fbpx
مصر تنشّط هيئاتها الدينية استعدادًا لمواجهة خارجية صعبة مع الإخوان
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تسعى الحكومة المصرية لمواجهة تنظيم الإخوان خارجيّا بعد أن قطعت شوطا طويلا على الصعيد الداخلي، في محاولة لإحداث تكامل بين الجانبين لتقويض نفوذ جماعة تشكل تهديدا متواصلا إذا استمر نفوذها في بعض الدول الغربية.

والتقى شيخ الأزهر أحمد الطيب الأربعاء وفد الكلية الملكية لدراسات الدفاع البريطاني برئاسة اللواء ستيفين ديكين، ملحق وزارة الدفاع البريطانية، وممثلين لإحدى عشرة دولة، وذلك لتبادل الرؤى والخبرات في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأجرى مفتي الديار المصرية شوقي علام زيارة إلى لندن في بداية مايو الجاري، والتقى أعضاء في مجلسي العموم واللوردات وممثلي الأديان والمجتمع المدني وأئمة ودعاة عدد من المساجد والمراكز البحثية ذات الارتباط المباشر بمكافحة الإرهاب.

ويكشف التحرك المزدوج عن وجود توجه مصري لتنشيط الهيئات الدينية استعدادا لمواجهة خارجية مع الإخوان بعد أن حاكت الجماعة خطة طويلة الأمد مكنتها من اختراق الكثير من الجاليات الإسلامية والسيطرة على المساجد في العديد من الدول الغربية.

وتعتمد القاهرة على زيارات رمزية تقوم بها قيادات دينية وتهدف إلى دحض أفكار التنظيم المصنف إرهابيًا في مصر وبعض الدول العربية، غير أنها لم تنجح في إحراز تقدم ملموس يسهم في تقييد نشاط الجماعة دوليّا، على الرغم من اهتزاز صورتها مؤخرا.

وظلت اللقاءات التي تعقد في فترات متقطعة رمزية ودون استراتيجية شاملة تجابه خطط الجماعة التي بدأت منذ ستينات القرن الماضي وحققت نجاحات وفرت لها مساحة جيدة من حرية الحركة في عواصم أوروبية مختلفة.

وتبحث مصر عن تكامل بين مؤسساتها في التعامل مع الهيمنة الإخوانية على الكثير من الجاليات الإسلامية، حيث انتهت الجهود الأمنية التي بُذلت على مستوى التنسيق مع أجهزة استخباراتية غربية عديدة إلى تسليم معلومات بشأن بعض العناصر المصنفة إرهابية ولم تصاحب ذلك إجراءات فاعلة على مستويات أخرى.

واختارت القاهرة أن تسير بشكل تدريجي بدلاً من ربط الملفات ببعضها البعض في توقيت واحد مبكرا؛ فبعد أن استنزفت جهودها الأمنية ولم تكن النتيجة مرضية بدأت تُفعّل دورها في جانب آخر مستخدمةً المكانة الرمزية لرجال الدين.

وأكد شوقي علام في تصريحات له الثلاثاء أن بريطانيا بداية لسلسلة من الجولات الخارجية في الفترة المقبلة تشمل عددا من العواصم الأوروبية، لبيان صحيح الدين الإسلامي ومواجهة الأفكار المتطرفة، وأنه سيستمر في التواصل مع مراكز الأبحاث والجامعات والجاليات المصرية في مختلف أنحاء العالم لتقديم الخدمات الشرعية.

ويشير هذا التوجه إلى أن القاهرة عازمة على الذهاب بعيدا في اتجاه تنشيط دور الشخصيات الموالية لها والتي تحظى بمكانة خارجية مرموقة بفضل موقعها الديني والتواصل مع جهات مدنية ذات ارتباط مباشر بحكومات غربية.

ويشغل مفتي الديار المصرية منصب الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويرأس شيخ الأزهر أحمد الطيب مجلس حكماء المسلمين، وبذل الثاني جهداً فاعلا على مستوى حوار الأديان ومجابهة الأفكار المتطرفة.

ودفعت لقاءات المفتي في لندن أخيرا تنظيم الإخوان إلى البحث عن أدوات للرد على ما جاء في الورقة التي أعدها ووزعت على أعضاء مجلس العموم البريطاني وحملت إدانات موثقة للجماعة وفضحت الكثير من تصرفاتها التاريخية في مصر.

وبدت زيارة المفتي إلى لندن ذات صبغة تعريفية؛ حيث عرّفت بجرائم الإخوان التي ارتكبت داخل مصر، والتي تندرج في سياق المعلومات التي جرى ترديدها في زيارات سابقة دون سند من القوى السياسية المحسوبة على الحكومة البريطانية ودون استثمار لشكاوى باحثين في مراكز إسلامية تحدثوا عن وجود مخاطر مترتبة على نحو 1400 مدرسة إسلامية غير مرخص لها أو غير قانونية في بريطانيا.

وقال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أحمد سلطان إن “تنظيم الإخوان يخشى أن يفضي تكرار الزيارات إلى نتائج ملموسة ويضخ دماء جديدة في حملات غربية بدأت تطالب بتقييد نشاط الجماعة، في ظل ما تواتر من معلومات حول علاقتها بحركات متشددة تهدد أمن الكثير من الدول الأوروبية”.

وأضاف  أن “زيارات ولقاءات الرموز الدينية ليست كافية لحدوث تحول نوعي في الحسابات الغربية، فالمواجهة مع الإخوان تتطلب تبني خطط واضحة لمواجهة سنوات طويلة من الاختراق الذي قامت به الجماعة في أوساط الجاليات الإسلامية”.

أخبار ذات صله