fbpx
هل نقول على نفسها جنت براقش في لودر ؟

هل نقول على نفسها جنت براقش في لودر ؟

الشيخ / عقيل السنيدي

 

من ما نلاحظه ونلمسه هذه الأيام هو تسارع الأحداث من كل حدب وصوب في اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص , وسوف نستعرض تطورات هذه الأحداث في المحافظات الجنوبية على وجه التحديد , وتتكون العناصر المتصارعة من أربعة أقطاب هي على النحو التالي:-  القطب الأول هو تنظيم القاعدة أو بما يسمى أنصار الشريعة وبعض المؤيدبن لنهجهم , القطب  الثاني هم القبائل الجنوبية أو من يمقت تصرفات أنصار الشريعة من رجال القبائل ,

القطب الثالث هم الحراك الجنوبي المنتمين للحزب الاشتراكي حاليا ويعلنون ذلك صراحة والبعض الأخر ينتمون للاشتراكي ولكن لايجرءون الإعلان عن ذلك لغرض في نفس يعقوب, القطب الرابع الحكومة اليمنية ومن يقوم بمساندتها , بما يسمى بالصحوات مثل ما حصل بالعراق حيث تم تشكيل مقاتلين الصحوات من القبايل لحماية المدن الكبيرة من الإرهاب ,

