fbpx
لماذا لا تكون الانتخابات دون الجنوب المسلوب ..؟

 

((يتطلع الناخب اليمني اليوم إلى انتخابات محلية ورئاسية نوعية أكثر رقياً وتطوراً ، تفضي إلى تحسين وضعه المعيشي وتوفر له حياة حرة كريمة ، ولن يقبل بأقل من معايير انتخابية واضحة النزاهة والشفافية، بصورة تجعل من التجربة اليمنية محل فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن . 

لم يعد مقبولاً اليوم تكرار استنساخ التجارب الانتخابية السابقة بمختلف أشكالها (البرلمانية والمحلية والرئاسية) بما رافقها من اختلالات وانتهاكات سافرة للدستور والقانون و تزوير إرادة الناخبين، وبما أفرزته من نتائج مشوهة ومنقوصة الشرعية، ساهمت سلباً في الحيلولة دون تراكم عوامل التغيير والتحول السلمي الديمقراطي المنشود، مكرسة مظاهر الديمقراطية الشكلية، وإعادة إنتاج السلطة لذاتها في مشهد ديكوري يفرغ التعددية الحزبية من مضامينها السياسية والديمقراطية، تنعدم معها أي إمكانية للتداول السلمي للسلطة )) . 

ما بين القوسين أعلاه هي مقدمة لرؤية أحزاب المشترك لإدارة الانتخابات قبيل إنتخابات عام 2006 م إبان حكم نظام صالح والذي قدمت فيه احزاب المشترك رؤيتها حول الانتخابات والصادرة يوم 7 محرم 1427هـ الموافق 7 مارس 2006م. 
لقد كانت احزاب المشترك تتحدث بلغة السياسة الحصيفة على مصلحة الشعب والوطن من جراء الطريق الكارثية التي كان يسير بها الشعب والوطن جراء نهج وممارسات حزب المؤتمر ونظام صالح أنذاك، ويبدوا اليوم أن تلك الممارسة والسير نحو الكارثة لاتزال باقية رغم الرحيل السياسي الجزئي لنظام صالح وحزب المؤتمر ولكن من خلال نهج أحزاب المعارضة “المشترك” التي اصبحت اليوم حاكمة أو نصف حاكمة على الارجح.

إننا في الجنوب ندرك جيداً أن ما يقوله ويتحجج به سياسيوا وقيادات احزاب المشترك من حجج واهية قد لا تكون أهم من مصلحة الشعب والوطن التي كانت تتحدث عنه احزاب المشترك بحرص شديد قبل صعودها إلى سدة الحكم . 
ومن حجج أحزاب المشترك مثلاً “أنها تنفذ ما جاء في المبادرة الخليجية كون ذلك يسعى إلى اخراج الرئيس صالح من اللعبة السياسية ومن رئاسة اليمن دون رجعه وبعملية سياسية مقنعه لصالح وحزبه والاطراف الأخرى ، كما يتحدثون عن أن الانتخابات هي السبيل الوحيد لإخراج صالح من الحكم بأقل الخسائر التي قد تكبد اليمن خسائر بشرية ومادية كبيرة إذا ما اندفعت الامور نحو الحرب حتى من طرف واحد ” قوات صالح” .

حقيقة نحن في الجنوب نحترم كل الاراء ونؤكد على وقوفنا إلى جانب الثورة الشبابية اليمنية التي تسعى إلى رحيل صالح ونظامه وجميع اركان حكمه، وهذا مطلب يؤيده جميع الجنوبيين دون أستثناء كونهم هم أول من طالب برحيل صالح في مسيرات الحراك الجنوبي السلمية، وعلى احزاب المشترك واعضاؤها أن يدركوا شيئا أساسياً وسياسياً بالغ الخطورة وهو أن يتم ذلك المطلب بل يجب أن يتم دون المساس بحق الجنوبيين وقضيتهم السياسية العادلة التي تفجرت قبل أن تجرؤ أي مكونات سياسية شمالية على المطالبة برحيل صالح بفارق زمني اربع سنوات على الاقل. 

