fbpx
الجنوب العربي والجنوب اليمني..نحن شعب بلا هوية !!

 كتب | ماجد الشعيبي

“المزايدة” .. ايوه هي ذي المزايدة الي ودت بنا بستين داهية، زايدنا باسم الوحدة واليمن الواحد لما قلنا بس ، ولآن اباؤنا واجدادنا يلعنون اليوم الي ناضلوا من أجل تحقيقها ونحن نصرخ من وجعها معهم. رجعة قوية باتجاه الجنوب العربي ضد “اليمننة” التي حاربها في وقت سابق ساستنا ودولتنا السابقة لأخراص أي شخص يقول أنه من الجنوب العربي ..كفرنا بالوحدة لا يعني تخلينا عن كينانا ،سموها ما شئتم  ، يهمنا فقط رد الاعتبار لشعبنا لتاريخه ولكرامته التي أهدرتها سياستكم الفاشلة .

صديق لي يقول أنه من الجنوب العربي ، ولدي صديقي أخر أنه من  دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، ولدي صديق أخر يكتفي بالقول أنه من “الجنوب الحر ،” وانا  كما يقولون  مجرد ضالعي  يضحي بنفسه من آجل الوطن ،   تضحية عجيبة زرعت بجيل الضالع ويعتبرهم الجميع  جنود من أجل دفع فاتورة النضال ، هذا يكفي آيها الأخوة الاشقاء سئمت من كل هذه الجدل الذي تتحدثون عنه ، نحن جيل بلا هوية  ، وهذه حقيقة، ومن يخبرني  عن  ماهية الهوية الجنوبية!!

ذاتهم اليوم الذين يتقاسمون تعريف هويتنا ، ، نفسهم من كانوا يطلقون العمالة في السابق على من يقول أنهم من الجنوب العربي ، وذاتهم اليوم الذين يمٌطرونك اتهامات اذا تحدث عن جنوب يمني !! وبعدين معاكم ..أحنا من يا جماعة ؟؟ مش انتم ناضلتم من أجل “تحقيق الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية وكان هذا الشعار يكتب بخط عريض في أي فعالية تنظموها وبكل أديباتكم وكتبكم ” ولأن خلاص تنكرتم ، تحسبون التاريخ ينطمس ايضاً ، الموضوع لا يحتاج لفحص dna” ” نحن ننتمي لهذه الخارطة “333كم ”  .. صديقي أخبرني في لحظة تأمل مع الواقع  قائلاً: كله على حسب لا تتعب نفسك في نقاشات عقيمة كهذه ، الحوار خلص والأن سيفرضون مخرجاته علينا وجماعتنا يتصارعون على الهويات وعلى  المسميات ، وعلى المنصات والخطب والتصريحات ؟ 

ولدنا لا نعرف عن هويتنا سوى أننا جنوبيون، طردنا بريطانيا  من أرضنا بعد أكثر من مائة وعشرين عام على استعمارها لأرضنا ،  البعض يتفاخر بهذا المنجز والكثير اليوم يجد نفسه يحن لبريطانيا وأيامها الجميلة في عدن ،  مازلنا ندفع ثمن أخطاء وحماقات أرتكبها سياسيو الجنوب ويحاولون توريطنا من جديد مع  أزمة في المستقبل .

 جيل  الوحدة وما قبلها بأعوام  وانا منهم ” بلا هوية”  نقتات من الماضي ذكرياتنا ونمني النفس لو تعود تلك الأيام، بينما يأتي من غسل دماغه ضد الاشتراكية  ونظامها الذي حكم الجنوب 23 عام  ليلعن تلك الايام ويجلد ذاته  كثيراً  ، ليس لشيء ولكن لأنه ايضاً سمع مجموعة من المتشددون ينعتون  جمهورية اليمن الديمقراطية  بأبشع الألفاظ  وهكذا نتبنى مواقف واراء فقط لأننا سمعنا ، يمارسون انتقامهم من  الماضي  على حساب مستقبلنا ،ويتبنون  مواقف  ويخلقون هويات جديدة فقط انتقاماً من الماضي سوى انتقاما من ماضي الاشتراكي – الذي تبناه مسبقاً أسامه بلادن ويسير على نهجة حزب الإصلاح والسلفين الجهادين  – او انتقاماً من ماضي السلطنات وهناك طرف أخر يريد ان نضل في صراع مع المستقبل .

