fbpx
حصار الإعلام وما نستطيع فعله

كتب | صلاح بن لغبر

قضيتُ الأيام والليالي الأخيرة منذ انطلاق الهبة الشعبية الجنوبية في تتبع الأخبار وتمحيصها من كل مناطق الجنوب المحتل وصياغتها في تقارير حاولت قدر الإمكان أن تكون متوازنة وبعيدة عن الشطط أو التهويل والمصطلحات الخشبية المنفرة، وقمت بإرسالها أولا بأول لما تيسر من وكالات إنباء ومحطات وشبكات تلفزيونية وصحف ومؤسسات إعلامية في مختلف دول العالم بعد ترجمتها إلى اللغة الانجليزية بمساعدة أخت جنوبية بذلت مجهودا كبيرا معي فجزاها الله خيرا.

 كانت تلك فكرة تراودني منذ زمن بعيد ومحاولة لكسر جزء من التعتيم الإعلامي على ما يجري في جنوبنا الحبيب، عملا بمقولة “أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام”.

 هناك من استجاب ومنهم من اتصل بي للاستفسار وهم قليلون جدا، كما تواصلت مع بعض القائمين على الأخبار في بعض المؤسسات طالب أكثرهم بتوفير صور وفيديوهات وإرفاقها بالتقارير كإثبات ودليل ولتكون مادة إعلامية متكاملة يستطيعون من خلالها محاججة مراسليهم ورؤسائهم كما قال لي احد الزملاء في مؤسسة إعلامية عربية كبرى، فكان ردي أن ليس بالإمكان الآن أكثر مما كان وقد وفرنا لكم الخبر لعلكم تلتفتون بعين العدالة والمهنية إلى شعب يقتل ويهان على أرضه دون أي اهتمام .

 أن ما جرى ويجري في الجنوب خصوصا في الأيام الأخيرة يرقى في وجهة نظري إلى مستوى ما جرى في أول أيام ما يسمى بثورات الربيع العربي بل يتجاوزها مجتمعة إذا ما قارنا ما فعلته الهبة الشعبية في أيامها الأولى مع الثلاثة أيام الأولى من ثورة 25 يناير في مصر أو ثورة تونس أو اليمن الشمالي العام 2011م مثلا، لكن الفرق هو الدعم الإعلامي في الحالتين، فلو توفرت التغطية الإعلامية المناسبة لكان الحال غير الحال، ولشهدنا انتصارا قريبا، لكن التعتيم بل الحصار غير المفهوم من قبل وسائل الإعلام العربية علاوة على بلادة الإعلام الجنوبي مثَّل نقطة الضعف في الهبة كما في الثورة الجنوبية برمتها.

 لذلك كله يتبين أننا بحاجة ماسة إلى مركز إعلامي جنوبي متخصص بكادر مؤهل يختص برصد الأحداث بشكل علمي موضوعي وإيصاله بالشكل المناسب إلى كل الوكالات ووسائل الإعلام مدعوما بالصورة والتوثيق وبشكل سريع، مع ضرورة مراعاة المهنية والموضوعية التي سيكتسب المركز من خلالها الثقة والاحترام مع مرور الوقت والأحداث، اعتقد أن الجميع يتفق معي على ضرورة ذلك وبأسرع وقت ممكن، والأمر إذا بأيدي قيادات الجنوب ورجال الأعمال لإنشاء مثل هذا المركز بمستوى عالٍ يستطيع القائمون عليه مواكبة العمل الثوري ومؤازرته بدلا من أن يضيع كل ذلك الزخم والعنفوان الجنوبي في سراديب العشوائية والتخبط كما حدث ويحدث منذ سنوات.

فهل من مجيب؟ .