خاص / يافع نيو

مفارقات بين جماعة الإخوان في مصر وحزب الإصلاح في اليمن 

علي حسن الخريشي

إن الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر هو حديث عن الثورة المصرية ذاتها، حيث لا تذكر الحركات الثورية في مصر إلا ويذكر معها الإخوان المسلمون، وذلك لما لهذه الجماعة من دور في المقاومة ضد الاستعمار البريطاني في مصر. أما تاريخها فهو قديم إذ تعود النواة الأولى لتأسيس هذه الجماعة إلى ابريل 1928م على يد الشيخ( حسن البناء) والذي اغتيل في 12 فبراير سنة 1949م بعدها تزعم (حسن الهضيبي) هذه الجماعة (1910-1973م) ومن أهم رموزها هو (سيد قطب) (1906ـ 1966م) وقد كان لهذه الجماعة دور كبير في مقاومة الاحتلال البريطاني على أرض مصر والتي تكللت بقيام (ثورة 23يوليو 1952م) كما أن لهذه الجماعة تاريخ نضالي في مقاومة اليهود على أرض فلسطين بل أن هذه الجماعة قد ساعدت الثوار في كثير من البلدان العربية أثناء قيام ثورات التحرير فيها. وعلى الرغم من حضر هذه الجماعة في مصر طوال السنوات الماضية إلا أنها ظلت محتفظة بتواجدها، والذي تكلل مؤخراً في د ورها الريادي في إنجاح ثورة التغيير المصرية الحديثة.أما حزب الإصلاح في اليمن الذي يعتبره الكثيرون بأنه جزء من حركة الإخوان في مصر والعالم، فهو يختلف جوهرياً عن هذه الحركة ويمكن أن نلاحظ هذا الاختلاف من خلال الهدف والسلوك والمنهج عن طريق هذه المقارنة البسيطة .

حزب الإصلاح اليمني
ـ تأسس حديثاً بعد قيام الوحدة بين شطري اليمن سنة 1990م.
ـ تأسس بأمر من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عقب الوحدة ليكون نداً
للحزب الاشتراكي القادم من الجنوب (وفقاً لمذكرات الشيخ عبدالله حسين
الأحمر .. وبذلك فهو يضم شخصيات كانت في المؤتمر ولها علاقة به.

جماعة الإخوان في مصر
ـ تاريخ عريق إذ يعود تأسيسها إلى ابريل سنة 1928م.
ـ قام بتأسيس نواة هذه الجماعة الشيخ/ حسن البنا ليعرف الناس بأمور دينهم
وواجبهم الوطني تجاه الوطن والأمة.

حزب الإصلاح في اليمن
ـ أهم رموزه الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني شيخ علم متشدد، أصدر فتاوى كثيرة
كانت مثار جدل كبير في العالم الإسلامي.
وقد ورد اسمه ضمن المطلوبين دولياً لارتباطهم بتنظيم القاعدة

جماعة الإخوان في مصر
ـ أهم رموز هذه الجماعة المؤسس حسن البناء، سيد قطب، وآخرين وهم ثوار
ورجال دين ضحوا بحياتهم في سبيل قضيتهم.

حزب الإصلاح في اليمن
ـ يسيطر على الحزب وقراراته مشائخ قبليون بما يملكون من مال وجاه قبلي.
جماعة الإخوان في مصر
ـ للجماعة مرشد أعلى يتم انتخابه ومرجعيات دينية وعلمية أصحاب كفاءات عالية.

حزب الإصلاح في اليمن
ـ أصدر مشائخ ينتمون إلى هذا الحزب فتاوى بالتحريض على الحرب  ويتيح قتل
الاشتراكيين ومن يقف معهم في جنوب اليمن في حرب 1994م.

جماعة الإخوان في مصر
ـ لم نسمع بأن الإخوان المسلمين في مصر قد أصدروا فتاوى تتيح دماء
الآخرين، حتى من غير المسلمين بل تعايشوا مع المسيحيين داخل مصر نفسها.

حزب الإصلاح في اليمن
ـ ارتبط بتحالفات متباينة مع جماعات وأحزاب، فقد تحالف سابقاً مع المؤتمر
الشعبي العام، والأفغان العرب (تنظم القاعدة) في الحرب ضد الجنوب سنة
1994م.

جماعة الإخوان في مصر
ـ لم نقرأ في تاريخ هذه الجماعة عن أي تحالفات متباينة كهذه أو مع أي
جماعات متشددة أخرى واحتفظت بطابعها الذي تأسست عليه.