تصادم إجراء الانتخابات المحسومة النتائج مع مطالب الجنوبيين ” الحراك السلمي الجنوبي” سيعمل على ضرر سياسي بالغ سيوسع فجوة القضية الجنوبية بين الجنوبيين الرافضين لتلك الانتخابات وبين أحزاب المشترك التي قالت سابقاً أنها حريصة على مصلحة الشعب والوطن فظلاً على أن تحدث فتنة صراع في الجنوب بين رفض الاغلبية وقبول الاقلية المدعومة بمليشيات من الشمال لتلك الانتخابات والذي سيذهب ضحيتها أبرياء لا يجوز أن تهدر دماءهم من اجل فرض الانتخابات بالقوة أو التحريض على فرضها بالقوة من قبل أنصار حزب الاصلاح الجنوبيين أو الشماليين المتواجدين في الجنوب. 

ما المانع من أن تتم هذه الانتخابات في المحافظات الشمالية واجزاء معينة من المحافظات الجنوبية الرافض ابناؤها للانتخابات إلا من مراكز قليلة تتبع احزاب المشترك أو حزب المؤتمر دون أن يتم التحريض لإجراء انتخابات بالقوة ..؟

شباب الثورة والانتخابات.!
الثورة ..شباب الثورة..شباب التغيير..ساحة الحرية ..اسماء ارتبطت بذاكرة الاحرار على مدى عام كامل، فأين موقع شباب ثورة التغيير من الانتخابات الهزلية ورفضهم المبادرة الخليجية ..؟ .
إننا لم نعد نسمع أي صيحات لشباب ثورة التغيير في ساحات التغيير في صنعاء وتعز تطالب برفض الترتيبات السياسية التي تستهدف تصفية اثورتهم التي قدموا مان اجلها تضحيات جسام ،وكأنهم قد ذابوا في إنتخابات هزلية يعتبرها الجنوبيين مسرحية من تأليف تآمري يسعى إلى تصفية الثورة في الشمال وتصفية ثورة الحراك الجنوبي السلمي.

على شباب الثورة اليوم أن يثبتوا مدى صمودهم وأفكارهم السياسية وأن يثبتوا وجودهم في الميدان السياسي من خلال مقاطعتهم للانتخابات الغير دستورية واللاشرعية. 
ام أنهم سيتحولوا اليوم الى أدوات تحركهم ارادات الاحزاب والطامحين لحكم اليمن، في حين لم يقوموا بأي تغيير ولا تحقيق أي هدف من اهداف الثورة التي خرجوا من أجلها.
خاتمة ..
في جنوبنا الحبيب كل شيء مستهدف، ولم تعد التصرفات السياسية القادمة من صنعاء تنبىء بأي خير لنا، غير الدمار والقتل، حتى الانتخابات التي يجب أن يكون الجنوبيين مقتنعون بها، يريدوا أن يفرضوها بالقوة العسكرية، في حين تعني الانتخابات أن تمارس حقك الدستوري والقانوني وانت بكامل اقتناعك وحريتك، فكيف يريدوننا أن ننتخب ونحن نعيش تحت أحتلال عسكري وسياسي وفكري غاشم .

إنهم يتحججون بالمرشح الجنوبي تارة وبالوزراء الجنوبيين تارة أخرى وبتارات كثيرة يجلبون الحجج الواهية التي عايشناها جميعاً في نظام صالح سابقاً..لم يأتوا بجديد ولم يفكروا حتى بمطالب أغلبية شعب الجنوب بل إنهم لم يتقبلوا حتى مشروع الفيدرالية الاتحادية التي ينادي بها العطاس في ظل رفض اغلبية الجنوب لها .أنهم لا يعيروا الجنوب وشعبه أي قيمة، كل شيء هنا هو الثروة والاستنزاف والنهب . 

لنن ننتخب ولن يشارك ابناء الجنوب بالانتخابات إلا القليل الذين نحترم اراءاهم ولهم حق ذلك ،فالجنوب قد تغير وصار ابناؤه يعرفون ما يريدوا وما هي تلك القوى التي تدعي “بالوحدة اليمنية” ..رحم الله الشهيد إبراهيم الحمدي الذي قتلته أيادي الغدر والتي قتلت ايظاً ” الوحدة اليمنية” وقتلت شباب ثورة التغيير في الشمال وتحاول اليوم أن تقتل الجنوب وتصفي ابناؤه، ولكن هيهات هيهات فالجنوبيين صامدون ولن يتنازلوا عن حقهم قيد أنملة ورحم الله شعباً كسر الذل وحطم اسوار الخوف قبل أن يعرفه المتشدقون والمقلدون اليوم
ولا نامت أعين الجبناء.