fbpx
علي عبد الله صالح وعدمية الإحساس) 1 … بقلم / صادق العزي
شارك الخبر
علي عبد الله صالح وعدمية الإحساس) 1 … بقلم / صادق العزي

حقيقة عندما وفد علي صالح كان ذلك الشخص.
وأستبشرنا الشيء الكثير, وبالذات بعد الصلح الذي وقعه مع عبد الفتاح إسماعيل في الكويت, ثم ذهابه إلى ليبيا وإنقاذ البلاد من حرب حقيقية وفوق هذا وذاك المؤتمر الشعبي العام والمجالس المحلية, وإن كانت ثمناً لوقف تلك الحرب لكنها كانت منفذاً لنا, توهمنا أنها ستنقلنا إلى العالمية, وأن اليمن ستستعمر العالم من جديد كما استعمرته من قبل بالذرة والبن.
بعد ذلك تغير الحال حيث عاد إلى أسرته ودعوته إلى تكتيلها.. ومكنهم من المناصب القيادية في الدولة, وحوّل جميع موارد الدولة إلى أيديهم, (1) لكن أسرته لم يكن بوسعها احتواء الدولة بمفردها فأشرك القبيل بإرث الذي جاءه من السماء.
وبالرغم من التنافر في بعض الأحيان إلا أن المصلحة كانت تجمعهم حتى لا يخرج الأمر من أيديهم.
نعم بسط سلطته على الدولة لكن بقيت الحكومة (2).
هنا كيف يبسط سلطته عليها لاسيما وأن آل الأحمر لن يتمكنوا من احتوائها؟
هنا سلّم الأمر لأبناء صنعاء حتى يكون في مأمن.
وكانت الأشخاص الذين من المحافظات الأخرى ليسوا أكثر من صور حائطية تزين جدران الغرفة.
وكان من الطبيعي أن تظهر الصنعنة, في الجيش والأمن والدولة التي تحتكرها أسرته المقربة والسلك الدبلوماسي وحتى في التجارة لم تسلم من الصنعنة والتي كانت المتنفس لبقية أبناء المحافظات الأخرى.
وهكذا وجه فكره وبصره نحو أبناء صنعاء ونسي إخوانهم.
وظهر حينها ما يُعرف بمواطني الدرجة الأولى ومواطني الدرجة الثانية.
وهذه كان يتحدث بها أبناء المحافظات الأخرى باستثناء أبناء محافظة صنعاء, ومع ذلك لم تمس فكر الزعيم الذي نسي شيء اسمه يمن إلا من أجل مصلحته وأسرته وأبناء محافظته.
وتم تأسيس ما يُعرف ب(مصلحة شئون القبائل).
 ومن هذه القبائل؟
هل قبائل صنعاء فقط أم جميع القبائل التي تغيب فيها سلطة الدولة وليس فيها غير سلطة المشايخ؟
طبعاً الشيء الذي عرفته هو أن أي مولود في أي قرية من قرى قبائل حاشد يُقرر له راتب شهري.
لكن قبائل حاشد تحصنت حول الرمز شيخ مشايخ حاشد (عبد الله بن حسين الأحمر) الذي أصبح القوة الضاربة في حزب الإصلاح الذي أصبح حزب قبلي أكثر من كونه حزب إخواني.
هنا لجأ علي صالح نحو قبائل بكيل ونحو رمزها عبد العزيز الشايف لغرض أن تكون القوة الضاربة في قبائل حاشد.
وهذه الإستراتجية إحدى استراتيجياته لمواجهة أي قوى ناشئة وبقوة وحتى لا يوجع قلبه لكنه يعطيها الإشارة في الوقت المناسب.
ومثلاً عند ظهور المد السلفي في صعده بظهور الرز ورجل الحديث الأول في اليمن (مقبل بن هادي الوادعي) أنشاء في صعده النقيض له وهو جماعة الحوثي المناقضة للسلفية كقوة مناوئة للسلفية إذا ما حدث منها ما يُعكر صفو الزعيم.
وحزب الإصلاح نفسخ ساعد علي صالح نفسه على إبرازه ليكون القوة الضاربة التي يواجه الاشتراكي بها.
لكن أول خيانة صدرت من الحليف اللدود هي في انتخاب عبد الله بن حسين الأحمر رئيساً له.
وحقيقة أن حزب الإصلاح قد قدم خدمتين جليلتي للزعيم لا يمكن إنكارهما, الأولى أثناء حرب الانفصال حيث دخل بكل قوته ولأن أمام أتباعه أنهم في جهاد أمام عدوٍ كافر, والنصر الذي حققه الإصلاح في الميدان أكثر مما حققه حزب المؤتمر أضعاف مضاعفة.
وبعدها تحالف معه وهذه حال المصلحة الحزبية والسياسية وهي قاعدة لا يمكن التنصل عنها أو الهروب منها.
وقد أصبح معروفاً عن حزب الإصلاح بأنه ذلك الحزب الذي لا يؤمن مكره.
وأما الخدمة الثانية الجليلة التي قدمها حزب الإصلاح لعلي صالح هي عندما داس على رقاب الشباب ليقتسم الكعكة واستطاع وقوى إقليمية تحويل الثورة إلى أزمة سياسية مكنت علي صالح ورفاقه من الخروج من حبل المشنقة.
وجفت آخر قطرة دم من دماء الشهداء مع آخر خيمة رفعها حزب الإصلاح من الساحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ
(1) ناهيك عن تسليمه قيادة المؤتمر إلى يد المشايخ وهو ما غلّب سلطة القبيلة على الدولة, وبالذات مشايخ القبائل الذين يحاربون العلم ويهدمون المدارس لأن أبناء القبيلة إذا تعلموا تركوا السلاح.

(2) لقد سار على عكس ما سار عليه سلفه الذي غلّب سلطة الدولة على سلطة القبيلة, ولم يهتم بالمشايخ بل اهتم بالمتعلمين وبالمثقفين من كل أرجاء الوطن وازدهرت اليمن في عهده ـ 3 سنوات ـ أيما ازدهار, ولا زالت ذكراه عطرة في قلوب اليمنيين وستبقى ذكرى لن تُنس.

أخبار ذات صله