع، جيل تقود صنعاء بسياستها إلى الهاوية، وعجزنا عن إيجاد آلية لمواجهة كل سياسات المحتل وخططه هي ايضاً مشاركة في القضاء على هذا الجيل الذي يموت كل يوم.
(5)
العمر يمر وشبابنا يذهبون يومياً من ايادينا، بالأمس كان بيننا ناشطون في الساحة، وقبل شهرين استقبلنا جثثهم هامدة عادت من دماج.

“المحاضن الربانية” كما يمسيها حزب الإصلاح، وسلفيو دماج، تعمل بوتيرة عالية في عدن يستقطبون الأطفال والشباب للمساجد بحجة تعلم القران والسنة كما نحسب!!

نكتشف في وقت متأخر أن الحلقات والدورات التي تنظمها التيارات الدينة -التي قدمت اصلاً من الشمال وتعمل لصالح القوى التي اجتاحت وطننا-ينتهي بها المطاف بأحد المقرات الحزبية، أو بإحدى ساحات الجهاد “سوريا ، دماج ” وغيرها ؟؟

وبالأخير يأتي من يتساءل كيف ذهب شباب الجنوب سوريا !كيف أنظم ناشط كبير لأنصار الشريعة! ..وكيف عاد نجل قيادي بارز في الحراك من حدود صعدة بعد أن كان في طريقة إلى دماج لمقاتله الحوثي .

أمام المسجد المسؤول عن ذهاب الفتى – خمسة عشر عام – بعد تحميلة المسؤولية عن حياة الطفل ، يقول ان الفتى زكُي من أحد اساتذة حلقات القران للجهاد في دماج ..!! ولا عجب في ذلك!!
هل سألتم انفسكم يوماً كل هؤلاء الشباب الذين يذهبون ضحية صراعات لا تعنينا من يتحمل مسؤوليتهم !!

تركتم ابنائكم في فراغ كبير استغله غيركم ليجعل من فلذات أكبادكم مشاريع موت لا أكثر ..ومن يدري ربما يأتي اليوم ليقلونها صراحة في وجيهكم أن ما تناضلون من أجله مجرد وهم.

هل كان سيحدث فرق لو كان من تم التغرير بهم للذهاب إلى دماج لملاقاة الجنة، هم مثلاً معتز العطاس، وجمال علي ناصر ، وعدنان البيض ، هل كان العطاس الأب والبيض وعلي ناصر سيناضلون من أجل إيقاف زج الشباب في حروب خاسرة لا تمت للجنوب بصلة.
(6)
بدلاً من تنظيم فعاليات لم تعد تحدث فرقاً، لماذا لم يقدم البيض بصفته الرئيس بتدشين مشروع كبير لتأهيل عشرة ألف شاب جنوبي، ليكونوا عماد للمستقبل، لماذا لم نلحظ المكونات -التي تتقن فقط المناكفات فيما بينهم –وهي تقدم على استقطاب الشاب وتأهيلهم، وصقل ابداعاتهم، لنطمئن أنا مستقبلنا سيكون بخير.

أبداع وحيد وصلنا من قيادات الخارج هو نقلها خلافاتها للداخل .. أحدهم يدافع عن الجفري، وأخر عن البيض، وعن العطاس، وأخر عن علي ناصر .. ندرك أن أبنائكم سيادة الرؤساء يعيشون في ترف بينكم في الخارج، ولا يهمكم وضعنا هنا في الداخل، نحن فقط نخدمكم في الــ”مسيرات، تريد الهتافات ،رفع صوركم ” فقط هذا كل ما تريدون منا فعله !!

أرثكم التاريخي الذي وصلنا ووضعنا بهذا الحال، غدى حديث شريحة واسعة من الشباب الجنوبي اليوم … أحدهم يمني النفس أن يلتقي البيض والعطاس وعلي ناصر والجفري بصورة واحدة..مأساة كبيرة حتى أمنيات جيلنا غدت بسيطة جداً وتعجزون عن تحقيقها.