fbpx
الحركات الإسلامية الجنوبية إلى أين ؟

تتسارع الأحداث المتناقضة بين الحركات الإسلامية ذات النهج الوسطي ورموز العلمانية وبعضا من الأنظمة الوراثية في عموم الدول العربية للسيطرة والتسابق على حكم الشعوب العربية كلا في أطار دولته . يأتي ذلك من خلال كسب ود الشعوب العربية والتقرب لها سواء كان من خلال الديمقراطيات التي تحاول الحركات الإسلامية الوسطية السير باتجاهها وفقا وما يتطابق مع العقيدة الإسلامية التي تتلائم مع منهجها ( الوسطي ) وبما تقتضيه مصلحة هذه الحركات . وبالمقابل تحاول الأنظمة الدكتاتورية والعلمانية التي تسيطر على الوطن العربي منذ الأزل في محاربة الأنظمة الديمقراطية والإسلامية والتي تحاول إقصائها من حكم تلك الدول من خلال صناديق الانتخابات الحرة والنزيهة .

بحيث تستخدم الإعلام الرسمي لتشويه تلك الديمقراطيات الحديثة واستخدام جور الحاكم والجيش والمال العام ضد خصومها الجدد لأنهم يسيطرون على تلك المؤسسات الرسمية للدولة لتحقيق مصالحهم الحزبية والشخصية ولا يهمها مصلحة شعوبها .

( بمعنى اصح الصراع من اجل البقاء )

تحاول الأنظمة المحنطة والدكتاتورية الاتجاه نحو الديمقراطية باستحياء وخوفا من الدول الغربية وضغط الشارع العربي عليها . واخترعوا الديمقراطية العربية الفريدة من نوعها وفصلوها على مقاسهم وبما يتماشي مع نزواتهم وتسلطهم على شعوبهم وبما يضمن بقائهم على كراسي الحكم بحيث تسن القوانين الانتخابية واللوائح المنظمة لها وفقا وما يريدون وبما يضمن فوزهم بأي انتخابات تجرى بهذه الدول . ورغم ذلك هذه الأنظمة لا تعترف بما تسفر عنه هذه الانتخابات من نتائج إذا لم تكن لصالحها حيث تعمل على عدم الاعتراف بها وإيهام الشعب بعدم نزاهتها ومن ثم الانقلاب العسكري عليها . وخاصة على الحركات الإسلامية التي تمتلك قاعدة شعبية عريضة في معظم الدول العربية . وتستقل هذه الدكتاتوريات المدنية والعسكرية تصنيف الغرب للمسلمين المتشددين بأنهم إرهابيين وتعزف على هذا الوتر ضد الإسلاميين ذات التوجه الوسطي . متناسية بان هذه الحركات هي أول من تحارب الجماعات المتشددة وأنها ارتضت الديمقراطية واحترام نتائجها وقبلت بتحويل هذه الحركات الإسلامية إلى أحزاب سياسية بناء على طلب تلك الأنظمة للسماح لها بممارسة العمل السياسي وفقا وما طلب منهم ذلك وهي تلتزم بما تمتلكه هذه الدول من دساتير علمانية وإسلامية وافقت عليه شعوب تلك الدول العربية .

والمعروف دائما عند ما تفوز أي حركة إسلامية أو أحزاب جديدة على الساحة بأي دوله عربيه فان الساسة الحكام القدماء من العلمانيين والقوميين ومن سار على نهجهم لا يقبلون أي نتائج تكون لصالح هذه الحركات والأحزاب الجديدة .

وان ضغط الشارع والمجتمع الدولي عليهم وقبلوا فيها فهم مكرهون على هذا القبول ويعملون ليلا ونهارا لإفشال تلك الجماعة يحرضون عليها الشعوب وينعتونها بأبشع الصفات الإرهابية والعدوانية والتخلف والهمجية وغير ذلك من الصفات القبيحة ظلما وعدوانا ..

أضف إلى ذلك فهم يتفننون في عمل المكائد السياسية والاقتصادية لخصومهم الجدد ومحاولة إسقاطهم وتشويه صورتهم بأي طريقة كانت .

هذه الأنظمة الدكتاتورية والوراثية التي تتغزل بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وهي لا تعترف بها أصلا وتمقتها . هذه الأنظمة تطبق الديمخراطية العربية . ولنا أمثله بما جرى بالجزائر وفي دولة فلسطين وفي جمهورية مصر العربية وربما تلحقهم تونس على نفس المسار ..

الجماعات الإسلامية في هذه الدول فازت بالانتخابات وقد شهد لها العجم والغرب وكل أعداء الإسلام وباعتراف حكام العرب أيضا بأنها حرة ونزيهة . والنتيجة إقصاء وقتل وسجن وتشريد كل أعضاء تلك الجماعات الإسلامية بحجة خلط الدين بالسياسة .

