fbpx
أبو حفص المغربي لـ”إسلام أون لاين”: فشل حكومة بن كيران فشل للمشروع الإسلامي
شارك الخبر

 

 اسلام اونلاين

أكد الشيخ أبو حفص محمد عبد الوهاب رفيقي، أحد رموز السلفية في المغرب، أن انخراطه في جمعية أو حزب سياسي، أمر لا يغريه في الوقت الحالي، بعد خروجه من السجن الذي قضى فيه تسع سنوات على خلفية قانون “الإرهاب”، قبل أن يحظى بعفو ملكي منذ بضعة أسابيع خلت، مشيرا إلى أن الشروط والسياقات للخوض في غمار السياسة في البلاد غير قائمة بعد.

وقال أبو حفص، في أول حوار مطول له بعد خروجه من السجن، خص به موقع “إسلام أون لاين“، إن هناك مصالح مشتركة في اعتراف الدولة بالسلفيين، وتجمعهم في كيانات دعوية واضحة المعالم والبرامج، تتمكن من احتواء الشباب وتأطيره وفق منهج معتدل وسطي، مضيفا في الحوار ذاته، أن المراجعات الفكرية “ضرورة شرعية، وواجب عقلي، وسمو أخلاقي”.

وحول مقارنة سلفيي المغرب بسلفيي مصر الذين حققوا فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أكد الشيخ أبو حفص أن الفرق شاسع، ولا مجال للمقارنة بين الطرفين من حيث التاريخ الدعوي ومستوى الشعبية والطاقات المتوفرة، فضلا على الإمكانات المادية المتاحة لهم.

وعرج الحوار مع أبي حفص على حدث صعود الإسلاميين في عدد من الأقطار العربية، مثل مصر وتونس وليبيا والمغرب، حيث اعتبر ذلك “فرصة تاريخية قد لا تتكرر”، مبديا عتبه على بعض الحركات الإسلامية التي وصلت للحكم لترددها في تطبيق أدنى ما كانت تعبر عنه من قبل.

حاوره:  حسن الأشرف

إسلام أون لاين ـ الرباط

                               

  • سُلطت عليكم، أنت وشيوخ سلفيون آخرون، الأضواء مباشرة بعد خروجكم من السجن بعفو ملكي قبل أسابيع قليلة، باعتبار رغبة الكثيرين في معرفة ما الذي أنتم مقبلون عليه، رفقة مشايخ آخرين ضمن ما اصطُلح عليه أمنيا وإعلاميا بالسلفية الجهادية في المغرب..فما الذي تعتزمون القيام به حاليا بعد أن عانقتم الحرية؟

أولا، أحيي هذا المنبر الإعلامي المتميز، ثانيا: ما دمنا نخاطب هذا المنبر الذي يرتاده شباب الحركات الإسلامية، فلا بد أن نضع النقاط على الحروف.. لقد أحسنت أخي حين أحلت مصطلح السلفية الجهادية على المرجعية الأمنية والإعلامية، لكن هل هذا يوافق الواقع أو لا يوافقه؟.. بالنسبة لي جزما لا يوافقه، لأن هذا الاصطلاح عند من وضعه، يقصد به جماعات تكفيرية تكفر المسلمين، و تخرج عليهم بالسلاح، وتتبنى اختيارت متشددة ومتطرفة.

وأنا، لا تربيتي ولا منهجي ولا دراستي ومحصولي العلمي والفكري، يسمح لي بالإيمان بمثل هذه الأفكار، أنا داعية إلى الله تعالى، على سبيل أهل العلم الذين تربيت على أيديهم، ونهلت من مناهلهم، وهم لي القدوة والأسوة، أعمل جاهدا على نشر العقائد السليمة، والقيم والأخلاق والآداب الشرعية، وأنحني لأصغر فرد من أفراد هذه الأمة العظيمة، وأوسع جانب العذر ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

