fbpx
السفارة الروسية في القاهرة تختلق فتنة سياسية بين مصر والغرب
شارك الخبر
السفارة الروسية في القاهرة تختلق فتنة سياسية بين مصر والغرب

 

يافع نيوز – العرب

فرضت دواعي الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتقاطعاتها الغربية أنماطا مختلفة من التصرفات الدبلوماسية غير المعهودة والمرفوضة من جانب الكثير من العارفين بتقاليدها وبواطنها، لكن كما يقال كل شيء عند اندلاع الحرب مباح، حيث عبّر بيان أصدرته السفارة الروسية بالقاهرة، الخميس، عن مخاوف من احتمال أن تقوم مصر وبعض الدول العربية بتعديل موقفها من الأزمة الأوكرانية لصالح الدول الغربية.

لجأ البيان المفاجئ إلى التاريخ للإيحاء بأن مواقف موسكو أكثر عدلا وإنصافا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا تجاه مصر والدول العربية، خاصة عند تلميحه إلى العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر والسيطرة على قناة السويس، وما قامت به واشنطن في العراق وسوريا وليبيا.

كشفت المفردات التي استخدمتها السفارة الروسية عن قلق من عدم استبعاد حدوث تحول عربي، حيث جاء بعد يوم واحد من الإعلان عن عقد قمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن في الرياض تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، والتي تشير إلى أن تغييرا مّا يمكن أن يطرأ على مواقف هذه الدول من التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وإن لم يكن مؤيدا لموسكو فهو يتخذ مسافة من الدول الغربية ولا ينسجم مع مواقفها للانتقام العسكري والاقتصادي من روسيا.
أشار الإعلان عن قمة الرياض إلى أن المعادلة التي خفضت بموجبها موسكو خسائرها وقامت على تحييد دول عربية مهمة وربما جذبها إليها في المستقبل قابلة للتغيير الآن، فموافقة قادة تسع دول عربية مهمة على الاجتماع مع بايدن في هذا التوقيت يعني أن هناك تفاهمات يمكن التوصل إليها تصبّ في صالح واشنطن على حساب موسكو.

أرادت السفارة الروسية التذكير بالماضي القاتم والمرير بين الغرب والعديد من الدول العربية، واختارت من التاريخ ما يعزز رؤيتها السياسية الراهنة، لكن عملية الانتقاء لم تكن موفقة تماما، ففي النموذج الذي استخدمته وأشارت فيه إلى العدوان الثلاثي على مصر تجاهلت أن الولايات المتحدة نفسها هي التي أوقفت هذا العدوان بعد أن أصدرت تهديدها الشهير للدول الثلاث.
ما أرادته موسكو من خلال اللجوء إلى الماضي يعبر عن شكوك في الاحتفاظ بما حققته مع بدايات الأزمة الأوكرانية من مكاسب جزئية، وأن الدول الغربية قد تقوم باستدارة واسعة لضبط الدفة لصالحها وقطع الطريق على خلق عالم جديد يمكن أن تصبح فيه موسكو رابحة من هذه الحرب، وهو ما فرض عليها التلويح بورقة التاريخ وأن الجري وراء الغرب سيكرر مآسي وقعت سابقا.

عزف البيان على سردية المظلومية لأجل استنفار قادة الدول العربية، وعزف على فكرة الاستعانة بمواقف الاتحاد السوفياتي للرغبة في استرداد قوته الغابرة على الساحة الدولية وضبط الخلل الذي أحدثته الهيمنة الغربية، والتي أرخت بظلال سلبية على مصر وغيرها من الدول العربية وفرضت الرضوخ دوما لتقديرات واشنطن.

أخبار ذات صله