fbpx
تقييم الحراك الجنوبي وهيكلته ضرورة حتمية تقتضيها مصلحة الوطن العليا ؟

كان من الواجب على الاخوه قادة الحراك أنهم قد قيموا أنفسهم جيدا وأنهم قد فتشوا عقولهم واختبروا نشاطهم من خلال خمس سنوات مضت من الحراك الجنوبي السلمي .

وان ينظروا إلى من حولهم من الشباب الذين يملئون الساحات ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل استعادة الدولة الجنوبية . كان عليهم تأهيل الشباب المتحمس والمتسلح بالإيمان وبالعلم السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي . لاستعادة الجنوب بالطرق السلمية منذ البداية . كان عليهم تقييم الانجازات التي تحققت خلال رئاستهم أو إدارتهم للمهمة التي أوكلت أليهم وكذلك مدى كفاءة القائمين عليها من حيث الأداء والسلوك وانفتاح العقل وفقا وما تقتضيه مصلحة النضال الثوري في عموم المحافظات الجنوبية .

وكذلك تناقش أوجه القصور في الاداره ونشاط طاقمها الثوري. وتعمل على تصحيح الأخطاء من خلال بناء استراتيجيه سليمة بعقول جديدة تتطور بتطور العالم الحديث وذلك لإحداث نقله نوعيه من شانها تحقيق الهدف المنشود منه بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف .

ومن خلال رؤيتي للحراك السلمي الجنوبي منذ بدايته وحتى الآن قد خطي خطوات جبارة ولكنها بطيئة نحو الوصول إلى استعادت دولتنا وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل البسالة الثورية التي أظهرها شعب الجنوب في عموم المحافظات .

ومن المؤسف حقا أنه من يتابع دهاليز الحراك الجنوبي يرى إن هناك شرخ عميق في نسيج القيادة سيقودنا للهاوية جميعا . خلافات عميقة على كل شاردة وواردة لأنهم عاشوا دون تفكير وكان غيرهم من يفكر لهم وهم مسيرون لا مخيرون،

وهذه الاختلافات لا تخدم القضية الجنوبية بل يزيدها تعقيدا . ويجني ثمرته من اغتصب الأرض والثروة لتنفيذ أجندته الخبيثة التي ربما من خلالها يتم اختراق بعض مكونات الحراك السلمي . يجب أن يدركون أن هذه المليونيات التي تخرج إلى ساحات الحرية والنضال تنشد الوطن الجنوبي وبس وليس القائد فلان أوعلان .

كل ذلك بسبب تلك القيادات المتواجدة بالخارج وبعض إذنابها بالداخل لم يكونوا عند مستوى المسؤليه في توحيد الآراء حول الرؤية الموحدة بكيفية استعادة الدولة. فقد سادت الخلافات والتباينات بين معظم المكونات السياسية وكذلك القادة السياحيين المتواجدين بالخارج حول مفهوم وطرق استعادة الدولة وإيجاد الحامل السياسي الموحد لها.

ويدرك الجميع أن تلك القيادات تعيش الآن فترة الاحتضار السياسي والدبلوماسي والانحسار تدريجيا لأنها لم تكن مؤهلة لقيادة هذا الشعب العظيم .. وهذا عكس نفسه على القيادات الميدانية الموالية لتلك القيادات ..

حيث نلاحظ التراشق الإعلامي والاتهامات بالعمالة والخيانة فيما بين هذه المكونات والتسابق على إصدار الدعوات لحضور الساحات بهدف اعتلاء المنصات وفرد العضلات والادعاء بان هذه المليونيات الجنوبية التواقة للحرية والاستقلال ما هي الآ لهذا القائد أو ذاك وهذا منافي للحقيقة .

وأتمنى من ثوارنا الأحرار أن لا ترفع أي صورة من صور القيادات ويتم رفع صور الشهداء والجرحى وان تكون الفعالية من اجل التحرير والاستقلال وليس للمدح والثناء وتمجيد الأشخاص .

على ما يبدو أن هؤلاء القادة دخلوا مرحلة الشيخوخة التي يصاب بها الكهلة وكبار السن عقولهم لا تعمل بنفس وتيرة العقول الشابة سواء كان ذلك بالعمل النضالي الميداني أو التحرك السياسي والدبلوماسي الموحد مع بقية دول العالم .

عقولهم توقفت عن الإبداع والتفكير المتطور لا تمتلك القدرة على المناورة والصبر والحنكة والمناورة السياسية . لان العقل البشري قد يصل إلى مرحلة معينه من الزمن يتوقف فيها عن النمو ويقلب عليه طابع الروتين الممل الدائم مثل تناول وجبات الغذاء اليومية .

هذا العقل لا يقبل بالفكر الشبابي الجديد والتنوع الحضاري الديمقراطي تلك العقليات لا ترتقي إلى النضوج الفكري والسياسي وهي لا تقبل بأي رأي يناقضها إذا كان من غير تلك العقول المتحجرة لأن الفرد منهم لا يستطيع استيعاب الجديد ويظن أن رأيه هو الأفضل والأسهل وبأقل التكاليف .

لا ننكر نضال هؤلاء القادة ولا نسعى إلى تهميشهم ولكن بالمقابل نقول لهم لا تعتقدون أنكم باستمراركم على هرم الحراك وإصراركم عليه بدون أي فائدة قد نسكت أو نستسلم لكم .

فالشعب الجنوبي يستطيع أن يجعلكم جزءا من الماضي ويركنكم جانبا وينتخب قيادات جديدة من الشباب الثائر في عموم الساحات . لأنكم أصبحتم جزء من الباطل على شعب الجنوب .

وما بني على باطل فهو باطل .

مضى عليكم خمس سنوات وانتم على رأس المكونات السياسية والتعب والعناء وطول النضال قد نال من حماسكم وجهدكم وطريقة تفكيركم ولم تقدمون أي شي جديد .سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي . بل على العكس من ذلك زادة الانشقاقات بين المكونات . كان عليكم أن تجعلوا مصلحة الجنوب نصب أعينكم وفوق مصالحكم وتطلعاتكم الشخصية .

هل تملكون الشجاعة بتسليم دفة السفينة للشباب للإبحار بها إلى شاطئ الأمان ؟.

( فهل أنتم فاعلون ؟ )

والله من وراء القصد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .