fbpx
مخاضات ثورة الحصانة الخلجمية !

“حينما تنعدم المعلومات الصحيحة يصعب الحكم على سيرورة  الأحداث ومآلاتها المحتملة “

ما الذي يجري في صنعاء وكيف يمكننا قراءة المشهد وبماذا تنبأ غزوة وزارة الدفاع الاخيرة ، وكيف يمكننا تفسير جريمة اغتيال الشهيد مقدم الحموم ومرافقيه ،  ومحاولة اغتيال الدكتور ياسين نعمان  وكل تلك المخاضات الكثيرة الاخرى التي ترافقت مع اعلان مجلس الأمن الدولي وممثله في اليمن جمال بن عمر ، اختتام اعمال (مؤتمر الحوار الشامل ) ؟ وكيف يمكن النظر الى الجنوب المحتل وشعبه الثائر وقضيته العادلة ؟؟؟؟؟!!!!

انهم يريدون لنا بل ويهيئونا على ان لا نفهم شيئا مما يدور في هذا المشهد المتشابك  المضطرب بالفوضى والعنف والجريمة والظلم والظلام والفساد والعبث ، وتلك هي استراتيجيتهم الأثيرة ورهانهم الأخير في صنعاء اليمن  حيث  يمكنك الحصول على اي شيء وفعل اي شيء وتوقع اي شيء !!!  عدأ معرفة ما الذي يجري فيها من احداث ومخاصات وأفعال وتفاعلات وحركات وتحركات ، وما أسبابها ومن وراءها وما غاياتها … الخ

تلك المنطقة اقصد معرفة الحقائق والأسباب معرفة اقرب الى الصواب دونها خرط القتاد !! انني اعرف على نحو شبه ماكد ماذا حدث في باريس عام ١٧٨٩م عام الثورة الفرنسية منذ ليلة سقوط الباستيل ، ولكنني لا اعرف شيئا جدير بالتصديق والاعتبار مما يحدث في صنعاء هذه الأيام كما هو الامر مع الأيام السابقة !!! وهذا هو معنى صرخة الأعمى الذي رأى  الراحل العظيم عبدالله البردوني :

فضيع كل ما يجري

وافضع منه ان تدري

متى تدرين يا صنعاء

من المستعمر السري

وقال أيضاً :

ان كنت تدري فتلك مصيبة

وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم

اذا لم تخني الذاكرة  !

أشير هنا الى تلك الاستراتيجية المهيمنة التي سعت على الدوام الى اخفاء الحقيقة وإرادة التجهيل والتعمية  المنهجية التي ادمنتها القوى التقليدية المهيمنة في صنعاء منذ القدم وتدويخ الناس بالتكهنات والظنون والرجم بالغيب وتركهم يضربون اخماس في اسداس !!

في حيرة من أمرهم  !! وتلك التقنية التقليدية اثيرة لدى كل قوى تسلطية تفتقر الى الاهلية والشرعية ،تقنية جعل الممارسة السياسية محاطة بالأسرار الألغاز المتراكمة بما يعزز من طاقتها السحرية وهيبتها المخيفة ، وهذا هو معنى  صيغة الامام (( احمد يا جناه )) وطاهش الحوبان ، والقطران  ومعنى  الشهيد المغدور الحمدي ، ومعنى الوحدة والحرب والتكفير وتدمير دولة الجنوب واحتلاله  والقاعدة  وأنصار الشريعة ، ومعنى ثورة التغيير وانقسام القوة التسلطية الى فريقين الستين والسبعين ، ثوري ونظام قديم … الخ

وهو معنى تقرير رئيس هيئة أركان الجيش الاشول عن عملية اقتحام وزارة الدفاع قبل ايام ، الذي أكد ان من قام بتلك العملية المريعة لا يتجاوز عددهم أصابع اليدان ، عشرة او ١٢ شاب سعوديين الجنسية والأصل والفصل والحسب والنسب ، ونسي ان وزارة الدفاع التي تم اقتحامها توجد في صنعاء اليمنية وليست في عرعر السعودية !

أيعقل ان يحصل امر مثل هذا في اي مكان او زمان  منذ آدم حتى الان ؟! بضعة مراهقين أجانب يمكنهم التخطيط والتنفيذ لعملية كبيرة وخطيرة مثل هذه وفي بضع ساعات ؟!

