fbpx
في مهب العاصفة … مجزرة الضالع وجريمة الابادة الجماعية والفتاوى الجديدة !!!

 

قاسم المحبشي 
 
“يستطيع المجرم بما يمتلكه من قوة مادية سحق ضحيته ولكنه يعجز عن جعلها تصدق بانه ملاك من ملائكة الرحمة”
 

الى الضالع الباسلة وأهلها الميامين تتجه أنظار العالم اجمع بعيون دامعة وقلوب مفجوعة بالحسرة والألم الغاضب من هول الجريمة المروعة التي ارتكبتها عصاباتالاحتلال الهمجية بإطلاق قذائف دباباتها الحديثة على مخيم عزاء الشهيد فهمي الضالعي_ الذي اغتالته الايايد الآثمة ذاتها قبل يومين حينما كان في تظاهرة شعبية سلمية _ وذلك ظهر هذا اليوم الجمعة أودت بعشرين شهيد وعشرات الجرحى ، جميعهم مدنيين عزل أمنيين في مأتمهم الحزين ، في مجزرة دموية بالغة القسوة والوحشية ، تضامنا المطلق مع الضالع في محنتها ، ونعزي أنفسنا وذوي الضحايا بهذا المصاب الجلل ونسألله تعالى ان يتغمدهم بفسيح جناته مع الشهداء والصديقين ونتمى للجرحى الشفاء العاجل ، ولا عدوان الا على الظالمين . تضامنوا مع الضالع الوفية في مأساتها الفاجعة . وعلى الباغي سوف تدور الدائرة !

 
استراتيجية الحرب ورهانات القوة الباطلة :

إ”ن جريمة الإبادة الجماعية هي غاية ونتيجة كل حرب استعمارية خارجية أو داخلية، بل أن منطق الحرب ذاته ينطوي بالضرورة على جريمة الإبادة الجماعية. فالحرب في معناها اللغوي تعني القطع، البتر، الفصل، ومن هنا اشتقت أسماء “الحربة” بمعنى الحد القاطع، والحرابة بمعنى قطع الطريق أو التقطّع. والحرب بما أنها، وبطريقة ما، شكل من أشكال التفاعل والاتصال بين الذوات الاجتماعية، فهي تعني بأن العلاقة بين الذوات قد استنفذت جميع قنوات التواصل والاتصال والتفاعل العقلاني الإنساني الحواري التشاوري والكلامي السلمي.. وهي بذلك تقع على الطرف النقيض للوحدة والتوحد والاتحاد، فحينما تنشب الحرب، تختفي الوحدة، وحينما تحضر الوحدة تغيب الحرب، إذ أن الوحدة هي وصل واتصال وحب وانسجام واحترام واعتراف متبادل بين الأطراف الداخلة فيها، إما الحرب فهي قطع وقطيعة وعنف وتدمير، كره وعدوان وقتل وحرمان، حقد وقهر وثأر وانتقام. ومن هنا نفهم المعاني العميقة لفحوى موقف الأمم المتحدة من حرب 1994م، ورفضها القاطع “للوحدة بالقوة”.

يُفسّر جان بول سارتر، في مقالته “الإبادة الجماعية”، النتيجة الوحيدة التي تفضي إليها أي حرب تُشن تحت أهداف وغايات أو حتى عوائد استعمارية. فالانتصار في هذه الحروب يُعادل الإبادة السياسية والثقافية والاقتصادية للشعب المحتل، في حين تطرح الهزيمة الإبادة الجماعية كحل للدولة الاستعمارية. إن منطق الإبادة الجماعية متأصل في كافة أوجه الحرب الاستعمارية،(( من حيث فترة استمرارها في مواجهة المقاومة الشعبية، ومن حيث إمكانية التصعيد الشديد في مواجهة المقاومة الشعبية، ومن حيث نتيجتها في حالة الاستسلام.))وقد كانت حرب 1994 الشاملة التي شنّها نظام صنعاء على الجنوب، وتبعاتها المتلاحقة، وتداعياتها المختلفة، من نوعية تلك الحروب، ومنذ يومها الأول. ويمكن الإشارة هنا إلى أبرز الممارسات التي رافقت الحرب ودلّت على مستوى أو أكثر من مستويات القصد الجنائي، أهمها:إصدار فتوى رسمية (تكفيرية) من قِبل رجل الدين عبدالوهاب الديلمي، الذي كان يشغل منصب وزير الأوقاف وقتها، أحلّت دماء الجنوبيين، وشرعنت لتدميره وهدره جذرياً وكلياً بنصٍ صريحٍ واضحٍ. وقد جاء نص هذه الفتوى على النحو التالي: «إننا نعلم جميعاً أن الحزب أو البغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة, ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه..”  ينظر مركز عدن للدراسات والبحوث الإستراتيجية دراسة جاءت تحت عنوان «الجنوب: جريمة الإبادة الجماعية». عدن الغد لخميس 21 نوفمبر 2013 04:25 مساءً .