سمعنا ..كلنا سمعنا  ، من فيكم ما سمعش عن الجنوب العربي ، وسمعنا وقرأنا أننا عن “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ”  المعترف بها في ذلك الوقت ،وتملك مقعداً في الأمم المتحدة ، الدولة التي وحدة سلطنات وأمارت الجنوب ، والآن نريد  العودة لما قبل ثورة أكتوبر ،للجنوب العربي  ، ربما تتفقون مع مشروع أقاليم صنعاء السته ،ويهمكم تقسيم الجنوب مجدداً .

 “من نحن ما هويتنا ” ..الهوية كما  تقول الحقيقة قد قضى عليها نظام صنعاء ولم يتركنا إلا بعد ما تأكد أنه قد زرع بيننا من يلعن هوية الجنوب وتاريخها .. قدنا أتمشي بعدن واشوف شباب أستغرب لأي هوية ينتمون ، أعمال التقطع والاعتداءات التي يقدم بها الجنوبيون ضد بعضهم تتبع أي هوية ، عدن لم تعد عدن ،وجنوب أمس لم يعد ينتمي للجنوب العربي ولا للجنوب اليمني ، سنضيع ويضيع جيلنا وما زلنا ننقب عن هوية  تخلينا عنها نحن ..اليوم نسكت عن أي جنوبي فاسد يقولون خليه ، هذا جنوبي ، نسكت عن أعمال لا يجب السكوت عنها ، ومع هذا ما زلت مُتيقنين أن القادم سينهي كل هذا العبث الذي لا يليق بنا .

بريطانيا حكمت الجنوب أكثر من  120 عام ، ولم تتغير قيم الجنوبيون وعادتهم وتقاليدهم ولم يخرج أحدهم ليعلن أنه تنصر أو خرج عن ملته لصالح ديانة أخرى ، و23 سنه من  الوحدة  مع صنعاء ، صرنا نرى  جنوبين ليسوا جنوبيين ، تخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم ، “تدحبشوا ”  أمثال هؤلاء أي هوية  سنمنحهم !!.

“الهوية السياسية  ، الهوية التاريخية ” هوية الجنوب العربي  ضلت هوية تاريخية ، وهوية اليمن الديمقراطي هوية سياسية حكمت لــ 23 عام فقط ، وبالحقيقة لا شيء جامع من قال أننا نملك هوية واحده ، نحن نملك هويات متعددة ومختلفة وهذا  طبيعي ، انا من الضالع وكانت المشيخات هي الحاكمة الطاغية على هوياتنا ..حضرموت بالمثل لها   هويتها  المختلفة تماماً والتي ما تزال محافظة عليها ولم  يطمسها احد لان المجتمع هناك متماسك  ، وهناك عدن المتعايشه مع الجميع  لها خاصية ايضتً، لماذا نحاول  اليوم أن نصطنع  هوية واحده للجميع ، نحن فقط من سيدفع ثمن هذه التسميات الرنانة في المستقبل ، حافظوا على تنوعنا تحت اسم الدولة التي اعترف بها العالم ولا تضيعونا  من جديد، واذا جاء الاستقلال واصبحنا دولة حقيقة ، سموها حينها دولة  “أرض ذات العماد” .

من الأخيرة ، نحن شعب مسكين ، ينضحك علينا بالشعارات فقط ، نأكل شعارات يومياً في الساحات وغيرها، لا نملك القوة لكي نقول لا ، نحن شعب  سئمنا من كل هذه الوجع ، متى سنتوقف ، متى سنستريح ، بلغ عمري 25 سنه ومنذ أن وجدت نفسي اصرخ للجنوب اسمع صوت من بعيد يحاول أخراصي لا يا سيد أنت الجنوب العربي ، وصوت من بعيد ايضاً يتحدث عن اليمن الديمقراطي ، وشخص ملتحي يهمس بأذني عن حديث للرسول يتحدث عن الركن اليماني بإشارة واضحة إلى اليمن “شماله وجنوبه “..لما تتفقوا  – يا من أوجعتمونا بمزايداتك – من “أنا، من أنتم ”  أخبروني برسالة  حتى احدد مكاني في خريطة الوطن الذي اضعتموه من ايدينا سلفنا وتحاولون سرقته وسرقت احلامنا  مجدداً، فأوجاعنا لا تشفى بتعريفاتكم السمجة  ..