سبق لي أن أجريت مع هذا الموقع حوارا من داخل الزنزانة، ووضحت بما لا مجال بعده للتأويل، تركيزي في خطابي ودعوتي على البعد المقاصدي والتجديدي، وعلى أن لا يكون الخطاب السلفي اجترارا لمعارك قديمة أكل عليها الدهر وشرب، ولا مصادمات ومواجهات غير محسوبة النتائج، بل استحضارا لقيم السلف الصالح منهجا ومسلكا وتنزيلها حسب الواقع الإكراهات والمتغيرات.. هذا ما أؤمن به وأدعو إليه وأربي تلاميذي عليه، فلنكن دقيقين عند الوصف أو النسبة، ولا ننسب الناس إلى ما لا ينتسبون إليه، خاصة المواقع الإسلامية، فهي من يجب أن تربي غيرها على الدقة والموضوعية والتمحيص والتحقيق، وعدم الانسياق خلف الدعايات الإعلامية الكاذبة.

أما ما سألت عنه بخصوص ما بعد السجن، فأنا لم أتنفس بعد ما يكفي من الهواء النقي، ولم أتمتع بعد بلحظات الصفاء الذهني التي تمكنني من التفكير في ما يمكن أن أباشره بعد الإفراج.

  • أمامك كامل الوقت شيخ أبو حفص للتفكير في مرحلة ما بعد السجن..أما الشيخ محمد الفزازي فقد تحدث عن رغبته في تأسيس جمعية بنَفَس دعوي في أفق التحول إلى حزب سياسي بنَفس دعوي..إلى أي حد يُغريكم مثل هذا التوجه تحديدا في العمل على الساحة السياسية والإسلامية في البلاد؟

لا يغريني هذا الأمر أبدا في الوقت الراهن.. أنا داعية إلى الله تعالى، هذه مهمتي الأصلية التي أرسخ لها كل وقتي وجهدي، تعليم الناس وتربيتهم وتوجيههم وإخلاص النصيحة لهم، لكن من ضمن اهتماماتي الدعوية أيضا الشأن السياسي المحلي والعالمي، ومتابعة كل المستجدات والأخبار، وإصدار المواقف حين يقتضي الحال، ومن ضمنها التفاعل مع قضايا الأمة، ونصرتها حسب المقدور والممكن، والمشاركة في الفعاليات التي تقام لذلك، لكن هذا لا يعني خوض السياسة، لأن الشروط التي أرى أنه لا بد منها للمغامرة في هذا الباب غير قائمة اليوم.

  • في هذا الصدد ظهرت “الحركة السلفية من أجل الإصلاح” التي أسسها شباب سلفيون يرغبون في الإصلاح السياسي والدعوي في المجتمع..ما هو انخراطكم الحقيقي ضمن هذه الحركة الفتية التي تسعى إلى لم شمل السلفيين في المغرب؟

عرضت عليّ الحركة مشروعها الكامل، لكنني لم أقدم بعد أي جواب.

مراجعات السلفيين

  • وما هي برأيك مصلحة الدولة في السياق السياسي الحالي في الاعتراف بكم كسلفيين يفكرون في العمل الدعوي والسياسي المنظم، وما هي مصلحتكم بدوركم في ذلك؟

سأجيبك عن الشق الدعوي فقط.. أما السياسي فلا يعنيني كما ذكرت لك.. طبعا من مصلحة الدولة أن نتجمع في كيانات دعوية واضحة المعالم، جلية البرامج، علنية النشاط والحركة، تتمكن من احتواء الشباب وتأطيره في ظل منهج معتدل وسطي لا غموض يكتنفه ولا لبس يعتريه، بدل التجاء الشباب تحت الضغط إلى الاجتماعات المغلقة والمخابئ السرية، أما مصلحتنا نحن فهي تيسير سبل الدعوة إلى الله تعالى، والاحتكاك بعموم المواطنين، وإيصال الصوت الإسلامي الوسطي نقيا لامعا كما هو على أصله، فهي مصالح مشتركة كما ترى.

  • تحدث الكثيرون عن مراجعات فكرية لك وللفزازي وغيركما من شيوخ السلفية في المغرب، انطلاقا من تصريحات أو مبادرات صدرت عنكم.. إلى أي مدى كانت هذه المراجعات مفتاحا لحلحلة ملفكم الأمني وأنتم قابعون وراء القضبان؟

هناك خلط كبير في هذا الموضوع، ولا أدري هل هو مقصود أم غير مقصود.. هناك فرق بين مبدأ المراجعة والترشيد والتصحيح للمسار العلمي والدعوي، وهذا أمر مطلوب من كل عالم وشيخ وداعية، ومن كل حركة إسلامية أو إصلاحية أو دعوية..