إذا نظرت نظرة سليمة وعقلانية  لما يجري من حولنا من قبل هذه الأقطاب تجد إن كل قطب  لا يتفق مع القطب الأخر ,  سواء كان هذا الاختلاف بالأهداف والمبادئ  والعقيدة وتقرير المصير , كل قطب من هذه الأقطاب تحارب الأقطاب الاخري , من اجل أن تنفرد بالقرار وان تعمل جاهدة للسيطرة على الساحة الجنوبية , لان الأراضي الجنوبية ألان أصبحت خصبة لمن عنده مشروع خاص يستطيع إن ينشره  بعد أن يسيطر عليها بسبب وجود الفراق الأمني المتعمد من قبل الدولة بحيث أصبحت الجنوب واحة لإقامة المشاريع المخططة لكل طرف من الأطراف , كل هذا تسبب فيه النظام السابق وربما الحالي الذي يحكم اليمن بشطريه كناية بالجنوبيين , والأغرب من ذلك فقد تتوحد بعض الأقطاب مع بعضها البعض لمصلحة مشتركة فيما بينهما  مؤقتا وسرعان ما تنهار هذه العلاقة لانتهاء المصلحة , وبعض الأحيان تتقاتل بعض الأقطاب مع بعضها البعض , إذا بدأنا نقيم  الحراك الجنوبي وعلاقته بالنظام , نجد أن الحراك الجنوبي يكره النظام  ويرفضه وحاربه لما ارتكبه من مجازر ومظالم وحقوق سلبها وحرمات انتهكها ضد أبناء الجنوب , حيث بدا النضال هذا من بداية 97 وربما قبل ذلك سلميا عبر المسيرات الجماهيرية في عموم المحافظات الجنوبية تخللها قتل وسجن وتشريد بعضا من أبناء الجنوب على يد  الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبعض العناصر الأمنية الأخرى في الدولة , وكان الإخوة بالحراك السلمي الجنوبي ينعتون الشطر الشمالي بالجمهورية العربية اليمنية وان الشمال قد احتل الجنوب وأصبحت دولة محتلة بحجة أن الوحدة قد تم القضاء عليها في حرب صيف عام 94 التي قام بها نظام الشمال ضد الجنوب , والى قبل أيام قلائل نسمع ونقرأ لكبار المسؤلين بالحراك الجنوبي بان قوات الجيش والحرس الجمهوري والأمن المركزي وحتى القوات الأمنية والأمن القومي التي تحافظ على النظام والأمن وتسيير المركبات بالشوارع كل هذه مجتمعة هيا قوات الاحتلال الشمالي ويا ويل ويلك ويا سواد ليلك إذا قلت غير هذا الكلام , ابسط إجراء يتخذونه ضدك هو الشتم والسب والتخوين ,  أما أنصار الشريعة فمنهجهم واضح من الدولة والقبائل  هم يكفرون كل من كان  على هرم السلطة العسكرية بحجة أن الحاكم قد كفر لأنه يتبع أوامر أسياده الأمريكيين والغربيين ومن هو على شاكلتهم , كذلك يأخذون على الحكام محاربة الإسلاميين أين ما وجدوا بحجة مكافحة الإرهاب وان قتل العساكر المدافعين على الحكام هو حق مشروع , طبعا حسب تصورهم , لان الجندي هو من يقف أمامهم للوصول إلى الحاكم , أما علاقتهم بالقبايل فهي علاقة شد وجذب علاقة مبنية على المصالح المتبادلة , يحترمون القبائل لان معظم أفراد أنصار الشريعة هم من القبائل : يشترطون على القبائل الخروج عن طاعة الحاكم وكذلك العمل وفقا بما جاء به الكتاب والسنة كانت العلاقة بين القطبين جيد, بدأت اسرد لكم بعض المؤثرات التي كانت سابقا , والآن استعرض ما يحصل ليوم في منطقة لودر محافظة أبين , حقيقة الأمر أشاهد العجب لما يحصل حيث اقتلبت الموازين والأفكار والتوجهات  والتسميات بين هذه الأقطاب , أعداء الأمس اصبحو أصدقاء اليوم بلا منازع ,كلمة الاحتلال اختفت اليوم في لودر من قبل الجنوبيين حيث تحالفت القبيلة والحراك الجنوبي والسلطة المتمثلة بنظام صنعاء ضد أنصار الشريعة : حيث كثرة الأصوات الداعية لنصرة لودر من قبل الحراكيين وبالفعل لبى عدد كثير لهذا النداء وهم الآن يقفون صفا واحدا مع الجيش الذي كان جيش الاحتلال قبل أيام قلائل  لمقاتلة أنصار الشريعة في لودر , بصراحة تولدت بعض الشكوك من أبناء الجنوب لهذا التصرف الذي من شانه ضياع القضية الجنوبية تحت ذريعة محاربة القاعدة , قبل حادثة لودر لم يكن للجيش سوى كتيبتين للواء 111 فقط خارج مدينة لودر , اللجان الأهلية كانت هي المسيطرة على كل شي في لودر تسير أمور المدينة , أنصار الشريعة لم يعتدون على المدينة إلا بعد أن باغتهم المواطنين في المعسكرات التي سلمها الجيش لأنصار الشريعة وهرب منها خالي الوفاض ,بعدها احتدمت المعركة بين الطرفين , الآن عزز الجيش بقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وعدد كبير من قوات النخبة  وسوف تلحق ألوية كبيرة مجهزة بأنواع الأسلحة الحديثة بحجة محاربة القاعدة , أما القاعدة فقد ارتكبوا خطا فادحا بهجومهم على المعسكرات بدون التنسيق مع أبناء القبايل والمتوقع رفضهم لهذا التصرف الأحمق من قبل أنصار الشريعة  , حيث سيطرة نشوتهم السابقة في دوفس والحرور وفي حضرموت , جعلتهم يتصرفون وهم مغمضي العيون لايدركون الأفعال وردة الفعل ,لم يتوقعون أن القبايل تثور ضدهم بتكرار ما حصل في دوفس والحرور في أي منطقة أخرى لان أماكن تواجد هذه القوات في نطاق حدود  قبيلتهم وهم مكلفين بحمايتهم من أي اعتداء خارجي , الشي الثاني الذي لم تفهمه ولم تأخذ فيه جماعة أنصار الشريعة أن من يرأس الدولة اليمنية والقائد الأعلى للقوات المسلحة هو عبد ربه منصور من أبناء هذه القبل وكذلك من يرأس وزارة الدفاع هو احمد ناصر  من أبناء دثينه أيضا ,كذلك كوكبة من القادة والضباط والجنود وصف ضباط  يعملون تحت إمرة الرئيس والوزير من أبناء هذه المنطقة , خسرت القاعدة خيرة قادتها ومجموعة كبيرة من ينتسبون إليها بهذا التصرف الأحمق . بتصرفها هذا أصبح توم وجيري واكل العظام  حبايب  يأكلون ويشربون من مخزن واحد مع بعض ويقاتلون مع بعض , اختلط الحابل بالنابل  , تعرفون من المستفيد من كل هذا ؟    المستفيد الأول هو   الرئيس هادي حيث أرسل رسالة إلى كل القبايل اليمنية بان عندي قبيلة أيضا تضاهي قبلكم وقت اللزوم  فيها من المقاتلين الأشاوس  , أستطاعوا أن يخرجون القاعدة بأقل تكلفة وبفترة زمنية محدودة بينما عجز عن ذلك الجيش النظامي باسلحتة الكبيرة وكثافة أفراده وينطبق على الوزير ناصر بكونه من نفس القبيلة  ,  المستفيد الأكبر هي حكومة الوفاق حيث أنها برهنت للعالم بان الجيش اليمني قد استعاد قوته وسيطرته على بعض المناطق التي خرج منها , بالمحافظات الجنوبية , وسوف تلحقها سيطرة على باقي المناطق حيث تعزز معسكراتها بقوات النخبة واحدث الأسلحة على جماجم رجال القبايل ,  المستفيد الثالث هم الأمريكيين الذين نجحوا أن ينقلون الحرب من أمريكا إلى اليمن بحجة مكافحة الإرهاب  , نجحوا بإشعال الفتنة المبرمجة بمساعدة ومباركة النظام  كي  نتقاتل فيما بيننا البين وهي متفرجة وحامية للنظام الذي ترك لها الأرض والسماء تفعل بهما كيفما شاءت , تقتل من تريد وتشرد من تريد وتنصب الحاكم و من تراه مناسبا لها لتنفيذ أجندتها  من رجال  الدولة

