fbpx
بيان شبابي يثير حراكا بالسعودية
شارك الخبر

يافع نيوز – الجزيرة

أثار بيان شبابي وقّع عليه أكثر من 2600 شاب من الجنسين بالسعودية حالة غير معتادة من الحراك السياسي والفكري بالمملكة. واستمد البيان جزءا كبيرا من صيته من الجدال والمناقشات التي أحدثها على مواقع التواصل الاجتماعي.

فالبيان، الذي جاء بعنوان “بيان الشباب السعودي” حمل مجموعة من الرسائل غير المعتادة في أوساط المملكة حيث دعا إلى “عدم شخصنة المواقف وتحويلها إلى صراعات لإسقاط المخالف وتخوينه، ومواجهة الأفكار والمشاريع بمثلها دون وصاية أو فرض الآراء، وتعدي مرحلة المعارك المتبادلة ونبذ كل أشكال التحريض والاستقواء بالسلطة والنفوذ لإقصاء الآخر، وبناء مؤسسات المجتمع المدني التي تستوعب الجميع ولا تكون ملكاً لتيار أو جماعة، وتعميق المشترك الوطني لتوحيد الجهود، وبناء دولة الحقوق والمؤسسات”.

ووجد البيان، الذي تسلمت الجزيرة نسخة منه، مساحات إشهار واسعة النطاق لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، إضافة للمواقع والمنتديات الإلكترونية المحسوبة على “الخط الإصلاحي” بينما امتنعت وسائل الإعلام المحلية بوسائطها المختلفة عن التطرق إليه.

أحد واضعي البيان -طالبا عدم ذكر اسمه- وصفه بأنه “يمثل حالة رد على تصدع حالة الحوار السلمي بين التيارات الفكرية في الداخل السعودي خلال الفترة الماضية”.

توقيت البيان
وقال في حديثه للجزيرة نت إن بيانهم جاء لتحقيق أهداف مفقودة في الوقت الراهن كـ”ضمان الحريات وأدب الاختلاف، والتوقف عن اللغة التحريضية بين أطياف المجتمع وخاصة الإسلاميين والليبراليين، والابتعاد عن الاستقواء بالسلطة السياسية لإلغاء التيار المخالف بوسائل لا أخلاقية بلغة التشكيك والتخوين”.

من جهة أخرى قرأ مراقبون توقيت إطلاق البيان بأنه جاء بعد إلغاء الحكومة الكويتية في مارس/ آذار الماضي ملتقى النهضة الشبابي الثاني تحت إشراف الداعية المعروف سلمان العودة، خاصة وأن أغلب موقعي البيان من المنتمين لفكر الملتقى والذين يرون أن “الهوية الإسلامية غيبت لصالح أطراف أخرى يغلب عليها التيار الليبرالي، ولم تمثل كل الطيف الشبابي السعودي”.

ومن ضمن من اعتبروا بأن البيان أتى على خلفية الملتقى الكاتب الإسلامي محمد الحضيف الذي قال للجزيرة نت إن البيان يحمل رسالة مباشرة من الموقعين مفادها أن “طيف الشباب في السعودية ليس واحداً، بل هو ألوان مختلفة من التوجهات والمدارس الفكرية، ويغلب عليه الطابع الإسلامي العام”.

وحمّل الحضيف -الذي يعد من أشهر مغردي تويتر- بشكل رئيسي النخب الثقافية والفكرية المحلية مسألة “الاستقطاب الفكري والأيديولوجي عند الشباب من خلال الشعارات المختلفة” مؤكدا أن “بعض النخب الثقافية يتعامل مع الشباب كرعايا”.

جدل تويتر
سجال آخر أحدثه البيان كان موقعه على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا تويتر، حيث رأى أغلب الإسلاميين أن بنوده تحوي “مغالطات” وحاولوا إبرازها حيث يمكن طرحها ضمن صياغة “التعقيب والرد” على البيان.

الداعية المتخصص بالعقيدة والمذاهب المعاصرة ناصر حنيني أفرد على تويتر جملة عناوين عريضة قيّم من خلالها البيان، أبرزها أن العلماء الشرعيين “لم يقفوا أمام مطالب الشباب العادلة والمشروعة، وأنه من حق العَاِلم من باب الوصاية أن ينكر ما يراه مخالفاً للشريعة أو به ضرر على الدين، وأن المطالبة بمؤسسات المجتمع المدني حق مشروع، لكن الليبراليين شوهوا المعنى”.

وأوضح أنه من أبسط حقوق الشباب والفتيات أن تكون ملتقياتهم تمثل هويتهم الإسلامية دون اختلاط أو تبرج أو دعوة لنبذ الدين وعلمائه.

في المقابل رأى المحامي باسم عالم أن البيان يعد امتدادا لمرحلة حراك شبابي سعودي بدأ يتصاعد بعد أجواء الربيع العربي.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن البيان يمثل إيذاناً “بعهد جديد وحقيقي لجيل شبابي مستقل يرفض التصنيف المسبق ويخرج من عباءة الوصاية الفكرية سواء للإسلاميين أو الليبراليين”.

أخبار ذات صله