مراجعة اختياراتي وترجيحاتي واجتهاداتي وتقديراتي عمل أمارسه كل يوم، كما يراجع التاجر حساباته وصفقاته، وذلك على كل المستويات، العلمية منها والدعوية، ولا علاقة لهذا بالسجن أو بغيره.. هذا عمل يومي لي أينما حللت وارتحلت، لأني أؤمن أن مراجعة النفس والاختيارات ضرورة شرعية، وواجب عقلي، وسمو أخلاقي، وبناء إصلاحي، ومشروع نهضوي، ولا يمكن تحقيق أي تقدم أو إنجازه إلا بذلك.. أما ما اعتقلت من أجله ورميت بسببه في السجن تسع سنوات ظالمة مجحفة، فليس لي ما أتراجع عنه بخصوصه، اتهمت بأحداث 16 ماي والقاصي والداني يعلم براءتي منها براءة الذئب من دم يوسف..

اتُّهمت بالتنظير للتكفير، وقد كنت حربا على التكفيريين وعلى غلوهم وتطرفهم، اتهمت بالتخطيط لزعزعة النظام وأنا كنت دوما داعية إلى الله تعالى، وطالب علم ينشر الخير والفضائل والنور، وأعتني بكل ما هو علمي وفكري وثقافي، فتم زجي فيما أنا أبعد الناس عنه، فهذا ليس فيه ما يقتضي التراجع..

بعض الناس هداهم الله حاول أن يلعب لعبة دنيئة، بإيهام الرأي العام بأننا خوارج ونحتاج لاستتابة، أو أننا كنا متطرفين ثم تبنا داخل السجون، ولم يتقوا الله تعالى فينا، واليوم وقد قدم لنا الشعب اعتذاره عبر الحفاوة التي نستقبل بها أينما حللنا وارتحلنا، يجب على هؤلاء أن يقدموا لنا اعتذارا علنيا على ما أخطؤوا في حقنا، وسايروا الإعلام الفاسد في تشويه صورتنا.

بين المغرب ومصر

  • جاءت وقائع ما يسمى بالربيع الربعي وأنتم في الزنازين لتُحدث تحولات سياسية واجتماعية عميقة في المنطقة العربية، ومنها الحراك الذي دشنته حركة 20 فبراير في المغرب..هل ترى لهذه الحركة ـ وما ألقته من حجر في المياه الراكدة للبلاد ـ من فضل على مشايخ السلفية الجهادية، بأن دفعت الدولة دفعا للإفراج عنكم مُجبرة لا بطلة؟

أولا، أنا لست شيخا لما تسميه السلفية الجهادية، ثانيا: ليس الحراك المغربي فقط، بل الحراك العربي كله لعب دورا كبيرا في إشاعة أجواء الحرية التي يعرفها عالمنا العربي بنسب متفاوتة، والتي كان من آثارها الإفراج عنا وإنهاء ما وقع علينا من ظلم، لم يكن مقبولا بعد كل هذه التغييرات والتحولات التي عرفها العالم استمرار هذا الظلم الصارخ،

والجور الظاهر.. لكن الأكيد أن هناك عوامل أخرى ساهمت في هذا الأمر، ولذا وجهنا الشكر لكل من كانت له يد في هذا الإنجاز.

  • ألن تتخذوا سلفيي مصر نموذجا مثلا؟.. لعلكم في الانتخابات المقبلة تتقدمون للانتخابات البرلمانية كما فعلوا هم، وفازوا بالمرتبة الثانية؟..ما الذي يميزكم عن سلفيي مصر في هذا الباب؟

الفرق بيننا وبين مصر واسع جدا، ولا مجال للمقارنة، لا من حيث التاريخ الدعوي للحركة الإسلامية، ومدى التحامها بالشعب خلال العقود الفارطة، ومدى تحقيقها لشعبية واسعة، ولا من حيث الطاقات الهائلة التي تمتلكها هذه الحركات، ولا من حيث الإمكانات المادية المتوفرة، ولا حتى من حيث السياق السياسي الذي يوفر قدرا لا بأس به من الشروط اللازمة لاقتحام مثل هذا العمل. ولهذا أرى أن المقارنة نوع من السطحية الفكرية، وقلة الإدراك بالواقع ومتطلباته وإكراهاته.