ـ حزب الإصلاح اليمني والمؤتمر الشعبي العام في اليمن أوجدوا موطئ قدم لتنظيم القاعدة في الجنوب بعد تحالفهما مع الأخير في الحرب ضد جنوب اليمن سنة 1994م لذلك نجد أن نسبة المنخرطون في القاعدة من اليمنيين أكثر بكثير من المصريين على الرغم من فارغ السكان.

جماعة الإخوان في مصر
ـ لم ترتبط الجماعة في مصر بأي جماعات إرهابية لذلك لم تجد تنظيم القاعدة
لها أي قبول داخل مصر ولهذا تجد أن نسبة المنخرطون من المصريين للقاعدة
أقل بكثير من اليمن رغم كثرة السكان.

الإصلاح في اليمن
ـ يقسم حزب الإصلاح في اليمن إلى ثلاثة أقاسم:
أـ القسم القبلي ويتزعمه حميد الأحمر وبض أخوانه.
ب ـ القسم المتشدد دينياً ويتزعمه عبدالمجيد الزنداني.
ج ـ القسم المنفتح والمثقف ويشمل عدد من الشخصيات المتعلمة تعليم جامعي
حديث لكن الفئة الأخيرة هذه ليست صاحبة القرار في الحزب مثل الأولى
والثانية.

جماعة الإخوان في مصر
يتكون أساساً من فئة واحدة هي الفئة المتعلمة تعليم حديث والمنفتحة على
العالم والتي تسعى لإقامة الديمقراطية والحكومة المدنية على أسس ومبادئ
إسلامية وإن وجدت فئات متشددة فهي قليلة وخارج نطاق القرار.

حزب الإصلاح في اليمن
على الرغم من دور الحزب في ثورة التغيير في اليمن إلا أنه حاول إلغاء دور
الشباب الغير حزبيين وتهميش صوتهم في الثورة وأفضى الأمر إلى توقيعه
اتفاقية الخليج مع الحزب الحاكم، والقبول بحكومة وفاق وطني، تم بها قتل
الشباب المتطلعون إلى الدولة المدنية الحديثة التي تقضي على كل الفاسدين
بل وساهم مع أحزاب المشترك الأخرى في إصدار حصانة للقتلة وعلى رأسهم
الرئيس علي عبدالله صالح وأوصل اليمن إلى ما هي عليه الآن.

جماعة الإخوان في مصر
أسهمت الجماعة وعناصرها بصورة فاعلة في ثورة التغيير المصرية، وعملت مع
كل شباب مصر بغض النظر عن انتماءاتهم في إنجاح ثورة التغيير المصرية وهو
الأمر الذي ساعد على نجاح الثورة في مصر.

حزب الإصلاح في اليمن
يساهم الإصلاح حالياً مع شريكه القديم الجديد المؤتمر الشعبي العام على
إلغاء الجنوب وتهميش أبنائه وقتلهم وهم في مسيرات سلمية مطالبة بفك
الارتباط مع صنعاء بدأت منذُ 2007م بقيادة الحراك الجنوبي السلمي، وهو
الأمر الذي يذكرنا بهذا التحالف القديم بين الاثنين أثناء شن الحملة
العسكرية التي دمرت جنوب اليمن وأسهمت في تشريد أبنائه حتى يومنا هذا.

جماعة الإخوان في مصر
الإخوان في مصر فئة علمية دينية مثقفة تسعى إلى إقامة دولة ديمقراطية على أسس ومبادئ إسلامية تتناسب والواقع وتؤمن بحرية الرأي ولم تسعى يوماً مثلاً إلى تهجير الأقباط من أراضيهم أو منازلهم أو أعمالهم رغم اختلاف دينهم.

من خلال هذه المقارنة البسيطة نلاحظ أن هناك فرق واختلاف منهجي وربما سياسي بين الاثنين وبالتالي فقد يخطئ الكثير من الشباب عندما يعتبرون أن الإصلاح في اليمن هو جزء من حركة الإخوان العالمية ولو كان كذلك لما ساعد وشارك في قتل المسلمين في جنوب اليمن والاستيلاء على أراضيهم وتشريدهم من منازلهم ونهب ثرواتهم وفق مبدأ الفيد والفتوى الباطلة التي لازالت الى يومنا هذا كما يبدو سارية المفعول وهذا ما أكدته أحداث يوم الجمعة الماضي في مدينة المعلا بالعاصمة عدن