fbpx
الحوار الجنوبي منهج ترسيخ لقيم التسامح والمحبة والاخوة.

 

كتب/ علي عبدالله البجيري

الحوار ظاهرة حضارية ينتهجها رجال الحكمة والبصيرة لتجاوز الماضي ووضع أفق المستقبل. بالطبع يتخلل هذا المسار عملية استشراف المتغيرات من حولنا والتعامل مع الواقع بما يؤدي إلى بناء الثقة والمشاركة الواسعة في تحمل المسؤولية تجاه القضايا الوطنية وصولا إلى مرحلة الأمن والسلام والاستقرار في ربوع بلادنا. وتحقيقا لذلك علينا تجاوز الماضي وإرساء دعائم المستقبل، دون الارتهان للصدف المقيتة التي أغرقتنا في صراعات ودمرت البلاد. فالحوار وليس غيره هو من سيوصلنا إلى استعادة دولتنا ومكانتنا بين الأمم .فمن اراد معرفة المتغيرات واحلال الوضع الدائم الأمن والمستقر لأبنائنا واحفادنا فما عليه إلا المشاركة في الحوار ومناقشة وقراءة واقعنا الجنوبي بتفحص وتبصر.. القوى السياسية الجنوبية المنيرة والراقية هي من تنخرط في المستقبل لتستشرف المتغيرات وتستبقها بمواقف حكيمة ولا تترك مواقفها لمدرسة المناكفات السياسية العقيمة المحافظة على ما تحقق في جنوبنا مسؤولية كبيرة يتحملها كل أبناء الوطن، والتنازل لبعضنا البعض واجب حضاري يلتزم به الجميع، نقول هذا لكل الكيانات السياسية الجنوبية الحريصة على مستقبل الجنوب وأمنه واسقراره.

ولعلي أسوق هنا بعض الملاحظات التي تتصل بالحوار الجنوبي:

اولاً: الحفاظ على ما تحقق من انتصار للقضية الجنوبية بعد الغزو الثاني للجنوب عام 2015م مسؤولية عظيمة، يتحملها كل جنوبي حر حريص على مستقبل أبناءه واحفاده، لذلك فان الحشد لاستعادة مديريات بيحان وعسيلان والعين التي سلمتها قوات الإخوان للمليشيات الحوثية تستدعي تداعي كل جنوبي حر أصيل بالوقوف إلى جانب القوات الجنوبية التي تدافع عن الارض والعرض.
ثانياً: اعتبار الحوار الجنوبي ظاهرة حضارية تبحث في القواسم المشتركة، تنهي التباينات في المواقف التي يتسلل منها ويستغلها أعداء الجنوب. ومن خلال
الحوار الخلّاق وفق رؤية وطنية، تضع الخلافات جانبا وتجعل مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات حتى وصول السفينة الجنوبية إلى بر الأمان .
ثالثاً: الإيمان بمبداء الحوار ومساندة الفريق الجنوبي المكلف بهذه المهمة يبشر ببدء مرحلة إيجابية أساسها المحبة والاخوة وعدم الأقصى لأحد. فالجنوب يتسع لكل أبناءه من المهرة حتى باب المندب، علينا الانطلاق والعمل معاً لاكتشاف مسارات المستقبل، ونحن على ثقة بأن لجنة الحوار قدمت لكل ابناء الجنوب مشروع وطني سيتحول انشاء الله إلى ميثاق عمل يلتزم به كل من يدعي حُبه للجنوب
رابعاً: خلافات وصراعات الماضي، كانت من صنع وفلسفة من اخترقوا الجسد الجنوبي وعاشوا في كل زواياه، لقد قصموا ظهورنا منذ الاستقلال وحتى احداث كريتر الأخيرة والمحاولة الإرهابية لاغتيال محافظ عدن الاستاذ حامد لملس تثبت أن الخطر يستهدف الهوية الجنوبية ومنع عودة العاصمة عدن إلى سابق عهدها ومكانتها الإقليمية والدولية.

خامساً: إذا اخلصنا للجنوب واعتمدنا على لغة الحوار والمحافظة على مقدرات الجنوب وثرواته ، فالجنوب الجديد سيكون انشاء الله ساحة منيرة للأمن والاستقرار والسلام.
خامساً: علينا أن نتوجه الى الله بالدعاء أن تكون الدولة الجنوبية القادمة قوة خير ومنارة تسامح تشع بالقيم البناءة من أجل غد أفضل يليق بتاريخ بلادنا وتضحياة شعبنا.

سادساً: وللاخوة في الإقليم والجوار نؤكد أن الجنوب القادم لن يكون إلا دولة سلام واستقرار وأمان، مهما كانت الملفات المطروحة والتباينات حول بعض القضايا. فالحوار هو السبيل الوحيد لحلها على قاعدة المصالح المشتركة وإقامة العلاقات الودية واحترام السيادة الوطنية للجميع.

والخلاصة..أن الحوار الجنوبي، يجب أن يطوي تلك المرحلة التي أساءت إلى تاريخنا نهائياً، على أن نقبل على المستقبل بمفاهيم جديدة تنسجم مع متغيرات العصر الذي يرفض الانغلاق والتقوقع عند ثقافة القرية ويؤمن بالحوار والسلام والتنمية والانفتاح والاستثمار.