إذا كانت تلك الدول التي يحكمها علمانيون لا يريدون تلك الجماعات الإسلامية التي تتخذ الوسطية منهجا لها للمشاركة بالحياة السياسة . فما كان منهم إلا إن يصدرون القوانين والتشريعات التي تحرم ذلك في دولهم وانتهى الأمر بدون الادعاء الكاذب بالديمقراطية التي نهايتها إراقة الدماء أو غياهب السجون لرموز الحركات الإسلامية وتجعل منهم مواطنين خارج المواطنة المتساوية مع شعوبهم المغلوب على أمرها .

إلى هنا حبيت أن أبين المشاكل التي حصلت في الوطن العربي واصلط الضوء على بعض مواقف قادة الحراك الجنوبي المؤيد لما جرى بحق الحركات الإسلامية ومؤيديها ومناصريها من مجازر وتنكيل بتلك الدول وهم معتصمين سلميا في الساحات والميادين وخاصة في مصر الحبيبة ..

فوجئت أنا وبعض أبناء الجنوب من الهجمة الشرسة التي كانت ضد حركة الأخوان المصرية . أبطالها بعضا مما يسمون أنفسهم بالقيادات التاريخية لشعب الجنوب الحر بدون أي سبب يذكر .

كراهيتهم لتصرفات أخوان اليمن تجاه أبناء الجنوب اتخذوه شماعة يعلقون عليها فشلهم السياسي في تسويق الحامل السياسي للقضية الجنوبية في أرجاء المعمورة وفرصة ثمينة وجدوها تلبي مطالبهم وتغذي أهوائهم التي ورثوها سابقا بحيث يكشرون فيها أنيابهم لمحاربتهم للإسلام الوسطي والمسلمين .

هؤلاء القادة لا يميزون الصح من الخطا ولا يعرفون أين تكمن مصلحة الجنوب الحقيقية التي لا نريد أن نكسب أعداء جدد لثورتنا بل وجب علينا أن نبني علاقات مع الجميع بدون أي استثناء ولسنا دولة حاليا مستقلة وذات سيادة حتى يطلب مننا تحديد موقف دولتنا من هذا وذاك .. للأسف الشديد أنهم لا زالوا ينتهجون نهج أسلافهم الذين تربوا وترعرعوا عليه منذ القدم وأخفتها قلوبهم وسبقهم إليها السيسي وأعلنوا عنها حاليا بالتأييد العلني لقتل الإسلاميين في مصر .

بدأت هذه القيادات المحنطة بالخارج وإذنابها بالداخل تصدر البيانات التي تحارب التيارات الإسلامية الجنوبية الحرة التي تتصدر الحراك السلمي في ميادين الحرية والاستقلال وهذه الجماعات هي التي تشكلت منها الهيئة الشرعية الجنوبية . كل ذلك لأنها رفضت اقتحام الساحات بالقوة وقتل الأبرياء والأطفال والنساء والعجزة في مصر وفي نفس الوقت أدانه الإرهاب وقتل أفراد الجيش من قبل الجماعات المتشددة الإسلامية . وأيضا يحاربونها لان انتمائها أسلامي ونهجها وسطي واسم مكونها أسلامي أيضا وليس علماني أو بعثي أو قومنجي مزعوم .

من هنا نقول على الشرفاء من أبناء الجنوب رفض هذه التوجهات الخبيثة التي يمارسها الدكتاتوريين الجاثمين على صدور أبناء الجنوب منذ استقلال الجنوب من بريطانيا عام 67م وحتى الآن ومحاربة الدين فيها لان العنوان الخفي الذي كان مخفي تحت القناع قد كشفت عنه مؤخرا بعض الأصوات النشاز من فلاطحة العلمانية والاشتراكية في الجنوب هذا وهم لا زالوا خارج اللعبة فكيف أذا كانوا هم من يحكم الجنوب ؟ .

نقول للجميع شعب الجنوب يرفض الظلم والاضطهاد من قبل دكتاتوريين العصر ويرفض الإرهاب الفكري والديني من قبل الحركات الإسلامية المتطرفة التي تكون خارج أطار الكتاب والسنة .

ونرفض الخضوع والعودة لنظام الحزب الشمولي الواحد ذو التوجه الاشتراكي العلماني ونرفض وبشدة تسلط الفرد الواحد ونرفض الخروج عن دين آلامه الحقيقي مهما كانت الحجج والبراهين الهدامة المخالفة لديننا الحنيف .

هذا هو الجنوب الذي ينشده كل جنوبي غيور على دينه وأرضه وحقوقه .

والله من وراء القصد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .