fbpx
الجارديان البريطانية : الأمريكيون يرفضون ضرب سوريا
شارك الخبر
الجارديان البريطانية :  الأمريكيون يرفضون ضرب سوريا

يافع نيوز – متابعات خارجية

أعلنت الولايات المتحدة أنها سئمت من المشاركة في الحروب الخارجية، ولذا فإنها لن تلعب أي دور في أي حروب إقليمية مرة أخرى، وربما درست واشنطن التراجع عن هذا الموقف مرة أخرى، فخلال التاريخ الطويل من الخطب السياسية للرؤساء الأمريكيين، كانت السياسة الخارجية تعد أحد أبرز المحاور، ولكن أثناء أحد الخطابات للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعلن أن قرار الكونجرس بالتصويت على أي عمل عسكري في سوريا، تم تأجيله، نظرا للتوصل إلى صفقة في جنيف بشأن وضع الأسلحة الكيماوية الدولية تحت الرقابة الدولية.
خلال الفترة الأخيرة شهدت الجهود السياسية المرتبطة بالأزمة السورية، العديد من المنعطفات، ولكن الجهود السياسية المتعلقة بالتحقيق في استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيه في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، تشير إلى تخبط السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بل إن أوباما أثناء الخطاب الذي ألقاه من مدينة جيتسبرج الأمريكية، استشهد بفقرة أرسلها إليه أحد الجنود المتقاعدين من الخدمة في الجيش الأمريكي، حيث أشار ذلك الجندي إلى أن الولايات المتحدة أرهقت كثيرا من خوض الحروب في الدول الأخرى.
إن الرئيس الأمريكي يبدو أكثر حذرا من أن يتعرض للتضليل بسبب المعلومات الزائفة التي قدمتها المخابرات الأمريكية عن صدام حسين الرئيس العراقي عام 2003، حيث ادعت تلك المعلومات استمرار العراق في إنتاج أسلحة الدمار الشامل.
كما أن الأمريكيين لا يهتمون بما إذا كانت القوات السورية قد استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، فقد أشار استطلاع للرأي العام شاركت فيه هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالتعاون مع شبكة سي بي إس CBS الإخبارية، إلى أن ما لا يقل عن 75% من الأمريكيين، يرون أن من المحتمل إقدام النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية، ومع ذلك شدد الأمريكيون الذين شاركوا في هذا الاستطلاع، على رفض استخدام القوة العسكرية في الرد على النظام السوري، رغم مطالبة أوباما بعمل عسكري ضد القوات الموالية لنظام بشار الأسد.
إن معظم الأعضاء في الكونجرس بمجلسيه، الذين تابعتهم مؤخرا عبر المؤتمرات الصحفية التي بثتها شبكات الإخبارية الأمريكية، قد أظهر رفض التورط في عملية عسكرية ضد سوريا، باستثناء ثلاثة أو أربعة من الأعضاء في الكونجرس، بل يشدد هؤلاء الأعضاء على أن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة منذ عام 2001 في أفغانستان وبعد ذلك بعامين في العراق، لم تحقق أي نتائج طيبة بالنسبة للدول في منطقة الشرق الأوسط، بل إن تلك الحروب تكلفت عدة تريليونات من الدولارات.
ونتيجة لذلك، استمر الأمريكيون في فقد وظائفهم ومنازلهم، فضلا عن الخسائر من القتلى والمصابين، وفي الوقت الذي كانت النفقات العسكرية على الحروب تواصل الارتفاع، تعرضت البنية الأساسية الأمريكية للانهيار، وهنا تبدو المفارقة فالرئيس أوباما خطط حملته الانتخابية للفوز بفترة الرئاسة الأولى، من أجل إنهاء عشر سنوات من الحروب الخارجية، ولكنه في فترة رئاسته الثانية يسعى إلى مساندة هذا النوع من الحروب.
وكان أوباما يروج لمقولة إنه يسعى إلى التركيز على توفير منازل للأمريكيين بدلا من إهدار الموارد الأمريكية على تمويل حروب غير مجدية، لذلك تمثل المبادرة التي تقدم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والتي أسهمت في التوصل إلى اتفاق في جنيف بشأن وضع الأسلحة الكيماوية في سوريا، ضربة قاسية للسياسة الخارجية الأمريكية، إذ إن روسيا التي يفترض أنها المنافس التقليدي للولايات المتحدة، تدخلت من أجل إنقاذ هيبة وكرامة واشنطن، بدلا من التعرض للمزيد من الانهيار في الملف السوري العويص.
*صحيفة الجارديان البريطانية

أخبار ذات صله