fbpx
ثورة الجنوب وترددات الفضاء .. هل نحن فعلاً بحاجة إلى قنوات فضائية ..!! رائد علي شائف

 

منذ انطلاقة الثورة الشعبية الجنوبية مطلع العام 2007م  وحتى يومنا هذا وما يزال الاعلام الجنوبي يراوح مكانه دون تقدم يذكر فيشكر في سبيل ايصال صوت احرار الجنوب الى  مرئ ومسمع العالم اجمع  في ظل تجاذبات داخلية وخارجية طغت على مسار الثورة التحررية وجعلها الاعلام مجرد صدى يعود بأصواتنا الينا دون ان يصل للآخرين ..!

ومنذ  اولى فعاليات الحراك السلمي الجنوبي  قبل أكثر من سبعة أعوام وشعبنا يهتف ويصدح بأعلى صوته في مختلف الميادين والساحات الجنوبية ومع ذلك فأن صدى ذلكم الصوت لم يجتاز المسافات البعيدة عن محيطنا الجغرافي الممتد من المهرة الى باب المندب  في ظل اعلام عاجز عن ايصال ذلك  الهدير الصادح الى الغير من خلال الاكتفاء بمخاطبة الشعب المنتفض ذاته  والتقوقع في ذات المحيط  ..!

الأدهى والأمر من ذلك أن تجد اعلامنا – مع الاسف الشديد – يبرع في صناعة التناقضات وتضخيم الخلافات التي تزيد من توسيع الهوة السحيقة بين أبناء الشعب الواحد بل ويصدر الينا – بقصد أو بدون قصد – ثقافة تمجيد الاشخاص والانغماس حد الوله في التسبيح بحمدهم بعيداً عن  الولاء الجامع للجنوب وقضية شعبه الذي ينزف يومياً بفعل غطرسة وغلو وهمجية احتلال بدائي عاث فساداً وتنكيلاً وتدميراً بمقدرات شعب الجنوب ( الأرض والانسان ) ..!

إن ثورة بحجم ثورة شعب الجنوب وتضحيات كتلك التي يقدمها أبناء الجنوب الأحرار  بحاجة  ملحة الى اعلام فضائي ينقل تلك المعاناة اليومية ويفتش بين السطور عن حيثيات الهم والوجع الجنوبي المستمر  ويجعل من الصراخ الشعبي المتواصل  عنوانا  ومرتكزاً يعمل على ( نكز ) المنظمات الحقوقية والانسانية العربية والعالمية ويوقظ دول الاقليم والعالم من سباتهم الطويل وغفلتهم تجاه معاناة اخوانهم في أرض الجنوب ..!

ومن هذا المنطلق فأنه حرياً برجالات الجنوب وميسوريه أن يتداعوا لإحداث نقلة هامة في المجال الاعلامي الجنوبي عن طريق المساهمة في إنشاء قنوات فضائية  تكون منبراً حراً لشعبنا العظيم وفضاء مفتوحاً لتسطير نضالاته ونقل معاناته  ليسمع من به صمم  حجم التضحية ومقدار الزخم الثوري الجنوبي المنادي بالتحرير والاستقلال دون سواه من الحلول المنتقصة الأخرى ..!

إن شعب الجنوب يضم بين جنباته آلاف الشباب المؤهلين والقادرين على البروز الاعلامي المشرف والعمل  لخدمة القضية الجنوبية  بعيداً عن الاملاءات السياسية أو التحيز المناطقي  أو الفئوي الشخصي  كما نراه اليوم – مع الاسف الشديد – يتجلى للعيان في اعلامنا الجنوبي ويجعل منه مطية لتلميع اشخاص وكيل البذاءات لآخرين  لمجرد الاختلاف في الرؤى  ليس إلا ..!

ونحن اذ نسطر هذه الكلمات فإننا نعتبرها فرصة لتوجيه النداء لكل من لديه القدرة على دعم الاعلام  بأن يعطوا الشباب فرصتهم في تفجير مواهبهم وقدراتهم الابداعية   من خلال الاعتماد على  افكارهم وحماستهم وعطائهم الذي لا تشوبه أدران وعقد الماضي ولا خلافات القيادات الديكورية التي جربها شعبنا مراراً وتكراراً دون تقديم أدنى تطور  يذكر للجنوب  وقضيته حتى اللحظة  ، فالشباب هم اساس الثورة وعنفوانها وبهم دون غيرهم سنصل الى الهدف المأمول بمشيئة الله تعالى بعيداً عن تلك العقول التي لا تحمل سوى الافكار الأحادية والمتصلبة ..!

إننا اليوم امام احداث دراماتيكية متطورة يوماٌ بعد يوم في كل ربوع وطننا الجنوب . ومن المنطقي والطبيعي أن نشهد تنافساً اعلامياً راقياً يتميز في نقل الأحداث الساخنة التي تشهدها الساحة الجنوبية ويعبر عن قضايا وهموم ومشكلات أبناء الوطن، لا إعلام السلطان الذي يتحدث باسمه ويمجد مواقفه.

ولهذا نكرر النداء ونطالب بإنشاء قنوات فضائية جديدة تسهم في خدمة الثورة الجنوبية وتعمل على توحيد الصف ونبذ الفرقة والاختلاف والابتعاد عن مفردات التخوين والتبعية والإقصاء فالجنوب أهم وأعم  وقضية الجنوب أشمل وأكمل .. وبالشباب فقط يصنع المستقبل ..!