تلك كانت الرواية التي سمح لها ان تقال وتعلن عن العملية للرأي العام  المحلي والعالمي اما الحقيقة فهي عند أم الصبيان !! وقارئت الفنجان !

على كل حال رغم ما كان ومازال من محاولات الإخفاء التجهيل الا اننا نستطيع التأكد ان ثمة حقائق ووقائع تظل بادية للأعيان ومتاحة للقراءة المجملة لكل ذي بصر وبصيرة ، منها فيما يخص موضوعنا ؛ .

ان مخاضات صنعاء الراهنة تنبأ عن اشيئا واشيئا خطيرة محتملة بلغت اوانها في الظهور خلال الأيام القليلة القادمة ربما حتى شهر فبراير من العام الوشيك ، فمن ذا الذي يستطيع إنكار ان هناك ثلاث قوى تقليدية مهيمنة متفاربة القوة هي التي تلعب في الميدان الان كما كانت منذ سقوط الامام البدر ، قوى تناسلت عن القوة التقليدية القبلية المهيمنة هناك ، وبالمقابل هناك قوة تقليدية مفعلة فتية وصاعدة  تهدد بحضورها الثلاث القوى المتصارعة ، قوة المؤسسة الأمامية الزيدية بصيغتها الحوثية المنظمة التي لا تخفي رغبتها في استعادة الحق المقدس المغتصب من القوى الاخرى !

يمكن القول ان ثلاثة رؤوس الان تتطلع الى بيضة الملك في صنعاء وتسابق الزمن في سبيل الفوز بها باي طريقة من الطرق ، احمد وحميد وعبد الملك ، وكلا لديه ما يكفي لخوض الحرب من اجل ذلك !

وبالمقابل ثمة مبادرة حصانة خليجية لإصلاح ذات البين ، ومؤتمر حوار شامل برعاية دولية ، أفضت الى اختيار رئيس توافقي جنوبي منصور هادي ، بهدف ضرب عصفورين بحجر واحدة ، ترويض الجنوب واحتوى ثورته وقضيته العادلة ب التحرير والاستقلال والسيادة  من جهة  ومن جهة اخرى تأمين وتمهيد السبيل بين الأطراف المتنازعة لإعادة تقاسم السلطة والهيمنة ،  عملية أشبه بغسيل الأموال !!

غير ان العملية سارت او تسير  بغير ما كان يشتهي السائق اذ ظهرت مخاضات لم تكن بالحسبان ،  اقصد حسبان تلك القوى المتنافسة وتأتي الرياح بما لم تشتهي السفن !

فهذه رياح الجنوب غدت أشد قوة وزخما أشبه بالعاصفة ًعصفت بكل مشاريع وأشرعة صنعاء وزوارقها المختلقة ً والمزيفة بعد ان وصلت تظاهرتها السلمية المليونية العاشرة ، وأضحت قضية ملحة على طاولة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، وليس بإمكان اي قوة او ذكاء ماكر  في صنعاء تجاوزها او اللتفاف عليها باي حال من الأحوال .

فضلا عن صمود شعب الجنوب في تصعيد زخم ثورته السلمية على نحو أدهشت العالم ، اذ ذهبت كل ما يسمى ثورات الربيع العربي في سبيل حالها بينما ظلت ثورة شعب الجنوب متقدة الزخم ومضطردة التنظيم وواضحة الهدف  .

وفي الجانب الاخر وجد المجتمع الدولي في عبدربه منصور هادي الرهان الأمثل في تدبير أمر اليمن ، ومنحه سلطة وقوة لم تكن بحسبان احد منهم ! وجاء قرار التمديد له بخمسة سنوات إضافية ، ليضع المسمار الأخير في نعش خطط القوى التقليدية المهيمنة المتنازعة في صنعاء القديمة .

غزوة وزارة الدفاع جس نبض وإعلان شيئا ما في طريقه الى الولادة ، اعلان بان الوضع بلغ من الضعف والعجز الهشاشة حد لا يطاق ومن ثم فان الحاجة الى وجود رجل قوي في صنعاء باتت ملحة  ، فمن هو هذا يرى نفسه جاهز لشغل الدور ؟!  وكيف فهمت الرسالة ؟! والى ماذا تفضي تلك  المخاضات ؟ وفوق كل ذي علم عليم  والسلام