التدافع بين السلفيين والعلمانيين

 

  • هناك حاليا تدافع وتجاذب بين طرحين أو تيارين مختلفين في المغرب، الإسلامي والعلماني الحداثي.. وقد بادر الشيخ الفزازي إلى محاورة بعض رموز التيار العلماني.. كيف تقيم أنت هذا التجاذب الحاصل بين التيارين، وماهي مآلاته الفكرية والعقدية والسياسية في البلاد؟

هذا تجاذب قديم، وهو من التدافع الكوني والشرعي، الذي لا بد منه ولا مناص عنه، فالتدافع سنة كونية وشرعية، (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، وما من صاحب مشروع إلا ويدفع لنجاح مشروعه، وإثبات نجاعته وصلاحيته، فكان لا بد لذلك من المحاورات والمناظرات، والموائد المستديرة والنقاشات، على أن الربيع العربي، وما فتح من أجواء الحرية، رفع سقف هذا التدافع، وبلغ حد الخوض فيما كان خطا أحمر قبل ذلك، وهكذا سمعنا من يطالب بعلمنة الدولة دستوريا، وعدم النص على رسمية الإسلام دينا للدولة، وسمعنا من يطالب بالنص في الدستور على حرية المعتقد، بل يهدد بالنزول للشارع في محاولة للإجهاض على ما تبقى من أحكام إسلامية في القانون، من قبيل المواريث والتبني والإجهاض وغيرها، ولهذا يكثر الحديث اليوم عن الحريات الفردية، وتتعمد بعض الجهات طرح هذا الموضوع للنقاش، لتهيئ المجتمع لأي تغييرات في هذا الباب، دون أن ننسى النقاشات حول الثقافة والفن، وحرية الإبداع، ومدى إمكانية تقييدها بالضوابط الشرعية والقيم المجتمعية، أو إطلاقها على عواهنها، وكل هذا من التدافع الطبيعي بين مرجعتين مختلفتين، وتصورين متباينين.. وخوفي هو من استقواء التيار العلماني بجهات غربية لفرض إراداتها على الشعب المسلم الأصيل، الوفي لهويته وقيمه ودينه، وإن كان زمن فرض الإرادات في طريقه ليولي دون رجعة.

  • يتم الحديث كثيرا عن كون السلفية في المغرب تيارات.. تيار يمثله الشيخ المغراوي، وتيار يمثله الفزازي وأنت والحدوشي والكتاني.. وتيار لا زعيم روحي أو شيخ يقوده.. ما ردك بخصوص هذه الأطروحة؟

 

هذا بعيد عن الدقة، ولست من يصنف نفسي، أو يضعها في خانة معينة، أترك ذلك للمتابعين والصحفيين الجادين الذين يحرصون على الدقة والمهنية والموضوعية، ويمكنهم ذلك من خلال مقارنة الأفكار والمواقف والتوجهات.. أنا شخصيا لا أؤمن بالفكر الموحد، نعم هناك اتجاه إسلامي عام، لكن في الاختيارات والترجيحات ليس لي من توجه أو تيار سوى الحق الذي يظهر لي بغض النظر عن قائله أو مصدره.. وشعاري الذي أرفعه دوما هو إيثار الحق على الخلق، في رد كل المذاهب والأقوال إلى المذهب الحق..

 أنا لست إمعة ولا عبدا لفكر أي أحد، أحترم الجميع وأقدر الجميع، لكن أوسع دائرة الحق، وأرجح ما بدا لي صوابا من أي مصدر كان، دون أي تحزب أو عصبية، ولا ألزم برأيي أحدا، ولا أرى أنه الحق المطلق الذي ليس بعده إلا الضلال، بل أحترم رغبة الجميع في بلوغ الحق، مهما اختلفت معهم، ما دمت متأكدا من سلامة القصد وإخلاص النية لله تعالى، وأرى أن المدارس والتيارات والفرق ما دامت صادقة في رغبة الحق فهي معذورة حتى وإن أخطأت الصواب، ووجودها أمر مطلوب وصحي، ما لم تتحول لعصبيات وحزبيات تتناحر فيما بينها، ويبغي بعضها على بعض، والحق قد تفرق في الأمة، وليس لأحد ادعاء احتكاره أو الاختصاص به.

