fbpx
وللاسترزاق مناضليه أيضاً!

تجمع الغالبية العظمى على أن السياسيين والقيادات الجنوبية المختلفة، هم سبب كل هذا التخبط والعشوائية والفوضى التي تضر بالقضية الجنوبية، وتؤدي إلى تمييعها وتشويهها، أمام العالم وتشعِر الناس باليأس والإحباط، حتى أصبح أكبر المتفائلين ينظر إلى صعوبة تحقيق أهداف وتطلعات الشعب الجنوبي، في ظل الوضع القائم وهذه المشاهد من الخلافات المتفاقمة من يوم إلى آخر بين القيادات السياسية، التي تعيش كلها على كاهل الشعب وتتنوع مصادرها على حساب القضية الوطنية الجنوبية .
إلا أن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تتفشى وتزداد يوماً بعد يوم، يقوم فيها بعض النشطاء الجنوبيين، أيضاً باسم القضية وحب الجنوب، تزيد الأمر تعقيدا وصعوبة، وهي تصرفات لا تقل خطورة عن غيرها من تصرفات الساسة وعبثهم. مثلاً أن يتبنى بعضهم الدعوة إلى حملات نظافة المدن، ويتم الترويج لها ومطالبة المقتدرين لدعمها، ودغدغة مشاعرهم بأمور عاطفية، تجذب أصحابها ممن يحبون الشهرة والظهور، على أنهم أبطال ومناضلين برغم أنهم يتغيبون عندما يكون الدعم للأولويات مثل أسر الشهداء والجرحى والأسرى.
وهناك أيضاً قضايا كثيرة من هدا النوع والتي يقوم فيها أصحابها ليس حباً في المدن الجنوبية أو حباً في الوطن والشعب كما يحاول أن يظهر مروجيها إنما هي لغايةً ما في أنفسهم!
هي وسيلة جديدة ومبتكرة من أجل الاسترزاق باسم القضية الوطنية والحفاظ على صحة وسلامة الشعب في الجنوب.. مثلها مثل حملات دعم اسر الشهداء ومعالجة الجرحى التي كان يتم الترويج لها في السابق.. ويتم تقاسم عوائدها بين القائمين عليها، ولا يصل لأسر الشهداء والجرحى إلا الشيء اليسير وأحياناً لا يصلهم شيء، وهذا ليس من عندي بل بشهادة الكثير وهناك ما يدلل ذلك ويثبته.. وقد تم معالجة هذه المشكلة فيما بعد، والتواصل مع المستفيدين مباشرة وقطع لطريق على المسترزقين.
مع أن هؤلاء كل يوم زعيقهم وصياحهم على المواقع وفي الشارع وأينما وجدوا يدين ويستنكر تصرفات القيادة والساسة وعبثهم، واستهتارهم وعدم مراعاتهم لمشاعر الشعب الجنوبي التواق إلى تحقيق أهدافه.. إلا أنهم يمارسوا نفس الأساليب القذرة ونفس التصرفات الهمجية، وأن اختلفت أشكالها وأساليبها لكنها تؤدي إلى نتيجة وأحده، تثبط المعنويات وتزرع الإحباط في النفوس.
كيف تسمح لهؤلاء الناشطين ضمائرهم أن يتاجروا بقضية شعب ومصير وطن؟ كيف ينهون عن منكراً ويأتون بمثله؟ لماذا كل هذا العبث والفوضوية والاستهتار بمشاعر الناس؟ أليس هناك أولويات أهم بكثير من قضاياهم هذه المفتعلة؟؟ أليس أسر الشهداء والجرحى والأسرى ومعاناتهم أولويات يجب الالتفات إليها قبل غيرها؟ وهي أصلاً قد كانت قضاياهم الرئيسية قبل أن تسقط مصداقيتهم فيها.
رمضان على الأبواب ودراويش المال كثر سينتشرون بكل مكان باسم الفقراء والمحتاجين، ولهذا يجب الانتباه والتحرك لإيجاد آلية واضحة وشفافة لجمع الأموال وإيصالها إلى من يحتاجها، تطمْئن الداعمين وتريح المستفيدين، وتقطع الطريق أمام أصحاب النفوس الدنية والضمائر الميتة. 
وفي مسك الختام نقول إن كان غياب الضمير والأنصاف من قبل المجتمع الدولي، يؤثر على شعب الجنوب ويعقد مهمته في تحقيق أهدافه.. فهناك ما هو أخطر وأصعب وأكثر تعقيداً وهو غياب الضمير عند بعض الأبناء، الذي يجعله يتخبط ويعيش أسوأ حالاته ويفقده توازنه ويضعفه أمام أعدائه!