fbpx
دموع جامعية في عدن… تبا لصرحا ليس للفقراء حظا فيه
شارك الخبر
دموع جامعية في عدن… تبا لصرحا ليس للفقراء حظا فيه

يافع نيوز – كتب / عادل حمران الشعيبي

أنهمرت دموعها بغزارة وهي تهتف، الله لا سامح حبتور ولا عزان،، اقتربنا نحوها لهول الكلمات تلك ،، فأسرعت لمسح دموعها بقطعة منديل  بللت بالدموع ،، حاولت ان تجفف بعض دمعاتها، لكن دون جدوى، فمازال اثرها فوق الجبين باقيا..

قلت لها، اختاه أهدئي .. فالمشهد مخزن والكل ينظر إليك ،، كانت تنظر إلى طوابير الطلاب  ، وهم يدفعون الرسوم ،  وتنهل دموعها بشكل مأساوي جدا.

 غادر الطلاب نحو قاعة الامتحان وبقيت تكفكف دموعها ، صرخت بصوت مسموع سحقا لجامعة عدن سحقا لصرح ليس للفقراء حظا فيه ..

 بقيت صامتا .. كانت عينيها تقطر بالدموع، لتصرخت بألم : سيطردونني من قاعة الامتحان ، ستهان كرامتي،  أمام دكاترة لا يفهمون إلا لغة الفلوس .

 كانت تتكلم بقهر وحزن كبير، قالت نصف درجة منعتني من الدخول بالنظام المجاني ، حاولت فلم أجد وساطة تشفع لي،  كان عدد الطلاب المقبولين لا يتجاوز الثمانين والآن العدد مقارب مائتين ، من أين جمعوا كل هذه الأعداد .

ياعمادة الجامعة لو سمحتم فهموني، عن الطرق والسبل التي استطاعوا  فعلها ” البقية” لكي تفعلها زميلتنا الحزينة .

 صاحت بنبرات مسموعة أين تذهب فلوسنا والوضع في الجامعة مزري، ضربت أمثلة عن عدد الطلاب ومجموع المبلغ فقالت أين باقي الفلوس ابتسمت لها وقلت ما هليش .

 انتهى حديثها معي وما زالت دموعها تمطر خدودها والألم يعصر قلبها، لم يكن بوسعي ان اعمل لها شيء إلا خمس دقائق أعطيتها من وقتي والزملاء في قاعة الامتحان يؤدون الامتحان..

 نبهتني دموع تلك الفتاة إلى أشياء كثيرة وأكثر ما شجعني للكتابة عنها إيماني بأن هناك من يقرؤون خرابيش طلاب جامعة عدن قلت في نفسي لعل كلماتي تصادف دكتور أثار الرحمة والشفقة موجودة في قلبه ربما هناك شخص أكثر رحمة من حبتور ففي الوقت الذي جامعة تعز وصنعاء طبقت تخفيض الرسوم، ما زالت جامعة عدن تهدد برفع الرسوم .

أكثر ما شدني للكتابة معرفتي بان جامعة عدن تمتلك أموال لا بأس بها ولكن في مهب الريح .

أكثر ما شدني للكتابة بأن مدرسونا أشخاص طيبون نفوسهم تملؤها القناعة.. تكاليفهم قليلة فهم ليس فنادق سبعة جنوب لكي نذرف دموعنا للحصول على مبلغ الرسوم .

 أكثر ما شدني للكتابة معرفتي بأن هناك من يفهمون مضمون كلامي مع علمي بأن قلة قليلة سيحللون كلامي بحسب عقلياتهم المريضة مع العلم بأنني لا اعرف الطالبة لان تخصصها مختلف عني ولكن دموعها ارتسمت بذاكرتي .

يا من تقرأ كلماتي أدرك جيدا بأنني كتبتها بكل بساطة من حديث بسيط الشكل قوي المضمون قابلته أمامي في أيام الامتحانات ..

طالبة ذرفت دموعها للحصول على علم تطور به نفسها وتعين به أمها بعد إن فارقت أبوها ومعيلها.

مازال طلابنا يبكون يوميا فبعد دخول عصابة صنعاء إلى وطننا لم نجد إلا الآهات والحسرات واحيانا تذرف الدموع بشكل أمطار غزيرة فلم نجد من يمسحها لنا،، فمعاني الإنسانية غابت من وجوه الكثير، فصار في مجتمعنا كائنات بشرية، خالية من مشاعر الإنسانية .

أخبار ذات صله