 

صعود الإسلاميين

  • صعد الإسلاميون في عدد من البلاد العربية مثل تونس ومصر وليبيا والمغرب، رغم أنه صعود مشروط بسياقات سياسية معروفة.. ما هي قراءاتك سياسيا وشرعيا لصعود الإسلاميين بعد الثورات العربية؟

 

صعود الإسلاميين في ظل أجواء شبه نزيهة، هو أمر كان متوقعا بل مؤكدا، لأن الشعوب الإسلامية متعاطفة بفطرتها وأحاسيسها مع الإسلام، ومع كل من يمثله أو يرفع شعاراته، أما عن قراءتي الشرعية فهذا أمر اجتهادي تقديري، تتفاوت فيه الأنظار والرؤى، ومن رأى اقتحام هذا الباب وترجحت له المصالح على المفاسد، وتبين له ضرورة اقتحام الباب، والمزاحمة من داخل المؤسسات، فهذا اجتهاد شرعي أحترمه، له تأصيله ومأخذه ومشروعيته، فليس لدي أي اعتراض شرعي.

 بالنسبة للقراءة السياسية الأمر يختلف بين هذه البلدان، تونس وليبيا ومصر سقط فيها الاستبداد والفساد بشكل كبير جدا، وخوض الإسلاميين لهذا الباب فرصة تاريخية قد لا تتكرر، والإحجام عنها أراه خذلانا للشعوب، وإن كنت أعتب على بعض الحركات الإسلامية التي وصلت للحكم ترددها في تطبيق أدنى ما تعبر عنه الحركات الإسلامية، حين يرى البعض التنازل عن التنصيص على رسمية الإسلام دينا للدولة، مع أنه مطلب شعبي.. لا أفهم هذا حقيقة، لقد آن للحركات الإسلامية أن تقدم منهجها بكل وضوح، وتعلن عن مشروعها بكل شفافية، مادام عهد الإملاءات قد ولى وانتهى، وعهد الإرادة المستقلة قد أزف.

أما الحالة المغربية فتختلف، حيث الإصلاحات على أهميتها لم تصل بعد للمستوى المأمول، وخيوط اللعبة السياسية مستعصية على التحكم، والإرادة لا زالت بعيدة عن الاستقلال، وبالتالي المشاركة في ظل هذه الظروف مغامرة لا أدري إن كانت محسوبة أم لا، إن كانت ستقوي الحركة الإسلامية أو ستضعفها، إن كانت ستزيد شعبيتها أو ستنقصها.. الأيام كفيلة ببيان ذلك كله، وليس لي منهم شخصيا سوى الدعاء بالتوفيق والسداد.

  • في الأخير.. ما هي توقعاتك لحكومة حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي في المغرب، ومدى فرص نجاحها في كسب الرهانات والتحديات الضخمة التي تقف أمامها؟

 

الأمر أعقد من أن يقدم المرء توقعاته بهذا الخصوص، فالتحديات كبيرة، والعوائق شائكة، والإكراهات معقدة، لكن أتوقع أن إخلاص القوم، وتربيتهم في أحضان الحركة الإسلامية، بما في ذلك من حمولة إيمانية، مع وجود أطر لها من الكفاءة ما يؤهلها لمثل هذه المهمة، كل ذلك يجعلني متفائلا، وإن كنت أرى أن جيوب المقاومة لن تسمح بكل الوسائل لهذه التجربة أن تنجح، وعلى الحزب التيقظ والحذر، وعدم الوقوع في هذه المطبات، وهم لهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم متيقظين لكل هذه الإكراهات..

وأسال الله تعالى ألا يخيب ظن الشعب فيهم، لأن فشلهم لا قدر الله تعالى فشل للمشروع الإسلامي والحركة الإسلامية.

 

أخبار ذات صله