ورغم اعتراف الجناة في صنعاء بجريمتهم المرتكبة بحق شعب الجنوب بشهادة السفير الاممي جمال بن عمر الى اليمن الذي اشرف على عقد وادرة مؤتمر الحوار المزعوم لمدة تسعة اشهر في موفنبيك صنعاء واعلن قبل ثلاث ايام فقط نجاحه بتوافق جميع الاطراف بالتوقيع على وثيقة الضمانات الشهيرة     ((وثيقة ضمانات لحل القضية الجنوبية وثيقة تتضمن اعترافاً كاملاً بالأخطاء المؤلمة والمظالم التي ارتكبت في الجنوب )) !!! متحدثا عن ضمانات تحول دون تكرار الجرائم  والانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها قوى الغزو والتكفير في صنعاء  ضد الجنوب واهلة , ضمانات عدم تكرارها في المستقبل, ضمانات شفهية ورقية ليس الا , ولان السيد جمال بن عمر لم يسمي ويصف الجريمة التي ارتكبتها صنعاء في الجنوب باسمها ووصفها الحقيقي الذي سبق وان بيناه بعدها جريمة ابادة جماعية , بل اسماها (((أخطاء مؤلمة ومظالم  ارتكبت في الجنوب )))حسب ما جاء في وثيقة الضمانات التي مازالت التهاني تتوالى على الرئيس التوافقي بمناسبة انجازها والتوقيع عليها بوصفها انجاز تاريخي حاسم ليس له مثيل !!!  وقد سبق وان كتبنا ان السيد جمال بن عمر كان يفكر ويدون وثيقة الضمانات في حين كانت الطائرات الحربية تقاع من مطار صنعاء لتقصف الهبة الشعبية السلمية في حضرموت المدنية المسالمة ، وقبل ان يجف حبر الضمانات هاهي عصابات الغزو والاحتلال ظهراليوم الجمعة ترتكب جريمتها المروعة في الضالع الجنوبية الباسلة , بقصف خيمة عزاء الشهيد فهمي الضالعي وتحصد اكثر من عشرين شهيد وعشرات المصابين من المدنيين العزل !! في مجزرة لا مثيل لبشاعتها وقسوتها ! جاء ذلك بعد يوم واحد من نشر فتوى قانونية جديدة  اصدرها احد فقهاء صنعاء بعنوان : (المشروع الانفصالي في الجنوب!!! حتمية العنصرية وخطورتها !!!
أمس أفتى القانوني اليمني عبد الناصر المودع رئيس مؤسسة التنمية  المدنية في صنعاء ، أفتى بان المشروع الجنوبي هو عنصري على نحو حتمي ومن ثم فان لا سبيل وسط الى التعامل معه وحل مشكلته ، هناك فقط خياران هما ، اما تركه يحقق مشروعه العنصري في الواقع وأما التصدي له بكل الوسائل المادية والمعنوية ، وسحقه في المهد ودرء شافته ، وهذا يعني حسب منطق الفتوى المودعية التي تقطر شوفينة ونازية بالغة الشر والغل الأسود الحقود ، لا سيما وقد علنها مودع صنعاء مهمة قومية رقم واحد لليمنيين الوحدويين الأصليين الوطنيين المعنيين بالأمر ! هذه هي مدنية صنعاء الموعودة ، فيكف يمكن تخيل لا مدنيتها ؟! والمكره على الكفر لا آثم عليه ،وقال تعالى (( ان الله لا يحب الجهر من القول بالسوء الا من ظُلم )) المودع يشتكي من ان الجنوبيي المهزومين بحرب ٩٤ م حسب اعترافه في مقالات سابقة ، هؤلاء الجنوبيون الذين صاروا انفصاليين اليوم يكرهون الشماليين المنتصرين ، انه يريد من الضحية ان يراى في قاتله ملاك من ملائكة الرحمة !!!اسمعتوا من يقول بمثل هذا قبل هذا الشوفين المعتوه ؟! 
وهي بالمقارنة مع الفتوى التكفيرية التي اصدرها علماء اليمن_ وفي مقدمتهم الديليمي والزنداني _ في تبرير وشرعنة حرب 94م  , نقول ان فتوى فقيه القانون الوضعي ورئيس التنمية المدنية في صنعاء هي اخطر بكثير من سابقتها اللاهوتية , تلك فتوى علمانية مدنية خالصة خالية من كل رحمة ربانية , من ما جاء فيها يمكن الاشارة الى الاتي :

((أن النتيجة الطبيعية للفكر العنصري تحوله إلى أعمال عنف، والتي تبدأ من العنف اللفظي وتنتهي بالإبادة الجماعية، فكما يقول شعار منظمة اليونسكو (الحرب تبدأ في العقول وكذلك السلم)
إن تلازم العنصرية مع المشروع الانفصالي تجعل من الصعب التوصل لحلول وسط، كما أنه يجعل من غير الممكن التعايش معه، فنتيجته الطبيعية الصدام والعنف الأمر الذي سيؤدي إن عاجلا أم أجلا إلى صدام محدود أو واسع بين أنصار الانفصال وخصومه من اليمنيين الشماليين والجنوبيين ومع أجهزة السلطة.

