fbpx
غريباً في موطنه …. مجهولاً بين معارفه..!/ احمد عمر اليافعي
شارك الخبر
غريباً في موطنه …. مجهولاً بين معارفه..!/ احمد عمر اليافعي

غريباً في موطنه …. مجهولاً بين معارفه..!

احمد عمر اليافعي

الغربه …. كما هو معروف الابتعاد عن الأهل والوطن والعيش بين أناس ليس من أبناء جلدتك ناس لا يأبهون لك ….. ولا يهمهم أمرك.
قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه :- الفقر في الوطن غربه… والغنى في الغربه وطن.
زمان اليوم نرى بأن كثيرين حالتهم المادية ميسورة ولديهم مالم يحلمون به يوماً الا انهم مازالوا غرباء في وطنهم الأم.
كثيرون من ابائنا واخواننا لهم خدماتهم ولهم خبراتهم في هذا الوطن من سياسين وعسكريين ومشائخ ورجال اعمال ومواطنين شرفاء , المحيطين به لا يفهمونه فلا هو يتقبلهم كما هم وترفعه عن افراطهم في الاحلام واختلافاتهم المتجدده دوماً وانسياقهم مع متغيرات واغرائات الاعلام السياسي والتقليد الاعمئ لكل ماهو جديد.
و لا يشعرون بوجوده لتمسكه بقيمه ومبادئه الذي عاش سنين ليل نهار يعمل على تقديم خدماته لهولاء الناس او على الاقل عدم استخدامهم لاغراضه الخاصه بوسائل الكذب والخداع.
لقد عاش البعض بكل بساطه في زمن فيه الصفاء وفيه النقاء تحكمه مشاعر الصدق والوفاء رغم بعض الاختلافات …. في زمن يكون فيه للناس وجه واحد.
انهم لا يتقنون فنون القتال الحديث من نفاق وكذب وتخفٍ خلف الاقنعه!
هل نقول لهولاء ان يتقبلوا مبادئ الزمن الجديد ويتنازلوا عن مبادئهم الذي غزلوه بعرقهم واناملهم ونسجوا تلك القيم بدموعهم ومراره معاناتهم.
انرثي لهولاء الناس , ام نشد على اياديهم في تحملهم وصبرهم على اقرب الناس لهم.
فجميلاً ان يموت الانسان من اجل وطنه , ولكن الاجمل ان يحيا من اجل هذا الوطن.
تحيه للذين لهم تاريخ مشرف في بناء هذا الوطن في كل منعطفاته ومعاناته ومراحل الصراعات الداخلية ورغم ذلك لم تتلوث اياديهم بدماء ابناء وطنهم.

**خاطرة:-

جلست أربع ضفادع على قرمة حطب عند حافّة نهر كبير. فجاءت موجة هوجاء واختطفت القرمة إلى وسط النهر ؛ فحملتها المياه وسارت بها ببطء مع مجرى النهر. فرقصت الضفادع فرحاً بهذه السياحة اللطيفة فوق المياه لأنّه لم يسبق لهنّ أن أبحرن بعيداً من قبل .

وبعد هنيهة صرخت الضفدعة الأولى قائلة: (( يا لها من قرمة عجيبة غريبة!)) تأملن كيف تسير مثل سائر الأحياء؛ والله إنني لم أسمع قط بمثلها

فأجابتها الضفدعة الثانية وقالت : (( إن هذه القرمة لا تمشي ولا تتحرك أيتها الصديقة ، وهي ليست عجيبة غريبة كما توهمت ، ولكن مياه النهر المنحدرة بطبيعتها إلى البحر تحمل هذه القرمة معها وتحملنا نحن أيضا بانحدارها ))

فقالت الضفدعة الثالثة : (( لا لعمري، فقد أخطأتما  في خيالكما الغريب. فإن القرمة لاتتحرك والنهر أيضاً لايتحرك ، وإنما الحقيقة أن فكرنا هو المتحرك فينا وهو الذي يقودنا إلى الاعتقاد بحركة الأجسام الجامدة))

وتناظرت الضفادع الثلاث في ما هو متحرك بالحقيقة، وحمي وطيس الجدال وعلا الصراخ بينهن ولم يتفقن على رأي واحد. ثم التفتن إلى الضفدعة الرابعة التي كانت إلى تلك الساعة هادئة صامتة تصغي إليهن بانتباه وسألنها رأيها في الموضوع .

فقالت لهنّ : (( كلكنّ محقات ، ولا واحدة منكن على ضلال فإنّ الحركة كائنة في القرمة وفي النهر وفي فكرنا في وقت واحد))

فلم يرقهنّ ذلك الكلام ، لأن كل واحدة منهنّ كانت تعتقد أنها وحدها المصيبة وأن رفيقاتها لفي ضلال مبين . وما أغرب ما حدث بعد ذلك ! فإن الضفادع الثلاث تسالمن بعد العداء ، وتجمعن فرمين بالضفدعة الرابعة من على القرمة إلى النهر! **(جبران).

أليس هذا واقعنا أليـــــــــــــوم.!!

أخبار ذات صله