fbpx
إستعادة الكهرباء ، أهم من إستعادة الجمهورية .
شارك الخبر

وديع منصور

الوقود ، قطع الغيار ، الصيانة ، الطاقة المستأجرة . الأحمال الزائدة ، الخروج من الخدمة .. الخ .

حسب تقرير سابق للبنك الدولي ، يعيش نحو ستة عشر مليون يمني بدون كهرباء أغلبهم في المناطق التي تقع تحت سيطرة (أنصار الظلام ) . ويقع اليمن ضمن قائمة الدول الاقل انتاجا للكهرباء على مستوى العالم .
حسب وزير الكهرباء والطاقة ، تنتج ما تسمى بالمحافظات المحررة نحو 1500 ميجا وات موزعة بين المحطات الحكومية وشركات الطاقة المستأجرة .
اخر عجز للكهرباء سجل في العاصمة المؤقتة وحدها بلغ نحو 300 ميجاوات . حينما يشتد الصيف أكثر سيكون العجز أكبر .
مؤسسة كهرباء العاصمة المؤقتة وقبل أيام قليلة ثمنت إستجابة دولة رئيس الوزراء للمناشدة التي أطلقتها بضرورة التدخل وتوفير مادة الديزل لإعادة تشغيل محطات التوليد المتوقفة بسبب نفاد الوقود .
هل سمعتم من قبل في أي مكان في العالم بأن احدا يثمن دور حكومة عجزت في الاساس عن حل مشكلة لسنوات ؟ ومازالت .

في العام الماضي اعلن عن تقديم منحة نفطية سعودية بقيمة 422 مليون دولار لتشغيل محطات الكهرباء . وقد انتهى استهلاك كل المنحة . السؤال هنا : كيف يكون بلد مصدر للنفط وفي نفس الوقت لا يستطيع تشغيل محطاته الكهربائية الا من خلال منح وقود خارجية ؟!

كان هناك إعتقاد بان تقاسم الحكومة بين الشمال والجنوب سيخفف من الازمات المسببة لتردي الخدمات الأساسية ، وعلى رأسها الكهرباء والمياه .. لم يحدث ذلك في ضل حكومة معين عبدالملك الثانية .
كان هناك اعتقاد بان اتفاق الرياض ، ومشاورات الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي ، وطي صفحة الجنرالين العجوزين ستبدأ ايضا بالتخفيف من الازمات المتعلقة بالخدمات .. لكن هانحن نسمع مجددا بتحذيرات من خروج منظومة الكهرباء عن الخدمة .

والى جانب الكهرباء ماتزال انقطاعات المياه مستمرة . وكان يفترض بعد تحرير العاصمة المؤقتة ان تتزايد فيها البعثات الديبلوماسية .. لكن بدلا من ذلك تزايدت فيها الحمير التي تنقل المياه .

هناك من أعتقد ايضا بان ترقية محافظ عدن لوزير دولة سينعكس ولو بحد أدنى على الكهرباء والمياه مع بداية هذا الصيف . للأسف هذا لم يحدث ايضا .
اصبح مجلس القيادة الرئاسي الجديد مقيما في عدن ، وحتى النواب والشورى .. والكل يعلن بان الهدف هو إستعادة الدولة ، واحيانا يضيفون لها الجمهورية ، وفي احيان أخرى الوحدة .. لكن المؤكد أن استعادة الراتب والكهرباء والمياه بالنسبة للكثير من المواطنين اهم كثيرا من إستعادة الدولة و الجمهورية والوحدة معا .

كان يفترض أن تكون اول لجنة يشكلها حكام الشرعية الجدد لجنة طوارئ من متخصصين مستقلين ، وبمشاركة خبرات أجنبية ، وتكون معنية بتقديم افكار وطرق وتوصيات عاجلة للتخفيف من سوء الخدمات وسوء المعيشة ، لكن بدلا من ذلك تم تشكيل لجنة معنية بالتشاور والمصالحة !

لابد انكم سمعتم من قبل عن طاقة الرياح في توليد الكهرباء ، يقول مختصون بان الرياح تعد أحد أقل مصادر الطاقة تكلفةً في الوقت الحاضر، وذلك لأنّ الكهرباء الناتجة عن مزارع الرياح تُباع بسعر ثابت على مدار فترة زمنية طويلة، كما أن وقودها مجاني .. ولن يضطر أحد للمبالغة بتوجيه الشكر لأحد . السؤال هنا لماذا لم تحاول أي حكومة اللجوء طيلة اكثر من عشر سنوات لخيار الطاقة المتجددة كوسيلة مساعدة في أزمة الكهرباء .

نقطة أخيرة :

هناك قناعة من الكثيرين بالنية الصادقة للمجلس الرئاسي الجديد على حل مشاكل الخدمات والمشاكل المعيشية .. لكن النية الصادقة وحدها لا تكفي لحل المشاكل .. الرواتب والكهرباء والمياه تحت سلطة الشرعية هي وسيلة لتحقيق غاية . لكن مهما كانت الغاية كبيرة او حتى مشروعة .. الا أن غياب الوسيلة سيؤدي بالضرورة الى غياب الغاية . هذا مؤكد .

 

 

 

 

 

أخبار ذات صله