fbpx
الشيخ “المفلحي” : 7يوليو يومٍ مشؤوم حوَّلته سواعد أبناء الجنوب الفتيَّة إلى يوم اجتماعٍ واعتضاد
شارك الخبر
الشيخ “المفلحي” : 7يوليو يومٍ مشؤوم حوَّلته سواعد أبناء الجنوب الفتيَّة إلى يوم اجتماعٍ واعتضاد

الـــــــقاهرة – فـــــــــــــراس اليـــــــــــافعي :

 

اصدر الشيخ عبد العزيز بن عبد الحميد المفلحي الشخصية الوطنية المعروفة بيان هام بمناسبة ذكرى اجتياح الجنوب العربي في 7 يوليو 94م جاء فيه :

أبناء شعبنا الأبرار..

ما هي إلَّا أيَّامٌ معدوداتٌ وتحِلُّ علينا الذكرى التاسعة عشرة ذكرى السَّابع من يوليو ، ذكرى انطلاق ثورة شعب الجنوب الحرِّ ، الذي انتفض فيها كالمارد ، الذي رفض أن يتقوقع حول نفسه أو حتى قوقعته من قبل المتآمرين الكُثر ، ثورة شعبٌ لم يُخلق كي تُكْتَم أنفاسه ، بل خُلِق حرٌّ بكل قواميس الحرية وبكل اللفظات والكلمات ، شعبٌ قال : لا.. ، يوم انعدمت اللاءات ، تحمَّل.. صبر.. جاهد.. ضحَّى وثابر وناضل ، تجرَّع الأسى ألواناً ، صب العرق وما تعب أيأس كل المتآمرين .. المتخاذلين.. الشَّاذين عن كلَّ قاعدة ، وصنع قاعدةً واحدة.. مُفردةً واحدة ..أنا الشعب أبقى وأقوى من كل الألاعيب وسينسى الآلام والأحزان ، وكل عذابات الدهر ، غرس نبتةً وآمن بصعودها وإثمارها وآمن أكثر بقطفها ، هو ذا اليوم قد اقترب وما بقي إلا القليل ، بعد أن سطَّر الأحرف وكتبها بأحرف من نور ، وبعد أن أصبح المعلم الذي لقَّن كلَّ الشعوب دروس التَّحرُّر ، لتذهب طالبة من بعده وبسببه من بضاعة التحرر ، التي اكتالها في قسطاسه وميزانه العادل ، الذي لمَّ الجميع تحت أردية عناوينها مختلفة وهدفها واحد ، سيبقى أبد الدهر سيبقى أبد الدهر لا يقبل التَّحوُّل أو التَّبدُّل ، وقال بكل عنفوان وكبرياء : جنوبي أنا ولي الفخر كلَّ الفخر بذلك ، وهوائي أيضاً جنوبي ..

يا أبناء شعبنا العظيم..

بكم الامل معقود ، فالرهان كل الرهان عليكم وما نحن إلا مُجرَّد توابع لكم شئنا أو أبينا ، بكم يستقيم الظِّل وإن كان منكسراً ، وبمراكِبِكُم نُبحر حتى نصل بغيتنا المنشودة في الدَّفة الأخرى ، فأنتم البحَّارة والرُّكَّاب والسَّفينة والمرسى وجهتنا واحدة وسنصل نحن وأنتم بمشيئته تعالى ، هي ذي يا أخوان ذكرى يوليو الذي كان في يومٍ من الأيام مشؤوماً ، والذي حوَّلته سواعدكم الجادة والفتيَّة إلى يوم اجتماعٍ واعتضاد ، يجتمع فيه الأخوة ليشدُّوا من أزر بعض وليهوِّن بعضهم على بعض ، فلولا الأحزان ما عرفنا الإخوان ، يوم الاجتياح الذي سَبَى الحجر والشجر والبشر في الجنوب ، ولم يجعل حجراً على حجر ، تشريدٌ وظلمٌ وتسريح وفيد بسبب هذا اليوم الذي صنعته الأيادي الظالمة التي لا تبصر إلا من بوابة الجحيم ، ألا تبَّت وشُلَّت أياديها الفاجرة .

يا أيُّها الأحرار..

ها أنتم تسيرون على العهد ، لا تنظروا إلى المرجفين ولا تعودوا إلى الوراء أبداً ، خطوات أقدامكم الراسخة عبَّدت الطرق ، وجعلته واضحاً لا لبس فيه ، فلا اختلاف ولا اتَّهام ولا نكران ، كُلُّنا في سيلٌ واحد لجرف الأحقاد وطرد الضغائن ، ووقف الشتيمة التي لا تزيد إلا من تفرُّقنا وتشرذمنا ، لمصلحة من اجتاح أرضنا، إن هذه المناسبة ليست الا لتذكرنا بما فُعل بنا ، ولندعها حِلقةً في آذاننا نتحسَّسها متى ما بدأ النِّسيان يتسرَّب إلى دواخلنا ، لنعلن أننا فهمنا الدرس وسنبقى على الدوام متيقضين لا يضرنا من خذلنا وتخاذل عنا ، ومؤكَّدٌ أنَّا سنجتاز كل الصعوبات والعثرات والنكسات والارتكاسات ، وسنخرج أقوى من ذي قبل ، وسنحقِّق في الأخير بعد كل هذا المشوار مُنانا ومبتغانا.. حفظكم الله لنا على الدوام وحقق كل أمانيكم المجد والحرية لأبناء شعبنا الأبطال..

أخبار ذات صله