fbpx
الرئيس البيض للسفير اللبنانية : شعب الجنوب يطالب باستعادة دولته وليس بالانفصال وعلى الاحتلال اليمني ان يرحل
شارك الخبر

 يافع نيوز – السفير

يصر الرئيس الجنوبي علي سالم البيض على الاستقلال التام  لا الانفصال، فجنوب اليمن بالنسبة إليه دولة محتلة تحولت إلى مكان تمارس فيه أسوأ الجرائم، ليتحول مع الوقت إلى ملجأ لـ«الإرهاب»، خصوصاً لتنظيم «القاعدة»، وبمساعدة من نظام صنعاء.

 يرفض البيض الحوار الوطني اليمني، فنتائجه معروفة مسبقاً وفقاً للمبادرة الخليجية، وهي الإبقاء على الوحدة بين الشمال والجنوب.

حوار  : السفير البنانية

1 – في ظل التناقضات على المستوى السياسي وفي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، هل ترون أن اليمن على حافة الانفجار؟
الوضع الحالي يتحدث عن نفسه. ما وصلت إليه الأمور من تعقيد برغم الجهود والحلول الترقيعية والمبادرات، وآخرها «المبادرة الخليجية» وما يسمى بمؤتمر الحوار، أثبت الواقع فشلها، ناهيك عن الوصاية الدولية والإقليمية، ومؤتمرات ما يسمى «أصدقاء اليمن» المتتالية، والدعم، والضخ المالي للنظام الحاكم، كل ذلك لن يأتي بأي نتائج مطلقاً.
وفي هذه الحالة، لا بد من النظر إلى جذور الأزمة، أي حرب العام 1994 واحتلال الجنوب والانقلاب على مشروع الوحدة التي أقيمت بين دولتي الجنوب والشمال.
نظام صنعاء قام بتفجير الوضع عسكرياً في تموز العام 1994. ومنذ ذلك الوقت، والوضع متفجر. وتحول الجنوب إلى غنيمة وضيعة للنهب والاستباحة، تُمارس على أبنائه أبشع الجرائم بالقتل والنهب والسلب، وهذا عكس نفسه على مناطق الشمال التي استفرد فيها النظام وأدار على أراضيها حروباً عبثية، واستقوت عناصر الإرهاب السياسي و«القاعدة» ووجدت مناخاً وبيئة خصبة تتحرك فيها، بعدما منحها نظام صنعاء قطاعات نفطية واستثمارات في مجالات عدة خصوصاً في الجنوب.
لذلك، فإن عدم الوصول إلى حافة الانفجار يتمثل في الاستقرار باستعادة الجنوب. ونطالب من إخواننا في الجمهورية العربية اليمنية عدم المكابرة والاعتراف بواقع الأزمة المتمثل في احتلال دولة الجنوب.
2  – ماذا عن اتساع رقعة الخلافات داخل «الحراك الجنوبي»، بين مطلبكم بالانفصال التام، ومطلب بعض فصائل الحراك المشاركة في الحوار الوطني بفدرالية؟
شعب الجنوب يطالب باستعادة دولته لا بالانفصال، لأن الجنوب أرض وهوية وشعب وتاريخ ودولة، وليس إقليماً أو محافظة تابعة للشمال. أما بالنسبة الى الخلافات، فلا توجد أي خلافات، وإنما توجد تباينات، وهذا أمر طبيعي في العمل السياسي. و«الحراك» كحركة شعبية سلمية، وليست حزباً، عبّرت عن مطلبها في المليونيات والحشود غير المسبوقة، التي تمثّلت بخروج نصف سكان الجنوب إلى الشارع، بطريقة سلمية، للمطالبة بالاستقلال. هذه هي الإرادة الشعبية الجامعة التي يفترض على وسائل الإعلام التركيز عليها، ورفع الحَجْرِ والتعتيم الإعلامي المفروض على هذه المشاهد السلمية.
في الشارع الجنوبي، لا توجد خلافات حول الهدف المتمثل باستعادة الدولة المستقلة، والذين شاركوا في حوار صنعاء (الحوار الوطني)، قلة قليلة، وكانوا يأملون بتحقيق بعض الانجازات للقضية، لكنهم وصلوا إلى طريق مسدود، حيث أن مخرجات الحوار اليمني معدة سلفاً ومحكومة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تؤكد على وحدة اليمن.
-3 –  كيف تقرأون الاعتذار الذي قدمته حكومة اليمن إلى الجنوبيين والحوثيين، وحملت فيه النظام السابق مسؤولية الحروب التي شنت ضدهم؟
بالنسبة لما سمي اعتذاراً، حدّدنا موقفنا منه بوضوح في بلاغ صحافي تم توزيعه ونشره في وسائل الإعلام المختلفة. وأكدنا فيه أن الاعتذار يعتبر اعترافا بالجريمة السياسية في احتلال الجنوب، ولن يبلغ أثره القانوني إلا باستعادة دولة الجنوب وإنهاء الاحتلال.
والاعتذار فاقد لمقومات وأركان الاعتذار السياسي قانوناً، أهمها عدم قبوله من شعب الجنوب المعني بالاعتذار. وثانياً، جاء في مفرداته محاولات تجسيد شرعية جديدة وتأسيس عهد جديد لاحتلال الجنوب من خلال النص في مضمون ما يسمى بالاعتذار على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن.
والاحتلال قائم على فتوى دينية جهادية تكفيرية أباحت دماء وأعراض وأموال شعب الجنوب، وهي الأساس الشرعي بالنسبة للاحتلال في بقائه في الجنوب. فعن أي اعتذار يتحدثون في ظل فتوى تكفيرية قائمة من وجهة نظرهم في احتلال الجنوب. والاعتذار الحقيقي يكون بسحب القوات العسكرية وإنهاء الاحتلال وتعويض الشعب بشكل عادل وفق القانون الدولي.
 – 4 – كيف تصفون التحديات الإنسانية والاقتصادية في الجنوب؟
التحديات الإنسانية والاقتصادية والوضع المأساوي في الجنوب عمرها ما يقارب الـ20 عاماً، وهي مستمرة حتى اليوم بسبب الحرب على الجنوب وسياسات الاحتلال الممنهجة التي طمست معالم المدنية والثقافة المتجذّرة ودمرت البُنى التحتية.
وجرى تقاسم الممتلكات العامة والأراضي والمتنفسات بين رموز شركاء الحرب، واستيراد ثقافات العصور الوسطى وتغييب القانون وانتشار الأمراض الغريبة والدخيلة والأوبئة وتفشي الجهل والأمية. كما أفقد هؤلاء الرموز المواطن الجنوبي مصادر الدخل والعيش الكريم وشبكة الضمان الاجتماعي. والأكثر إيلاماً هو الضحايا من المدنيين وعددهم بالآلاف بين قتلى وجرحى، بالإضافة إلى عشرات آلاف المعتقلين من شباب «الحراك الجنوبي» الذين يقتلون بشكل جماعي وبدم بارد، أمام صمت عربي وإقليمي ودولي.
وتتمثل الأزمة الاقتصادية في الجنوب بنهب ثرواته من النفط والغاز والأسماك وغيرها من الموارد الطبيعية، ومحاولة إفقار سكانه. لذلك، فإن الأزمة الاقتصادية هي بفعل الاحتلال اليمني، أما الجنوب فهو غني بثرواته.

 

أخبار ذات صله