fbpx
الوجه الآخر لعشاق المنصات !!

الوجه الآخر لعشاق المنصات !!

 

فاروق ناصر علي

“وجهٌ جميلٌ

طاف في عيني قليلاً .. واستدار

ارجع .. فإن الأرض شاخت

والسنون الخـُضر يأكُلها البوار

ارجع.. فإن شواطئ الأحلام

أضناها صُراخ الموج من عفن البحار

هل آن للوجه الذي صلبُوه فوق قناعه عُـمرًا

بأن يُلقي القناع المُستعار؟!”

 

– فاروق جويدة –

 

مدخل صدق

 

هناك مقولة مأثورة أتمنى من بعضهم استيعابها : (الثورات يصنعها الأبطال والجبابرة ويستفيد منها الجبناء والأنذال والسماسرة) لدينا في الجنوب (بعض) وأعيد القول (بعض) القيادات التي لم تقرأ عن تاريخ الشعوب المناضلة شيئًا أو حتى حرفـًا، وكل ما تعرفه وتجيده إجادة تامة هو ركوبها المنصات وتلميع صورها أمام الميكروفونات وكذا الكاميرات من زوايا مختلفة والحديث الممل المتكرر والصراخ بصوت مُرعب على طريقة بعض الخطباء في المساجد الذين يُكفرون الناس ويجعلون المُصلين يؤمنون بشكل خاطئ أن الدين الإسلامي العظيم هو هذا الإرهاب في القول والصوت… وهذه القيادات لا تدعوا للإرهاب على الإطلاق ولكنها لا تقدم للسامع غير التكرار (الخطبة الخطبة الجمعة الجمعة) والتقاط صورها، وكأن (الحرية) تأتي من خلال المنصات والكاميرات؟!

 

الدخول إلى قلب المقال

 

أولئك البعض الذين عشقوا المنصات والخطابة أخذوا يرددون وبصوت واحد النغمة ذاتها التي ترددها الأفاعي الشمالية السامة “إن النضال السلمي هو الأساس ومن خلاله سوف نستعيد دولتنا المسلوبة”، وتناسوا لأنهم لا يعرفون تاريخ الشعوب المقهورة، أن هذا النضال هو مجرد مرحلة لا غاية… فكلما ازدادت قوات الاحتلال بطشًا وقتلاً للعزل من الشعب واعتقلت العشرات من دون وجه حق ومارست كل حقارة الغطرسة والعنجهية… يتحول النضال السلمي فورًا إلى كفاح مسلح مُنظم يجعل المحتل يذوق طعم الدم ومرارة الموت!!

 

لكن هذه القيادات التي ما زالت مرتبطة بروابط متينة مع أحزابها في (صنعاء) تريد أن تقدم أبناء الجنوب (أضاحي عيد) في كل مهرجان ومسيرة، مرددة تلك المقولة الخاصة بأصحابهم “أن العالم كله ينظر إلينا بإعجاب شديد من خلال نضالنا السلمي الحضاري المدني” وهنا أضع للقارئ الكريم هذه التساؤلات المُرة كي أكشف هؤلاء :

 

 

1 – ماذا قدم إلينا هذا العالم الحقير وبكل منظماته إلى شعب الجنوب وهو يرى الشهداء يتساقطون والمجازر تلو المجازر في كل مسيرة والجرحى والمعتقلين والمطاردين والمختطفين والسجون امتلأت حتى آخرها وحتى بالنساء والأطفال القصر.. ماذا قال عالمكم المُعجب بنا، قال الصمت وقدم إلينا التجاهل ؟! هذا هو عالمكم .

 

2 – ماذا قال هذا العالم النذل بكل دولة ومنظماته وهو يرى :

 

خبراء الموساد + الخبراء العراقيين العسكر + الفلسطينيين الذين تدربوا على التجسس + المتاجرين بالدين الذين تصدرهم دولة مجاورة…. وهم يساهمون بقتل أهلكم؟! قدم الصمت والتجاهل… أليس كذلك يا سماسرة الجنوب .

 

العالم صامت يا عشاق المنصات ؛ أنتم تبيعون الوطن الغالي الجنوب بنذالة منقطعة النظير.. لكن هذا العالم الحقير كله من دون استثناء لا يعرف أن الجماهير الجنوبية لا تلعب على الحبال فقد أقسمت على النضال وعلى انتزاع الاستقلال وعلى وضع كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإسلامية والعربية والعالمية … إلخ أو لم تفهموا بعد؟!

 

* كم مقال قلنا فيه لا تجعلوا اللهث وراء الزعامات الكاذبة تنفركم عن بعضكم البعض، لكنكم بدلاً من وحدة الصفوف نحو تحقيق الهدف السامي وهو تحرير أرضنا تهرولون نحو إصدار البيانات، والتسميات، والمنصات والميكروفونات والبحث عن صوركم هنا أو هناك… لا فائدة ترجى ولا أمل إذا لم تتحدوا في كيان واحد صلب لا يبحث عن شيء سوى تحرير الأرض المحتلة وليس البحث عن المناصب والزعامات هذه أبحثوا عنها لو شئتم من الآن في (المريخ وزحل) واتركوا الشباب البطل وهم في الأساس العمود الفقري للثورة اليوم، هذا الجيل الرائع هو في نظري أروع منا جميعًا فلا تلوثوه بسُعاركم نحو الزعامة.!!

 

آن الأوان  لوحده الهدف ورص الصفوف؛ علينا العمل على وضع الكفاح المُسلح أمام عيوننا وأن نخلق (سييرا ماسيرا الجنوبية) ولا عَلاقة لنا بأي دولة في العالم ولا أي صوت لسياسي مُحنط يريد المساومة على حساب أرضنا وتاريخنا وهويتنا.

* ويبقى قول الشاعر ..

“مال ميزان الدم الباهظ .. مال

ومن الغربة عاد الرجال

وأنا في شرك الموت قصيًا لا أزال

فتمهل يا بلال دع أذان الفجر

حتى يسجد الليل على موطئ فجري

لا تؤذن يا بلال بعد فالحرب سجال

وموتي مستحيل وستأتين على سُرة مولود وأهداب قتيل

وستأتين لأني شئت أن تأتي

وأعلنت المشيئة أيتها الشمس البطيئة”.

 

– سميح القاسم –