fbpx
القبيلة الجنوبية ودورها في مجريات الحراك الجنوبي السلمي

القبيلة الجنوبية ودورها في مجريات الحراك الجنوبي السلمي ”
بقلم / سعدان اليافعي
المجتمعات العربية منبعها ومنشئاها كيان اجتماعي كبير يسمى القبيلة التي يتشرف الجميع بالانتماء إليها .
من خلالها يرتسم ملامح تلك الدولة التي تنطوي تحت إطارها القبيلة بمسمى دولة مدنية دولة النظام والقانون او دولة القبيلة ، نموذجين عربيين كان لهم الدور في ما حدث بالوطن العربي من ربيع وصحوة ثورية في العام المنصرم ومنها لا زال حتى اللحظة وستستمر إلى ما شاء الله .
فقد وقفت القبيلة في النموذج الليبي وانتصرت لما كانت تمثله الكيان القبلي ودورها في النظام في هذا الوطن وأصبحت الدرع الواقي للنظام تحسبا لأي طارئ يهدد كرسي العرش من أي انقلاب عسكري والذي يحدث من قبل الجيوش الوطنية ، فقد حدث في ليبيا العكس عندما استطاعت القبائل من الانتصار للشعب ودحر فلول الكتائب الموالية للدكتاتور ألقذافي حينها .
وهكذا النموذج اليمني فبانضمام القبائل إلى ثورة الشاب وتركها لسيدها وراعيها صالح والذي من خلالها كان يحكم وطنه ولتلك القبائل اليد الطولى في رسم سياسة اليمن بل توجه الرئيس القبلي لتنفيذ ما تريده وهذا ما كشفها الإخوة الأعداء والخصماء خلال هذه الفترة ، عندما تخلت عنه تلك القبيلة .
فالقبائل في العديد من الأقطار العربية تعدد دورها فمنها من لها دور ظاهري في الدولة كالنموذج اليمني والليبي ومنها بعيد عن المشهد السياسي وهي تمارس نمطها التقليدي كقبائل محافظة لها عاداتها وخصائصها العرفية بعيد عن ما يحدث في السياسة مثل قبائل دول الخليج وشبة الجزيرة العربية .
لكن ما يهمنا هنا هو القبيلة في الجنوب ، أين دورها ؟ وهل في الجنوب قبائل ضمن مكونها القبلي والمناطقي ؟ وهل لا زالت في المجتمع الجنوبي حاضرة ؟ وهل تنظر إلى خضم ما يحدث في الجنوب من ثورة وتستطيع قلب المعادلة مثلها مثل تلك القبائل العربية في الوطن العربي.
أرى في الجنوب من رأيي الشخصي وبحكم موقعنا في القرب من تلك القبائل في شبة الجزيرة العربية ودول الخليج إن القبائل الجنوبية لم يكن لها حضور ظاهري قوي بل صارت قبائل هامشية ليس لها دور نضالي كما يجب وتفرضه على المرحلة في هذه الثورات الحالية من هذا القرن .
بما يعرف عن دور القبائل هو العنف واستخدام السلاح لتنفيذ المطالب ، إلا إن هذا يعتبر لصالح القبائل الجنوبية وتعذر في هذه الثورات التي حدثت في الوطن الجنوبي والتي انتهجت السلمية في نضالها ليصل الشعب إلى هدفه ومبتغاه حتى لا تكون في تناقض في دورها وما يعرف عن القبيلة وهذا مبرر في عدم الظهور في الشهد السياسي الجنوبي بقوة كنظرائها من قبائل الشمال والتي قد تعطي مبرر للرأي العام بان سلمية ثورة الشمال شابها بعض العنف تحت ذريعة القبيلة المسلحة هناك .
قد يقول قائل هذا إجحاف بدور القبائل الجنوبية في الأزمنة الغابرة عندما حققت النصر وطردت الاستعمار البريطاني والزيدي .
نعم هذا دور مشرفا وهذا ما نريده الآن ونحن الشباب الذين في الميادين لم نأتي من كوكب المريخ بل انتمائنا قبليا ونعود لأصول وفصول قبلية ونتواجد في الثورة بأسماء منظماتنا وكياناتنا الخاصة وليس باسم قبائلنا ولكن ما اعنيه إن تلك القبائل من المستحسن إن يكون دورها أكثر من ذلك بكثير وضمن إطارها القبلي لدعم مسيرة الشباب التحررية في الجنوب .
فدور العديد من المشايخ والسلاطين في الجنوب متذبذب رغم إيمانهم بالحق الجنوبي في استعادة ذلك الحق .
حكي لنا في كتب التاريخ ما عملته القوى الرجعية قديما من سحق القبيلة في الجنوب وقامت بتطويعها ضمن إطار الدولة المدنية ومؤسساتها وتعتبره القبائل ” سوايجاب ” لأنه افقدها هيبتها وقوتها لكنه بالمقابل حولها إلى قبائل عصرية متفتحة على الجميع وتقرءا ما يدور حولها من متغيرات