مقالات للكاتب
كتب | اشجان شريح
عرف مصطلح الأقليات بأنه تلك الجماعات أو الفئات التي تنمي إلى عرق أو دين أو لغة مختلفة إلى ما تنمي إليه الأغلبيه في أي بلد
و بات العالم اليوم يهتم بحقوق الأقليات واصدر بهذا لشان العديد من القوانين الدولية التي تحمي حقوقهم و أنشئت المنظمات و الهيئات التي تعمل على مساعده الأقليات لممارسة حقوقهم الإنسانية كأمله ، وكان هذا نتيجة لما تتعرض له تلك الأقليات من ظلم و قهر و استبداد وتهميش و قد يصل الأمر إلى القتل و الإبادة و أصبحت كلمه ( اقليه ) ترادف الظلم و القهر حول العالم. وطالما ما كان قلتهم ( العددية) سببا أهم في استضعافهم و تهميشهم .
وهنا تكمن المفارقة العجيبة ففي الوقت الذي يأخذ على تلك الأقليات المتناثرة هنا وهناك حول العالم قلة عددهم فان الأقليات الموجودة في اليمن تعد بالملايين …
ففي اليمن من يمارس الظلم و الاستبداد بضع عائلات لها القدرة على السيطرة بكل زمام أمور الحياة بل و أكثر فهي من تقرر من يدخل جنة الله ومن سيحشر في جنهم
وهي قادرة على تصنيف تلك الأقليات بحسب مصالحها فحتى تسيطر على مقدرات الجنوب جعلت من شعبه اقليه دينيه ( كافره بدينهم ) و بعد حرب 94م لم تتردد في إطلاق في توصيف شعب الجنوب بالأقليه العرقية ( هنود و صومال ..) منعا من مناصفة الثروة وعلى مدى أكثر من عشرون سنه كانت هناك عدد كبير من الأقليات التي تنشئ و تنتهي بحسب مزاجيات الأغلبيه (هم) ، وحتى ثوره فبراير لم تسلم من التصنيف فهناك اقليه مندسة واقليه خائنه واقليه عميله .. الخ
استطاع – هم – الأغلبية ( قليه العدد ) و بنجاح منقطع النظير في إدارة شؤونها وحماية مصالحها و التفنن و التنوع في ظلم و قهر الأقليات الجنوبية و الشمالية دون استثناء من جهة و حصولها على رضي و تأييد تلك الأقليات من جهة أخرى ، فكيف لنا أن نفسر وجود من يحن إلى حكم علي صالح ومن يشيد بقوه علي محسن ومن يلهمه صندقه حميد ..وبماذا نطلق على ثوره ( الأقليات ) انتهت باتفاقيه بين ( الأغلبية ) و كيف سيق شباب من الجنوب إلى دماج ، وكيف استطاعوا (هم) من السيطرة حتى على أرائنا و معتقداتنا حتى إننا ننسب بعضنا البعض إليهم ونقسم أنفسنا بأنفسنا فهذا ينتمي إلى فلان منهم وهذا تبع فلان ولم نستثني دول الجوار فالجارة السعودية مع عيال الأحمر و البعيدة الأمريكية مع أبناء الأحمر الأخر
علينا نحن الأقليات أن نخرج من أقلياتنا المزعومة و ألا ننجر إلى تقسيماتهم و تصنيفاتهم فنحن الأقليات المليونية بإمكاننا أن نحقق أهدافنا ونحمي مصالحنا ونحفظ إنسانيتنا …
فقط عندما ندرك أننا …فعلا ..الأغلبية