fbpx
اليمن وسفينة النجاة .. بقلم / احمد عبده ناشر
شارك الخبر
اليمن وسفينة النجاة .. بقلم / احمد عبده ناشر

ليمن الذي يعيش حالة احتقان وخطورة لا يجوز السكوت عنها، فهناك رماد يتوقد تحت نيران السلاح في صعدة والحرب والتدريب ودولة خارج دولة، وهناك الجماعات الإرهابية التي ترفع اسم الإسلام زوراً وتمثل أجندة خارجية وهي مأساة سفك الدماء ومجازر ومذابح، ولنا فيما جرى في بلدان أخرى عبرة بهذه المذابح المتنافية مع الدين ومبادئ حقوق الإنسان وتدمير البلاد، والحراك الذي انفضحت نواياه بأنه يمثل دوراً عنصرياً لصالح أعداء الأمة ولإشعال الحرب والفتنة والتمزيق على أساس عرقي يرفضه الإسلام وترفضه مبادئ الوحدة العربية والأخوة.

هناك عناصر سياسية في اليمن فاشلة حكمت سنوات ولم تقدم شيئاً وخرجت من اللعبة السياسية وتريد أن تعود إلى الحكم ولو على الدماء ولو استعانت بالشيطان، هؤلاء معروفون تاريخيا بمجازر ومذابح وتاريخ أسود، فعليهم أن يتقاعدوا ويتوبوا إلى الله من الظلم والمذابح والسجون والقمع الذي مارسوه في اليمن بشطريه سنوات وضحاياهم، هؤلاء تجار الحروب ومن حكمة الله أن الإعلام اليوم والأخبار تفضح الأخبار، فأخبار السفن والأسلحة وغيرها أصبحت مكشوفة امام الملأ. يعجب الإنسان أن هناك أناسا يدفعون الأموال للغوغاء والجهلة ويستخدمون المخدرات وغيرها للوصول لأهداف غير نظيفة ولا شريفة وهم يعرفون ذلك ولكنهم يعتبرون أن البلاد وصية وتركة لهم، وهؤلاء يخادعون الناس بأضحوكة الديمقراطية وهم من مارس الدكتاتورية والسجون والقمع والظلم والجبروت وتدمير البلاد، فإن كانوا دعاة حرية فليتركوا الناس وشأنهم ويتوقفوا عن الدعوة لحروب أهلية ولو دمرت اليمن. والمهم هي أشخاصهم وتقديسهم لذواتهم.

وكان من المفروض على هؤلاء أن يكونوا أول الناس في الصفوف للدعوة للوحدة الوطنية وجمع الكلمة وإصلاح الأخطاء وأن يتحركوا للأعمال الإنسانية وليتهم وهم رؤساء سابقون يعرفون أن الرؤساء السابقين يعملون في مجالات السلام والخدمات الإنسانية ومساعدة المتضررين ويقدمون تجاربهم للأعمال الخيرية ولكن فيروس الدكتاتورية وحب السلطة لم يخرج من أجسادهم.

محنة اليمن الجهل والفقر وانتشار الأسلحة والفراغ وهذا يمكن الآخرين من استغلال هذا البلد، لذا يجب على العقلاء إقناع شيوخ القبائل والعلماء والمفكرين والوجهاء بالتحرك لدفع الناس لحضور المؤتمر الوطني للحوار وصياغة الدستور وانتخاب مجلس النواب ومناقشة المشاكل وحلها بالوسائل السلمية وفي جو أخوي وطي سيئات وصفحات الماضي والنظر إلى المستقبل وبناء يمن حديث ومحاربة الفقر والسلاح والجهل والسعي للوحدة الوطنية وأن تقوم قوافل لذلك ورفض الإرهاب والعنف والطائفية والخروج على سيادة الدولة ورفض أي خروج على الإجماع الوطني وتمزيق البلاد تحت أي مسمى لصالح أجندات أجنبية.

وان على الدول العربية التحرك لدعم الوحدة الوطنية ورفض أي تدخل بشؤون اليمن وعدم السماح بذلك، والوقوف بقوة ضد هذا التدخل السافر الذي يضرب أمننا القومي العربي وعلى الدول العربية أن تكون حازمة وشديدة ولا تتهاون في ذلك.

وكذلك السعي لتعمير اليمن وبنائها وإصلاح المناطق المتضررة وهذا يقتضي توسيع برنامج أصدقاء اليمن ليشمل الدول الإسلامية والصناديق ومنظمات المجتمع المدني، ولذا أقترح أن تستضيف الدول الخليجية مؤتمر المانحين للدول الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني برعاية منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية والبنك الإسلامي للتنمية والصناديق العربية يتضمن حملة يشارك فيها جميع الدول والمؤسسات والصناديق والأفراد من خلال المؤسسات وحملات تليفزيونية لصالح هذا البرنامج يتم فيه برنامج لإعمار صعدة وعدن وتعز وصنعاء وغيرها مع حملات صحية تشارك فيها مؤسسات الهلال الأحمر للدول الإسلامية وبرنامج شامل.

كما أقترح أن يتحرك علماء ومفكرون عرب ومن الدول الإسلامية للسعي للحث على المصالحة اليمنية، ويجب على الدول العربية والإسلامية حماية اليمن من العدوان الإيراني الذي يشمل البحرين والعراق وسوريا وغيرها، وذلك بفرض عقوبات على طهران متدرجة حتى تعود إلى رشدها وتحترم حسن الجوار وألا تستغل الظروف الحالية.

كما يجب مراعاة وضع اليمن من حيث المهجرين من شرق إفريقيا الذين يهددون أمن دول الجوار وتصدير الجريمة والهجرة غير المشروعة وحل ذلك بالاتفاق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأمم المتحدة وإنقاذ اليمن من ذلك مما يسبب خطراً على اليمن ومحاربة ذلك مع حماية البحر ومساعدة اليمن لبناء جيش وأمن قوي يساعد في سيطرة الدولة والاستمرار بقوة في هيكلة الجيش ليتمكن من حماية البلاد وبسط النفوذ على ارجائها ولن تستقر اليمن وتكون جزءا من المنظومة في المنطقة إلا بهذا.

ولذا لابد من التحرك في هذا الإطار، انه على هذه الدول العربية وبالذات دول الخليج، استخدام نفوذها لإقرار سيادة وهيكلة الجيش والأمن والحفاظ على سيادة اليمن ومعاقبة كل من يتحدى المبادرة الخليجية واستقرار المنطقة وجرها إلى حروب استنزاف تصب في أجندات معادية للعرب ولدول الخليج، ان بعض القضايا يجب أن يتم الحزم وعدم التهاون فيها لمن يريدون أن يحققوا مكاسب شخصية على حساب استقرار المنطقة، والسكوت على مثل هذا خطر على دول المنطقة وعلى الدول العربية جميعاً.

* بوابة الشرق

أخبار ذات صله