ولتفادي ظهور المشروع الانفصالي الشمالي ينبغي علينا نحن الشماليين من سياسيين ومثقفين وسلطة حاكمة الاستنفار له، ورفض منحه المبررات، والتعامل معه بصفته مشروع قبيح، ومدمر، ويخدم المشروع العنصري في الجنوب، والذي سيتغذى منه، ليصبح المشروعان يتغذيان من بعضهما البعض.
إن من مسئولية الدولة الوقوف أمام إي أخطار قد تصيب الدولة وتنذر بكوارث جماعية، ولهذا يجب مواجهة المشروع الانفصالي بكل السبل، بالتزامن مع السياسات على الأرض التي تفقده مبرراته، التي يستخدمها لحشد الناس لمشروعة المدمر. وفي هذا الصدد، ينبغي على الدولة، حظر التنظيمات العنصرية الشمالية والجنوبية، وتقديم قادتها وكتابها لمحاكم عادلة، وملاحقة من يقيم منهم في الخارج. ففي أرقى الديمقراطيات لا يُسمح للحركات العنصرية بالعمل والحركة ويعاقب قادتها. وفي هذا الشأن ينبغي تحذير قادة المشروع الانفصالي، وعلى رأسهم علي سالم البيض، بأنهم سيتحملون المسئولية المعنوية والجنائية، عن إي دماء أو حالات من التطهير الشطري حدثت أو ستحدث في الجنوب. ولا يستثنى من تحمل المسئولية المعنوية والجنائية، الكتاب الانفصاليين ممن ينشرون أفكارهم العنصرية. فهؤلاء مثلهم مثل القادة السياسيين والعسكريين يتحملون المسئولية الجنائية، عن إي جرائم ترتكب نتيجة تحريضهم.(يعاقب المحرض بنفس عقوبة الفاعل الاصلي) ففي (روندا) حوكم الكثير من قادة الرأي من قبائل (الهوتو)، ممن يحملون شهادات علمية رفيعة، لدورهم في التحريض على قتل التوتسي.
ولهذا يجب ألا يُستهان بالأفكار العنصرية المقيتة التي يحملها المشروع الانفصالي. فنحن حين نعارض الإيديولوجية العنصرية للانفصاليين، لسنا بصدد التعامل مع حركة فكرية أو حزب سياسي متطرف، يمتلك عددا محدودا من الأفراد والأنصار، وهو ما يجعل خطورته على المجتمع محدودة ويمكن احتوائها. ولكننا أمام حركة عنصرية ضخمة، يمكن لها أن تستقطب الملايين، في حال تمكنت من السيطرة على أذهان الكثير من الجنوبيين، وهو ما يجعلها قادرة على إحداث شرخا اجتماعيا هائلا؛ يتسبب في خلق الفوضى وسفك الدماء في جميع مناطق اليمن، مما قد ينتج عنه ملايين الضحايا. ولهذا فإن التصدي لهذا المشروع، ينبغي أن يكون بمثابة المشروع القومي الأول، الذي يجتمع عليه كل اليمنيين ,)) وغير ذلك الكثير  عدن الغد الموقع  الأربعاء 25 ديسمبر 2013 11:12 صباحاً .
بل ان احد الدكاترة في صنعاء كتب بعد سماعة ومشاهدته للمجزرة الدموية المرتكبة في الضالع اليوم , مشيدا بها ومطالبا بالاستمرار في ارتكاب المزيد منها ضد الجنوبيين العزل اذ تناقلت الوسائط الاعلامية تلك التغريدة اليمنية النازية المتوحشة التي كتبها هكذا (( عبر الدكتور الشمالي يوسف الحاضري عن إشادته عبر منشور في الفيس بوك, بالضربة التي وجهتها قوات جيش الاحتلال اليمني يوم الجمعة على مجلس عزاء في سناح الضالع, والذي راح ضحيته 20 شهيد وأكثر من 40 جريح, وذكر الدكتور يوسف أنه عبر مصدر خاص لديه من قلب الحدث أن العزاء كان لرئيس عصابة في الضالع يقصد بذلك الشهيد فهمي قاسم, الذي نشر عنه افتراءات وأكاذيب اعتاد عليها ما يعرفون بالنخبة في الشمال للتبرير لقوات جيش الاحتلال جرائمه الشنعاء في الجنوب, قائلا: يجب تأييد الدولة بالضرب نحو هؤلاء بالقوة وعدم الإدانة والاستنكار لمثل هذه الأعمال )) !!!
 تلك هي مواقف واتجاهات القوى المدنية الحداثية المدنية الناعمة التي تلقط لحمها ووجدت فرصها وصارت شيئا مذكور من خيرات الجنوب المنهوب , وهي النخب التي كان يراهن عليها السيد جمال بن عمر حينما كان فكر وكتب وثيقة ضماناته لحل القضية الجنوبية وعدم تكرار ما حدث بحق الجنوبيين من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجريمة ابادة جماعية , الا يشبه السفير جمال بن عمر بطل رواية صيد السلمون في اليمن ؟!