fbpx
جنوب اليمن ملاذ القاعدة الأخير..والعين على السعودية
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات اخبارية

يحاول تنظيم القاعدة إقامة ممعارك طاحنة للسيطرة على مدينة لودر الإستراتيجية الرابطة بين عدة محافظات جنوبية، ما أسفر عن 177 قتيلا غالبيتهم من صفوف التنظيم وبينهم أجانب، لاسيما صوماليون وسعوديون، بحسب مصادر محلية.

وقال الخبير في شؤون الإرهاب مصطفى العاني لوكالة فرانس برس إن “القاعدة فقدت تقريبا منطقتها الآمنة في أفغانستان وباكستان وفي العراق، كما فقدت حضورها في السعودية”.

وأضاف ان التنظيم العالمي الذي ضعفت قيادته المركزية مع مقتل زعيمه اسامة بن لادن السنة الماضية “يحاول اليوم تثبيت ملاذ آمن جديد في جنوب اليمن”، وهو يواجه خصوصا غارات جوية متكررة يعتقد انها اميركية.

وتحول اليمن إلى محور مهم للمخاوف الدولية مع محاولة الشاب النيجيري عمر فاروق تفجير طائرة كانت متجهة الى ديترويت الاميركية يوم عيد الميلاد في 2009، وذلك بعد تلقي التدريب في اليمن.

وفي نهاية ايار/مايو 2011، سيطر مقاتلو القاعدة الذين باتوا يتخذون اسم “انصار الشريعة”، على قطاعات واسعة من محافظة ابين الجنوبية وشيئا فشيئا على أجزاء كبيرة من محافظة شبوة المجاورة.

وقال العاني “ان الذي يحصل الآن في جنوب اليمن هو محاولة للسيطرة على الأرض وإنشاء كيان يسمح بقيام معسكرات تدريب وتجنيد وباستقطاب المجاهدين واعادة فرز قيادة عالمية جديدة للجهاد بعد موت بن لادن وتلاشي دور نائبه ايمن الظواهري”.

من جهته، قال المحلل السياسي اليمني فارس السقاف لوكالة فرانس برس ان التطورات في جنوب اليمن لها تأثير كبير “في تحديد مستقبل اليمن ومستقبل القاعدة”.

وأشار إلى أن القاعدة باتت تتحكم او تتحرك بسهولة في “هلال” يمتد من الحدود مع سلطنة عمان مرورا بمحافظة شبوة الصحراوية نزولا إلى ابين والبيضاء المتاخمة لها وصولا إلى محافظة لحج، ومن لحج الى عدن، كبرى مدن الجنوب.

واكد السقاف ان القاعدة “غيرت تكتيكها التقليدي “اضرب واهرب” وباتت تسيطر على الأرض وتسعى لتبرهن للناس بأنها صاحبة دولة وليست مجرد مجموعة من الارهابيين”.

واقر السقاف بدوره بانه بات ينظر الى جنوب اليمن على انه “المركز العالمي الجديد لنشاط القاعدة” ولو انه يتحفظ على هذا التوصيف.

لكن القاعدة تستفيد لذلك من عوامل خاصة توفرها الحالة اليمنية خصوصا في الجنوب حيث يغيب نفوذ الدولة بشكل كبير وحيث تنشط حركة انفصالية مناهضة لصنعاء استطاعت القاعدة على ما يبدو استمالة قسم من قياداتها وعناصرها.

ويتهم السقاف ايضا قيادات نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح واقربائه الذين يتحكمون بعدد كبير من المراكز العسكرية الحساسة، بتقديم “تسهيلات للقاعدة” بسبب نوع من “التقاء المصالح”.

وبحسب السقاف، فان معسكر صالح يسعى الى “ارباك المرحلة الانتقالية” لتثبت دور له في السياسة الداخلية للبلاد. ويأخذ المحلل دليلا على ذلك تسليم عدة مراكز عسكرية للقاعدة من دون مقاومة كبيرة.

الا ان العاني اشار الى ان القاعدة تستفيد اكثر من الخلافات بين القبائل وعداوة القبائل للحكومة وللأميركيين المتهمين بتنفيذ عدة غارات اسفرت عن مقتل ابرياء في جنوب اليمن، اضافة الى الحركة الانفصالية الجنوبية.

وقال المحلل في هذا السياق “القاعدة تستفيد من عداوة مناصري الحراك الجنوبي للسلطة، حتى ان قادة بارزين في الحراك الجنوبي باتوا مع القاعدة”، اضافة الى تواجد ملحوظ في الجنوب لبقايا “الافغان العرب” الذين حاربوا الاتحاد السوفياتي في افغانستان.

وقد يكون الربيع العربي الذي ازاح انظار العالم عن مسألة القاعدة وفراغ السلطة في اليمن خلال المرحلة الانتقالية، قد اعطى التنظيم اشارة بانه الوقت المناسب لاقامة الملاذ الآمن.

لكن اليمن في كل الاحوال وسيلة وليس غاية بحسب المحللين وبحسب ادبيات التنظيم في المنتديات الالكترونية، اما الهدف النهائي هو السعودية وباقي دول الجزيرة العربية، خزان الطاقة العالمي.

وقال العاني في هذا السياق ان “اليمن هدف تكتيكي وليس هدفا استراتيجيا، فخطة القاعدة التي تتأثر بفكر بن لادن هي انهم اذا استطاعوا السيطرة على اليمن، يمكنهم الدخول الى السعودية والجزيرة العربية”.

واضاف ان بن لادن “تكلم دائما عن اليمن كمفتاح، وكالجسر الذي يعبر اليه التنظيم الى الجزيرة العربية للسيطرة على الاقتصاد العالمي من خلال النفط والغاز”.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن وثائق عثر عليها في منزل بن لادن الذي قتل فيه في ابوت اباد مطلع ايار/مايو 2011، انه كان يعتقد ان اليمن هو الموقع الامثل لبناء دولة إسلامية للتنظيم.

وبحسب الصحيفة، فقد اكد بن لادن في رسالة لاحد مساعديه ان “أفضل موقع لإنشاء دولة إسلامية هو اليمن”، ووصف هذا البلد الذي تتحدر منه عائلته انه “نقطة الانطلاق لدول الخليج”، و”السيطرة على تلك الدول تعني السيطرة على العالم”.
“أ ف ب”

أخبار ذات صله