fbpx
هل يتكرر السيناريو المصري في اليمن
شارك الخبر
هل يتكرر السيناريو المصري في اليمن

عبده عايش-صنعاء

استبعد نشطاء ومحللون أن يتكرر في اليمن ما شهدته مصر من إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وأشاروا إلى أن “الثورة المضادة” في اليمن لن تنجح وسيتصدى الجيش اليمني لأي محاولة انقلابية.

وقال عضو اللجنة التنظيمية للثورة السلمية باليمن حبيب العريقي إن ما جرى في مصر “مؤامرة”  تعرضت لها كبرى ثورات الربيع العربي، و”نفذ بانقلاب عسكري ضد رئيس شرعي جاءت به ثورة 25 يناير عبر صناديق الاقتراع وباختيار الشعب المصري”.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن “تعيين الجيش لأحد أزلام نظام مبارك البائد رئيسا انتقاليا، وتعطيل الدستور المستفتى عليه شعبيا، يؤكد مؤامرة الانقلاب العسكري، التي أعقبها فورا إغلاق القنوات الفضائية وتكميم الأفواه، بالتزامن مع حملة اعتقالات واسعة لقادة حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين”.

وبشأن تكرار السيناريو المصري في اليمن بحسب ما كشف عنه موالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قال العريقي إن “بقايا نظام صالح واهمون، فالوضع في اليمن يختلف عن مصر لأن جميع القوى السياسية توافقت على الشراكة في الحكومة وتشارك في مؤتمر الحوار الوطني، كما أننا في قوى الثورة موجودون على الأرض ولن نسمح بأي مؤامرة انقلابية على شرعية الثورة”.

جيش موحد

كما أشار العريقي إلى أن الجيش اليمني بات موحد القيادة بعد هيكلته وإزاحة أبناء وأقارب صالح من المؤسسة العسكرية، مؤكدا أن الجيش -الذي وقف في وجه قوات صالح خلال الثورة- سيتصدى لأي محاولة انقلابية تستهدف الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني.

واستبعد المحلل السياسي ياسين التميمي استنساخ سيناريو “الانقلاب المصري”، وقال إن الأمر يختلف كليا في اليمن، فالعامل الخارجي لا يزال يدعم بقوة عملية التسوية السياسية اليمنية، التي جمعت كل الفرقاء وأجبرتهم على الشراكة في السلطة وعلى الدخول في الحوار الوطني، مما يعني أن أي انقلاب لن يكون على طرف سياسي، بل على صيغة الوفاق الوطني.

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن المجتمع الإقليمي والدولي، وهو المؤثر الرئيسي في مسار الأحداث اليمنية، لا يزال يظهر القدر نفسه من الحرص على استقرار الأمور في اليمن، لأن أي تهديد للسلام الهش في اليمن من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الدولة وتقسيم البلاد، وتوفير جبهة واسعة لما يسمى الإرهاب تصعب السيطرة عليها وعلى تأثيراتها الكارثية على السلم الإقليمي والعالمي.

وأكد التميمي أن أي محاولة للانقلاب على التسوية والوفاق في اليمن لن تنجح، ولن توفر المؤسسة العسكرية أي غطاء لها، خاصة في ظل البنية الهشة للمؤسسة العسكرية التي يعاد ترميم صفوفها بعد انقسام حاد عانت منه خلال الثورة، بنشوب المواجهات العسكرية بين قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح وقوات الجيش والفرقة الأولى مدرعة المؤيدة للثورة.

الثورة المضادة

ومن جانبه، رأى الناشط الحقوقي المحامي خالد الآنسي أن الثورة المضادة في اليمن بدأت منذ اليوم الأول عقب إزاحة صالح وتسليم السلطة وانتخاب الرئيس التوافقي عبد ربه هادي وتشكيل حكومة الوفاق، ولكن لم تتهيأ الظروف التي تسمح لها بالتخلق على النحو الذي جرى في مصر.

وقال الآنسي -في حديث للجزيرة نت- إن الثورة المضادة باليمن تدعمها نفس الدول التي أيدت الإطاحة بمرسي في مصر، وأشار إلى أن صالح كان في السعودية قبل أشهر للعلاج من حادثة تفجير قصره الرئاسي، والتقى في الرياض بقادة من الثورة المضادة في مصر مثل السياسي الناصري مصطفى بكري.

وأضاف أن الثورة المضادة في اليمن لن تنجح، وآثار الفوضى التي ستنشأ عنها ستشمل المنطقة كلها، ويمكن أن تصبح بمثابة نار تحرق الدول المجاورة لليمن وعلى رأسها السعودية.

يشار إلى أن قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام -الذي يرأسه الرئيس المخلوع- أبدوا سعادة غامرة بالإطاحة بالرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، في حين ابتهجت الصحف والقنوات التي يملكها صالح وحزبه والموالية له بانتهاء “حكم الإخوان” في مصر، وتوقعت تكرار المشهد في اليمن.

وتوقع القيادي في حزب المؤتمر الشعبي سلطان البركان تكرار المشهد المصري في اليمن، وأكد أن حزبه بصدد تنظيم مظاهرات واعتصامات ضد حكومة الوفاق والرئيس عبد ربه منصور هادي للمطالبة برحيل من سماهم “الإخوان”، في إشارة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي أكبر أحزاب اللقاء المشترك المعارضة التي أيدت الثورة وشاركت في الإطاحة بحكم صالح في عام 2011.

الجزيرة نت

أخبار ذات صله