fbpx
هشام..

رحل عنّا هشام.

اليوم ذكرى رحيله؛ وتبدأ الذكرى الثانية أيضًا > 16يونيو يوم حزين جاءنا العام الماضي بجثمان هشام باشراحيل, كنا عصر اليوم التالي في كريتر عدن؛ الصلاة على الجسد, وتشييعه إلى مثواه, أمّا الروحفهالة لا تموت؛ هشام لم يمت كلّه؛ بقي كثير منه. روح هشام هَزمت وسوف تهزم من لم/ من لا يعرف غير العنف والتدخل في شأن الكلمة؛ لأنها صاحبة صاحب القلم.
هل يخفى على أحد مايو 2009؟ أو يناير 2010؟ أو يونيو 2012؟ التأريخ هنا جزء من مأساة؛ المآسي تمتد على مساحة الوطن كل يوم؛ وكلّنا في قرار إنساننا المتفائل نرى, نريد أن نرى, نترقّب كل يوم وجه الاختلاف بانتظار صباح سوف يهبط.
«الأيام» مؤسسةً وأسرة تحرير؛ الإنسان والمكان والتاريخ, كلهم كانوا في مرمى الظلم, السجن, بل في مرمى الناربأنواعها؛ والدافع حقد أعمى وكره استهدف هذا الحامل القوي لـ القضية الجنوبية لحراكها الشعبي البطل في الأعوام 2007 – 2009, ظنّ الحاكم الغبي أن هدفه تحقق, أن صوت «الأيام» تلاشى, وما تلاشى بل كان رعدًا وسحابة أمطرت ولو بعد حين.
«الأيام» بدأت الثورتين, أشعلتها.. التغيير بدأه صحفيونانطلق منبلاط الصحافة. «الأيام» صحيفة تفرّدت وصنعت رأيًا عامًا هو الأول من نوعه لم تخلقه صحيفة من قبل ولا بعد حتى الآن.
وبين إيقاف الصحيفة «الأيام», بالقوّة, واقتحام مقرّ «الأيام» بالقوة, عاشت أسرة «الأيام» أيامًا عصيبة؛ دفعت ثمنها ليس في كل شيء فحسب؛ بل فوق ذلك وبما لا يُقارن فقدت وفقدنا عميد الصحافة الكبير هشام محمد علي باشراحيل الذي فتك به الظلم قبل المرض.
خلاصة ما ننتظره اليوم لتصحيح هذا الوضع غير الطبيعي الذي يجب أن يُصحح هذا النهار قبل الذي سيأتي: الرئيس هادي هو المعني الأول وحكومته وفضاؤهما, ومؤتمر الحوار (غير الشامل), بحل قضية «الأيام» الحل العادل بصورته غير المنقوصة؛ كي نلمسأن اليوم تغيّر كثيرًا, ونقرأ صحيفة «الأيام» كل صباح, وما أجمله صباح تشرق فيه من جديد.
تنويه: تعويض «الأيام» لا يساوي شيئًا مع ما تستهلكه خزينة شئون القبائل أو خزينة نافذ عسكري.. [الأمثلة والمقارنات كثيرة وهذه إحداها فقط يا وطن].
الرحمة والغفران والسلام على روح هشام, والصلاة..

*عن يومية «الشارع»,  الأحد.