fbpx
لماذا يحدث كل هذا في الجنوب..؟ “3”


كتب / أديب السيد

لا شك ولا ريب أن كل ما يحدث في الجنوب هو مخطط إجرامي يسعى عبره المجرمين إلى الانتقام من شعب الجنوب بسبب مطالبه بفك الارتباط واستعادة دولتهم الجنوبية ، وباعتبار أن هذه المطالب التي يصدح بها شعب الجنوب في أرجاء العالم ستفقد الكثير من اللصوص والمجرمين والمرتزقة لمصالحهم وتجارتهم الضخمة التي بنوها من ثروات الجنوب بعد أن نهبوها منذ ما بعد حرب احتلال دولة الجنوب من قبل دولة الشمال وبقيادة حزبي الاصلاح والمؤتمر الشماليين .

ومن هنا فعلى جميع الجنوبيين أن يعوا جيداً أن ما يحدث اليوم على أرض الجنوب هو مخطط مدروس بعناية ، ولكنه  في نفس الوقت هو صراع أضداد عبر عصابات مخصصة ، حيث يتخذ لصوص الثروات الشماليون وسارقي أقوات الشعب من الجنوب ومناطقه ساحات صراع  وتصفية حسابات فيما بينهم أولاً ومن ثم بينهم وبين شعب الجنوب “الحراك الجنوبي السلمي” .

ولا يبدو أن المخطط الذي تنفذه قوى الاحتلال بسيطاً ،ففي الحقيقة هو مخطط كبير ويقوم على دعم وإفساح المجال لتحل عصاباتهم محل معسكرات الجيش وهي كل ما تبقى لدى الشمال في الجنوب ، وهذا المخطط قد أربك كل الأحزاب والمنظمات والجهاز الإداري في الجنوب كما أربك عمل المحافظون والنخب المثقفة والقيادات الأولى في الجنوب ، وذلك من خلال التشتيت وانتشار العصابات وترهيب تلك القيادات عبر نشر الإشاعات وترويع عمل ما تقوم به القاعدة من ذبح وقتل لجنود الجيش تحت اسم “الإسلام”، وذلك يعني باختصار شديد إنهاء العمل السياسي في الجنوب وتحويله إلى عمل ميداني وقتل ودمار وشلالات من الدماء والجثث المتناثرة الأشلاء هنا وهناك .

الحلقة المفقودة فيما يحدث..!

إن الاوراق السياسية التي تتلاعب بها الايادي الاجرامية من صنعاء هي نفسها تلك الاوراق التي لعبتها تلك الايادي ضد الجنوب منذ ما بعد “الوحدة اليمنية” عام1990م .

فالناظر إلى الواقع السياسي والميداني اليوم لن يستطيع أن يفرق بين المرحلتين ،بل أن ما يحدث اليوم قد يربك أي سياسي ويعجزه إذا ما أراد  فك شفرات ما يحدث أو تفسير تفاصيلها التي يعمل الاعلام الداعم لها على نقل روايات تناقض كثيراً الواقع الميداني الحقيقي لما يحدث وخاصة ما يحدث في الجنوب الذي ينتفض شعبه سلمياً للمطالبة بحل قضيته السياسية العادلة سلمياً عبر تفعيل قرارات مجلس الأمن الخاصة بالحرب الشمالية على الجنوب عام1994م والحوار تحت اشراف دولي على اساس فك الارتباط بين الدولتين الشمالية وعاصمتها صنعاء والجنوبية وعاصمتها عدن .

على كل الاطراف أن يعوا جيدا..! أن الحلقة المفقودة في كل ما يحدث  المشكلة الرئيسية والقضية الاساسية والمدخل الوحيد لحل مشاكل اليمن عامة هو العمل على حلها بأي  شكل ووسيلة كانت وتلبية مطالب شعب الجنوب كما هي وبنفس الشكل والذي يريده ومن خلال الاستفتاء الشعبي في الجنوب إن ارادوا أو الحوار الجاد والصادق بين شريكي الوحدة اليمنية وطرفي الحرب التي اندلعت عام1994م .

وفي الختام لا يسعنا إلا نحذر من التصاعد الخطير في الجنوب ومن العمل الهمجي والاجرامي الذي ترتكبه قوى الفيد والارهاب التي لا يعرفها الجنوب إلا من بعد الوحدة اليمنية ، كما أن  الاهمال المتعمد والالغاء المقصود لما يحدث في الجنوب قد يتطور ويؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وما لن تستطيع دول الخليج والجوار والمجتمع الدولي من السيطرة عليه أو وضع المبادرات في سبيل إيقافه .