السؤال كارثة…
والجواب انتحار…
والتردد مأساة..
ما الذي يجري في الجنوب..؟!
هناك ما يشبه الجنون.. شراذم القاعدة تصول وتجول وتمارس هوايتها القذرة في القتل والتدمير..!
جنباً إلى جنب مع ما يسمى بأنصار الشريعة الذين يحرقون الأخضر واليابس ويعيثون في الأرض فسادا.. يغيرون على القرى والمناطق الآمنة مثل الذئاب المسعورة , لا يعرفون إلاً الموت والدم..!؟
وهناك قطع الطرقات في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت من قبل عناصر ملثمة مجهولة الهوية..!
اشتباكات هنا وهناك.. وتفجيرات.. واغتيالات.. إلخ من مظاهر الموت والرعب..!
هذا الجنوب الذي عرف الدولة منذ وقت مبكر.. وعرف الانضباط الأمني.. والالتزام القيمي والأخلاقي.. والتماسك الاجتماعي.. والتكافل الإنساني..!
هذا الجنوب، الذي لا يؤمن بالعنف.. وتجاوز منذ زمن بيئة التطرف والعصبية، إلى حياة المدنية القانونية والحقوقية.
الجنوب الأقل وجوداً للسلاح.. الأشد كفراً بالفوضى.. والأكثر إيماناً بقيمة الإنسان والنفس البشرية..!
كل هذا العنف, كل هذا القتل والدمار, كل هذه الدماء, كل هذا الجنون يجري الآن في الجنوب..!
من يقف وراء هذه الفوضى الأمنية؟! من يغذي هذا العبث في الجنوب…؟!
ومن يدعم هذه الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح.. من الإبرة إلى المدفع والدبابة..؟!
ولم يبق لها إلاَّ أن تملك الطائرات الحربية..!.
من المستفيد من تنامي ظاهرة الإرهاب والعنف هناك..؟!
ولمصلحة من هذه الانهيارات الدراماتيكية لحالة الأمن وتلك السادية في القتل والتخريب والدمار..؟!
أسئلة كارثية مريرة لا تبحث عن إجابات, لأنها تحمل إجاباتها بداخلها.. ضمنياً..!
ويبقى أن نصرخ: كفانا استهتاراً واستخفافاً بالوطن وبحياة الناس.. وعلى الحكماء والعقول والضمائر الوطنية أن لا تقف متفرجة.. وأن تنهض للتصدي لشياطين الموت.. أعداء الحياة.
وأن تضع حداً لغلاة السياسيين من هنا وهناك، المتاجرين باستقرار الوطن وحياة المواطن، الذين إن تركنا لهم الحبل على الغارب فإنهم سيقودوننا إلى كارثة لن ننجو منها جميعاً.
اللّهم فاشهد..!
*الجمهورية