اما الخاسرون هم الحراك الجنوبي أولا حيث من المتوقع أن تستخدم هذه القوات ضد نشطاء الحراك بحجة فرض هيبة الدولة وترسيخ الأمن والنظام  ومكافحة الإرهاب , الخاسر الثاني هم أنصار الشريعة بما فقدو خيرة مقاتليها على رهان خاسر لم يحسب له جيدا, الخاسر الثالث هم قبايل لودر عند ما اندفعوا فجأة ضد أنصار الشريعة بدون مفاوضات مسبقة لحل الإشكاليات التي حصلت في لودر سلميا حيث قتل من أبناء لودر خيرة رجالها  بسبب تهور قادة اللجان التي تديرها  , وربما تم تشكيل هذه اللجان على قرار الصحوات بالعراق لمحاربة القاعدة حتى نجحت العراق في جعل الصراع بين القبايل (الصحوات) ورجال القاعدة بحيث تدين هذه اللجان للرئيس  هادي  لأنه منها , أو خاضعة  لتوجيهات من أحزاب اللقاء المشترك وخاصة إذا كان من يرأس هذه اللجان يلبسون العمامة القبلية لتنفيذ أجندة حزبية  , وربما من يمقتون تصرفات أنصار الشريعة ، ترى ما ذا تخبئ لنا الأيام القادمة ؟

كل همي وخوفي على الجنوب والقضية الجنوبية من أن نرجع إلى المربع الأول  بعدها لا يفيد الندم والعاقل من اعتبر  , والمؤمن لايلدق من الجحر مرتين بعدها نقول على نفسها جنت براقش بما يسمى بالصحوات مثل ما حصل بالعراق ,

والله من وراء القصد  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة ,

استميح القراء عذرا لأنني لم انشر الجزء الثاني والمتضمن العنوان الأتي :- (في أسباب رفض بعض العلمانيين بالحراك الجنوبي للإسلاميين والنتائج المترتبة على ذلك )  إلى الأسبوع القادم إنشاء الله تعالى